بين ظهور شعراء الحداثة (خمسينيات وستينيات القرن العشرين) وظهور الشعراء الجدد (ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين) في سورية، ظهرت مرحلة أسّست لما سمّي: «الشعر السبعيني». تمتاز هذه المرحلة بأنها أخضعت الشعر لمناخ الإيديولوجيا السياسية التي كانت سائدة في حينه، وأكدت الخطاب السياسي، وما يمكن أن يسمى بالخطاب الوطني، كنوع من إكمال مسيرة خطاب شعر الحداثة المعني بما يسمى «القضايا الكبيرة» ومنها قضايا الوطن، بطبيعة الحال. هذا الانسجام في خطاب المضمون رافقه انسجام في خطاب الشكل، فلم تظهر حالات خروج حقيقية ومعتبرة عن خطاب شعر الحداثة، الأمر الذي جعل من مرحلة السبعينيات مرحلة عمرية أكثر منها شعرية! وإن محاولات الشاعر منذر مصري الحثيثة في الجزء الثالث من «أنطولوجيا الشعر السوري» (احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008) في أن يعتبرها مرحلة شعرية شكلت «انعطافة» لم تجد نفعاًً.
لقد شك أن الفكر الهايدغري قد حضر في الكتابات الفلسفية المغربية المعاصرة في سياق التأثير بالمرجعية الفرنسية التي هي بدورها ' تأويل' للفكر الفلسفي الألماني بعامة، وفلسفة هايدغر على وجه الخصوص، إذ نجد النص الهايدغري في فكرنا المغربي لا يحضر في 'مقررات' التربية والتعليم الا إشارات طفيفة ومحتشمة، وهذا يظهر في التعليم الثانوي الذي كان خاضعا لمراحل سيادة الفكر المادي والوضعاني، في حين أن التعليم الجامعي في المغرب - في شعبة الفلسفة - لا يخضع الا لاختيارات الأساتذة ومولاتهم الإيديولوجية والفكرية.
كما يحضر 'هايدغر' من خلال 'تجربة دفاتر فلسفية' التي يصدرها كل من محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي: وهي تجربة ترتيب وتصنيف نصوص الفلسفة ذات الأفق الإغريقي
الطاهر لبيب عالم اجتماع لامع وكتابه سوسيولوجيا الغزل العربي مفصلي، ثم انه مثقف بمعنى ان الثقافة كلها مجاله وبمعنى انه ينتج في الثقافة بمقدار ما يصارع فيها وبمقدار ما يحاكمها ويحاكم نفسه من خلالها. ثم ان الطاهر لبيب على رأس المنظمة العربية للترجمة التي تملك مشروع ترجمة فعلياً تتدرج في إنتاجه، ومضى عليها من الوقت وتجمع لديها من الرصيد ما جعل لها مكتبة فعلية، كان لنا معه هذا اللقاء:÷ أولا ما السبب الذي دفعك إلى المجيء إلى لبنان للعيش والعمل هنا، وماذا تعني لك بيروت بهذا المعنى؟هذا سؤال لا أعرف أين تبدأ الإجابة عنه، هناك سببان، أولا هناك أمر مهني ساقتني إليه ريح طيبة، هي أقرب ما يكون إلى الصدفة، لأني لست مترجما ولست متخصصا في الترجمة، ولكن يبدو أن اهتمامي بالتعريب الجامعي، جعل البعض يفكرون في أن أستلم هذه المسؤولية، مسؤولية المنظمة العربية للترجمة.
وأنا أقرأ عمل أحلام مستغانمي الأخير"نسيان دوت كوم" تذكرت كلام ألان ديلون عن النساء في حياته : ( أدين للنساء بكل ما أنا عليه. المرأة هي التي أدخلتني إلى المجتمع المدني بعد خروجي من الجيش .أنا رجل رومانسي بطبيعتي ولم أتوقف يوماً عن حبي للنساء . سواء كانت هذه المرأة "روزالي" أو"ميراي" أو "ناتالي" أو "رومي شنايدر" التي كانت أجمل نساء حياتي . .كنت أستميت لأظهر في أحسن حالاتي على الشاشة, أو على شاشة الحياة. من أجل أن أبدو قوياً وناجحاً في عيون المرأة التي أحب . .كان هدفي من النجاح أن أبهر حبيبتي . . ) ثمة إشاعة رافقت ألان ديلون دائماً انه قتل حارسه الشخصي لأنه علم بعلاقة غرامية تربطه مع زوجته "ناتالي" وجد الحارس الشخصي مقتولا فوق مكب قمامة خارج باريس . وكلما تحدث ديلون عن الحب كان ينطق اسم رومي شنايدر بتوتر ملحوظ و يعترف بأثرها على حياته. وأصدقاؤه المقربون أكدوا دائماً أن رومي شنايدر أفسدت عليه الإحساس
كل الكلمات، في عالم التواصل، مفخّخة بدءاً من كلمة 'التواصل' ذاتها التي كانت، منذ وقت ليس بالبعيد، تعني الجانبَ الأوفرَ من العلاقة بين البشر: فهي كانت تمنح نفسها هالة مقدسة فيما هي أصبحت اليومَ تسمِّي فضاءً للتواصل يقتصر فيه الاعتبارُ على الدعاية والتجارة. كان 'التواصل' فيما مضى يعثر على معناه في حالة من الارتباط بخارج كان يتناسب مع قدرتنا على التعبير، ويمثل أساسَ إنسانيـتنا. وممّا له بالتالي دلالة على نحو خاص هو استحواذ عالمنا الحالي على هذه الخصيصة الأساسية. فهل لنا وعي بأن تعديلاً جذرياً يكمن في ذلك الاستحواذ إلى هذا الحد الذي يعمل فيه الآن على تغيير الطبيعة البشرية بوضع شهية الاستهلاك في الموضع الذي كان مكاناً، على الدوام، لدخيلتنا؟
