لتمام تلاوي غير (تفسير جسمك في المعاجم) مجموعتان شعريتان هما (شعرائيل) (ومنزل مزدحم بالغائبين) ومع ذلك تبدو الفضاءات الشعرية هي ذاتها، واللغة القلقة ذاتها، والصور اللاهثة وراء بعضها البعض ذاتها، والمفردة الرخيمة الدسمة ذاتها، البناء المطرز بنقوش البلاغة المحتدمة ذاتها، لا شيء يدل إن فاصلاً أو حدوداً أو تقاطعات بين الثلاث سوى ألوان الطباعة على الأغلفة ومكان صدورها، لا شيء أكثر احتكاكاً بين المخيلة اللغوية الهادرة وبين محاورة صدى هذه اللغة وهي ترجع منتعظة من ثقل الدلالات والتشبيهات والإيقاعات الممزوجة بالكلمات المعجمية التي أرهقت النصوص وأجهضت حركتها وحريتها، تاركاً المعاني ملطخة بدمائها،قابضاً على عنق الصور، ضاغطاً على الأصوات التي تستغيث من وطأة الإيقاع ومن سوط (الأنا) المختبئة في كل كلمة وكل مفردة، الأنا الحاضرة الغائبة، الأنا الغاضبة البسيطة النبراتية التي تخاطب ذاتها من ذاتها، الأنا الصاخبة الغنائية التي تنبع من (التوالد المشهدي والفيض التخيلي مع روح صافية
أماط اللثام عن حرب الفكاهة بين حمص وحماه: في كل بلد من بلدان العالم، ثمة مدينة يُقدم أبناؤها ككبش فداء في حروب النكتة وإرساء قواعد الضحك الشعبي... ويغدو اسم هذه المدينة، مرادفاً لكل حالة مضحكة، وحاملاً لكل فكرة كاريكاتورية يبحث أصحابها عن مناخ ملائم لتحويلها إلى نكتة سائرة.. وغالباً ما تُتخذ المدن ذات الطبيعة الجافة، أو المزاج الحاد الذي ينطوي على خصوصية اجتماعية أو ثقافية مختلفة، كحامل للنكتة ومروج لها... لا أن الحال في سورية يبدو غريباً بعض الشيء... فمدينة (حمص) التي أصبح أبناؤها ضحية للنكتة...
ذات حرج عربي كتب الشاعر السوري ممدوح عدوان يقول:
" لا بدّ أننا نثير الضحك
ولا تخشانا حتى الفئران "
هو إذن، زمن السخافة وهو أيضا عصر الخروج الإعلامي للفتاوى الغريبة التي تثير الضحك بل وتثير الشفقة في كثير من الأحيان. فبعد فتوى إرضاع المرأة لزملائها في العمل، وبعد إهدار دم مكي ماوس وجيري وتفريقه بين القبائل (وهي فتوى مرحّب بها طبعا من طرف القطّ توم ..)..ثم بعد إجازة زواج الطفلة ذات التسع سنوات، ها هو الإعلام يخرج علينا بفتوى أخرى،
-1-
في المدة الأخيرة، نجحت مجموعة من الروائيات الإيرانيات في تحدّي الأصوليّة الدينيّة في إيران، التي تحظر ذكر الحبّ والجنس في الكتابات الروائية أو الشعرية أو في أيّ جنس من أجناس الأدب. ومن هنا، باتت الرواية الإيرانية تعاني من رقابة مقصّات الأصولية الدينية، فيتمّ حذف أيّة كلمة لها علاقة بالجنس مثل "تعرّي" و"صدر المرأة"، حتّى لو استُخدمت في استعارة أدبيّة، ولم تُشر إلى الجسم البشريّ.
ولكنّ الروائيات الإيرانيات استطعن التحايل على الرقابة الدينية الأصولية بأساليب كثيرة تثير الضحك أحياناً. ومن أمثلة هذا التحايل، ما فعلته الروائية الإيرانية فطينة حاج سيد جفادي، التي لجأت إلى تعابير بديلة عن كلمات جنسيّة. فهي تقول مثلاً في روايتها " صباح سكّير": "شخصان يتحركان تحت الملاءة"، للتعبير عن علاقة جنسية بين الرجل والمرأة!
أصدرت وزارة الثقافة السوريّة (الهيئة العامّة السوريّة للكتاب) منذ حوالي شهر كتابا بعنوان (سورية - في رحلات روسيّة خلال القرن التاسع عشر)، يتضمن الكتاب انطباعات عدد من المواطنين والرحالة الروس (الدبلوماسي والطبيب والرحالة والشاعر وعاشق التاريخ والآثار) الذين زاروا سورية أو أقاموا فيها عدة أشهر أو أكثر في أواسط القرن التاسع عشر. أعدّ الكتاب وترجمه الدكتوران نوفل نيوف و عادل إسماعيل وجاء في 192 صفحة من القياس الكبير. تطرّقت المقالات إلى العديد من جوانب الحياة في سورية فتحدّث كتّابها الروس عن تاريخها وسكانها ومناخها وطبيعتها الساحرة وكذلك عن عالم النبات والحيوان فضلاً عن المواقع الأثرية والقلاع المنتشرة في أرجاء الأرض السورية. ويوضّح المترجمان في مقدّمة الكتاب أنّ هناك دوافع مختلفة لدى الكتاب وراء كتابة هذه الانطباعات فبعضهم كان موضوعياً في تسجيلها وفي إطلاق أحكامه وبعضهم تدفعه حمية ثقافية ومنهم من تراه مولعا بالتعبير عن علاقة قديمة مفعمة بشوق دافق
القصّة بدأت إذن، في الرواية الأولى، عندما اغتاظ عمر بذكورته المعروفة في التاريخ لرؤيته الرجال يأتون بيت النبيّ فيجلسون ويأكلون ويشربون، بينما نساء النبيّ يدخلن ويخرجن ويتحدّثن مع الضيوف. أما وفق الرواية الثانية، فيبدو أنّ النبيّ هو الذي انزعج من الرجال الذين دعاهم إلى بيته يوم زواجه بزينب بنت جحش، بعد أن طلّقها ربيبه زيد من أجل أن يتزوّجها النبيّ، فلبثوا في البيت يتسامرون دون أن ينتبهوا إلى أنّ الرجل يريد الخلوة مع عروسه.