هذا التغيير لطبيعة التواصل، الذي هو قيد التعميم، متأصلٌ إلى درجة أننا لم نعد
تعقيباً على مقالة الزميلة سناء الخوري «رحلة «الآداب» توقّفت عند وزارة الإعلام» (عدد 17 تشرين الأول/ أكتوبر) عن منع المجلة اللبنانية من دخول سوريا، جاءنا ردّ من الكاتب السوري حسان عباس الذي تناولته المقالة، هنا أبرز مقتطفاته: (...) لا أستطيع إلّا التعبير عن استيائي من منع عدد «الآداب» الجديد من التداول في سوريا، لأنّني على ثقة بأن هذا الأسلوب في التعامل مع الثقافة والمثقفين يعيق الجهود المبذولة لإظهار الصورة الجديدة لسوريا. صورة البلد المنفتح على تعدديته (...). كما لا أستطيع إلّا التعبير عن استيائي من بعض ما ورد في مقالة «الأخبار» (...). العنوان الثاني الذي وُضع للمقالة يشير إلى أن المنع جرى «على خلفية ملفّ تناول قمع السلطة للإخوان المسلمين في الثمانينيّات». أي إن موضوع الملف نُقل من حيّز الأدب والقراءة الأدبيّة إلى حيز السياسة، مع أنّ الملف، بكامل مقالاته، لا يخرج عن إطار الكتابة الأدبية المباشرة.
قد يُظلم فيلم «جبران» التلفزيوني الذي أخرجه السينمائي سمير حبشي انطلاقاً من سيناريو كتبه الروائي الكسندر نجار أحد المتخصّصين بصاحب «النبي»، لو شوهد وكأنه مسلسل تلفزيوني أو حصر ضمن الأعمال التلفزيونية الدرامية
هذا فيلم تلفزيوني (تيلي فيلم) بلا أي شك، بل فيلم روائي شاء مخرجه الذي يُعد من أبرز المخرجين السينمائيين في لبنان، أن يسبغ عليه عيناً تلفزيونية مجزّئاً
شنت علّي حملات ضارية لمناهضتي احتلال بلدي وقصيدتي ماضية إلى أللا شكل!
هنا نص حوار أجراه 'بيت الشعر' في المغرب مع الشاعر سعدي يوسف
لمناسبة حصوله على جائزة 'الأركانة' التي يمنحها البيت:
لنبدأ حوارنا من المغرب، ماذا تقول؟
المغربُ،الأرض والناس والتاريخ، كان، وظلَّ، حتى اليوم، بلّورةَ عملٍ في نصوصي. لم أنظر يوماً إلى المغربِ كمَن يبحث عن موضوعٍ أو غرابة. أتناولُ المغربَ باعتبارِه أرضَ مادةٍ خام، ذاتَ طبقاتٍ يُمكنُ لي الحفرُ في أعماقِها. هناك تاريخٌ ماثلٌ، وتاريخٌ مُراوِغ. الاثنانِ
معيار الثقافة الصحيحة هو القدرة على التعامل الصحيح مع كافة شؤون الحياة، وفي ثقافتنا العربية الإسلامية قيم سماوية عليا تبلور القيم الصحيحة التي لا تلهم بالحلول العلاجية في مواجهة الأزمات فقط، بل تصنع العلاقات والظروف الوقائية التي تمنع نشأة الأزمات من الأصل، وتصوغ العلاقات بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والأوطان، وبين الإنسان والرحمن، وفق قواعد وضوابط إنسانية رحيمة وعادلة..
لكننا بكل أسف نعايش في عالمنا العربي والإسلامي سلسلة من الفتن والمشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومنبعها جميعا أزمتنا الثقافية.
السياسية هي الآلية والوسائل لكيفية حل المشكلات كافة، والثقافة بمرجعياتها الروحية
قرأتُ، مرةً، حواشي كتبٍ قديمة وما سطَّره، أو شدَّد عليه، العابرون قبلي على صفحات حالت ألوانها واصفرَّت، أو فاحت منها رائحة حيوات سابقة لا أدري ماذا صنعت بها الأيام. الآن أقلب، بلا سببٍ واضحٍ، العدد الثاني من مجلة 'شعر' (ربيع 1957) فطالعتني أسماء كثيرة. بعضها صار علماً في حياتنا الثقافية وصنع انعطافة في قضية تجديد الشعر العربي، وبعضها طواه النسيان. لا أدري كيف وصل إليَّ هذا العدد. مَنْ هو مقتنيه السابق. لعله نجا، بين كتب قليلة، من تنقل المنازل والقلوب.يبلغ هذا العدد، من تلك المجلة ذائعة الصيت، عمري تقريباً بما فيه من صبوات وانكسارات، وينطوي، أيضاً، على عمر تلك الحداثة التي تصدى لعبئها شبان لبنانيون وسوريون وعراقيون ومصريون وفلسطينيون، جاء بعضهم من جامعات الغرب وطلع آخرون من الدساكر والأرياف فتواضعوا على حلم أكبر من أعمارهم وأكثر خفَّة من زمن مثقل بميراث القرون. سأتوقف، مرة عند محتوى العدد