وفي رواية عن أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنـين حين قدم النبيّ إلـى الـمدينة، "فكنت أعلـم الناس بشأن الـحجاب حين أنزل فـي مبتنـى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بها عروساً، فدعا القوم فأصابوا من الطعام حتـى خرجوا، وبقـي منهم رهط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطالوا الـمكث، فقام
إذا قال أدونيس إن العرب في طور الانقراض فهو ما قاله دائما وما تلقى عليه الردود عينها. قاله أدونيس وقاله قبله من شككوا ايضا في تراث الأمس وقالوا إن الحضارة العربية كانت من بدوها وسيطة وثانوية. لسنا أمام نقاش جديد، لكننا في ثقافة لم تمتنع عن أن تكرر نوافلها ولا تزال الأسئلة نفسها والردود ذاتها عليها تدور في نفس الطاحونة. قال أدونيس ما قاله دائماً فلا جديد في هذه المرة، لا جديد أساساً ولا هول في أن يقول إن ثقافة العرب اليوم ليست في مستوى العصر فهذا ما أحسب أنه من البداهة بمكان.ليس بيننا من يعتدّ بمكانة العرب اليوم في العالم ولا بإضافتهم الثقافية فما العجب في ان يقول أدونيس ذلك ولو في محضر من الأكراد. الأكراد او الافرنج او أي كان فليست الأفكار، فيما أحسب، أسرارا، والحقائق، ان جاز أن تسميها حقائق، لا تمتنع على عربي او أعجمي اذا
مِش عاللاش
مِش عَاللاش ما بتلاقي خـ..ا الكلاب بكثرة إلّا بالمناطق الأرستقراطية. منّا صدفة، كميّة خـ...ا الكلاب بالـ Zone B أو C مثلاً. لاحِظ بمناطقن، قدّي مناطقنا تعتبر مشحّرة ومش صحيّة، بتِغْلَب بالكلاب الداشرة إنّو تخـ...ا شي مرّة عا رصيف، حدّ فرمشيّة، ولا يمكن!إنّو حتى لو عا سبيل إنّو نقلّد المناطق الأرستقراطية الراقية واللي كلها خـ...ا، مستحيل.
الكلاب هون بيعوّوا، بيعضّوا، بينعفوا المزبلة ما بيخلّوا عضمة فرّوج بمحلها، بيتلّوا الدني بس ما بيخـ...وا. فظيعين من هالناحية، في عزّة نفس مخيفة عندهن، شو مصدرها ما بعرف، دكتاتورية البروليتاريا؟ عيشة التسكّع والشحادة؟ ممكن الكتام عا قلّة الأكل والأطباع اللي بتنتج عنّو.
واضح لكل من يريد أن يرى حقاً، أنني لا أقصد من «الانقراض» انقراض العرب بوصفهم أعداداً بشرية، وإنما بوصفهم طاقة تسير في موكب الإنسانية الخلاقة، وبوصفهم نظاماً في بناء الإنسان، وفي إرساء قيم التقدم والانفتاح والمشاركة في بناء العالم، وفي خلق حضارة إنسانية، أكثر غنى، وأكثر عدالة، وأكثر إيغالاً في السيطرة على الكون، وفي كشف أسراره.
ـ 1 ـ
لماذا أثارت زيارتي إلى إقليم كردستان العراق (14 ـ 24 نيسان الماضي) احتجاجاً لدى بعض المثقفين العرب؟
أطرح هذا السؤال لسببين:
من يقرأ هنادي زرقة عبر إصدارها الشعري (زائد عن حاجتي) سيشعر بتلك الصدقية المخبوءة وراء كل كلمة تكتبها, و التي تشكل مناخات لمجمل نصوص الكتاب و مرجعها الأولي، صدق قابع في كل ركن و كل حجرة بناء جملة, أو نقش صورة تتفرد, و تتكاتف لتؤلف مشهدًا شعرياً منطوقاً باسم الشاعرة وحدها، و يكون مدخلاً رئيسا لدخول غرف حياتها الخاصة جدا، كأن الشاعرة مجبولة من ضلع الشعر أو مقصوصة من بتلات الألم و التيه و الحب الخاطف اللعين، شاعرة مختنقة برائحة ماض يتسرب هنيهة هنيهة بين أمشاط حلم, أو يقظة متقرحة تفضي إلى العودة إلى الذات, و الجلوس فيه و تسليم أمر مصيرها للغيب و الظنون و القلق المراوغ: أفتح البابَ / أرتطم بالفراغ / أرتبكُ الفراغ كان ضيّقاً عليّ / الفراغ كبير وقاسٍ