لا أحد يعرف من غدر بالمدينة.. بالكاد أحسَّ أحد بالأماكنِ، كيف غادرت أماكنها. لكنهم مازالوا هناك. كلما ضاقت بهم فسحة، وجدوا أخرى. قد يتوقفون للحظة ويتذكرون تلك الأماكن التي كانت لهم يوماً، ولكنهم قد يمرون بالقرب منها، بعد أن أقفلت، وتحولت إلى مطاعم للعائلات، أو محلات لبيع الألبسة أو الوجبات السريعة. ودون أدنى تفكير أو التفاتة يمضون إلى أماكنهم الجديدة.
ظلّت الرواية السورية لعقود مرتهنة إلى «واقعية» شبه موحّدة، ونفوذ إيديولوجي صارم. وفجأة شهدت ازدهاراً أبطاله مؤلّفون ينتمون إلى جيل جديد قلب المعادلاتقبل أشهر، أصدرت «دار الآداب» ثلاث روايات سورية: «سارة وزهور وناريمان» لخليل صويلح، و«رائحة القرفة» لسمر يزبك و«كرسي» لديمة ونوس،
في مسرحية المحطة للفنانة الكبيرة فيروز قيل “الانتظار خلق المحطة ‘ و شوق السفر جاب الترين” تعود هذه المقولة للذهن مع افتتاح أول صالة سينما حديثة و جيدة بمعايير اليوم هي سينما سيتي في مبنى سينما دمشق العريقة‘ فقد اثمر الانتظار الطويل عن صالة تليق بهذا الاسم ‘ بعد أن أعادها إلى الحياة المنتج السينمائي العريق المهندس نادر الأتاسي. و افتتاحها ليس مجرد افتتاح صالة‘ بل هو بمثابة قبلة الحياة لطقس الفرجة السينمائية في بلد عانى من انطفاء أنوار المسارح و دور السينما فيه واحدة بعد الأخرى لأسباب اقتصادية اساساً و ادارية ثانياً‘ مما جعل الدور تتوارى وراء لافتات .
احتلت أفلام ستيفن سبيلبرغ، المنشغل حالياً بنقل شخصية تانتان الى الشاشة، قائمة الأعمال التي حققت أكبر الايرادات في تاريخ السينما على مر كل الازمنة. وهو واحد من أثرى رجالات هوليوود. وكان واعداً منذ مطلع صباه. لكن خلف هذه الاسطورة هناك سينمائي يمنح الانسان المكانة الأبرز في عمله.
اين دور سبيلبرغ في الفوضى السينمائية المنظمة تنظيماً دقيقاً؟ هكذا سيتساءل البعض. لقد اسبغ النقد على سبيلبرغ مزايا خلاّقة من الطراز الأول. وعلى رغم ذلك، ليس في الوسع الا الاستنتاج أن فيلماً مثل "ذكاء صناعي" لا يمكنه ان يكون موجوداً الا بفضل مسار عمل مؤلفه ومخرجه الذي أحسن ادراك أهمية ما تمثله العودة الى الكتابة السينمائية، التي كان تخلى عنها منذ 1977 بعد "لقاء الجنس الثالث". موهبته الفطرية هذه في امتلاك الأمور، ينجم عنها تغيير في اتجاه الفيلم، تبعاً لما يقتضيه الأمر ظاهرياً، لكنه يفعل ذلك لحسابه الخاص،
لماذا احتفل الفرنسيون، والغالبية العظمى من المثقفين ومؤرخي الأدب والفن العالميين بولادة «مدام بوفاري» في العام الماضي؟ ولماذا يحتفل العالم برموز أخرى كمئتي غوغول هذه السنة مثلاً، ومئوية إدغار ألان بو؟ والجواب، لأن كلاً من هؤلاء وغيرهم شكلوا أحداثاً استثنائية جديرة بالاستذكار والاحترام والإجلال الفني، نظراً لما يعنيه كل منهم من بدء تاريخ جديد في الكتابة الإبداعية العالمية. ويحضرني في هذا السياق ما مفاده أن أي ناقد جديد في الغرب لا يتم تكريسه من دون المرور برواية «مدام بوفاري»، وببعض الروايات العالمية الشهيرة الأخرى.ولا أريد التوقف عند هذه الرواية ناقداً ومحللاً، فقد كُتبت عنها آلاف الدراسات النقدية، وشكّلت نموذجاً لطلبة الدراسات العليا في الأدب في غير بلد ومكان على وجه الأرض. تماماً كما كتب الكثير في «معطف» غوغول وأمسياته قرب قرية دكنكا، وكما كتبت آلاف الدراسات في أشعار ألان بو وقصصه الغرائبية المتفردة. لكنني أود التوقف عند قيمة فنية واحدة تشترك فيها «مدام بوفاري»
تنبثق شعرية ( لو يخون الصديق ) لمحمد ديبو من خطف الدلالة و المساومة عليها , فالدلالة رهينة مقايضات بين النثري و الشعري , فلا النثري يسعف الدلالة و لا الشعري , كأن كلاهما على اتفاق سري في أن يفضحا ( النص ) و يكشفا عورته و عيوبه ,
نص يعيش برئة اللغة التي تغيب حينا و تحضر لتغيّب كل ما هو شعري , و قد تكون الدلالة طريقا وعرة لاستدراج كل ما هو شعري و نسفه و تشويه جماليته , يكتب محمد ديبو و هو يفكر بالمعنى ولا يفكر بلغته الشعرية ولا بكيفية الحصول على المتعة الجمالية التي تحدثها الأصوات و الصور و الإشعاعات التي تصدرها هذه اللغة , ثمة فكرة ما تهيمن على النص , فكرة و لا نقول فكر أو فلسفة تحيط بأسوار النص و تلجم طيرانه و تحليقه :
الانتظارُ: عدوّنا الأبدي يغلّف أرواحنا العذراء بشتى الاحتمالاتِ المريعة يُكشفُ ما خبأتْه الأقنعة.
1 - < اقرأ - لا تقرأ إلا ما يُولِّد فيكَ شهوة الكتابة.
2 - جاء جسدها، غاب جسدها: بعض أعضائه شاهِدٌ لي، وبعضها شاهِدٌ عليّ.
3 - لبعض الآلهة في تقاليد شعوبٍ قديمة، أشكالٌ وأقنعةٌ حيوانية: أكان ذلك تعبيراً عن الوحدة مع الغيب، أم عن الوحدة مع الواقع؟ ولماذا يبدو فنانو تلك الشعوب كأنهم لم يكونوا يبتكرون إلا ما يخافون منه؟
4 - الأب ذلك الجَذْرُ الذي لا جَذْرَ له.
5 - تلبس الحداد؟ على اللغة العربية؟ على العروبة؟ على العرب؟ الأسود، في كل حال، يليق بهذا الزمن.
6 -ليس ما قُلته هو الذي يُحاصرك، بل هو ما لم تقله. قُلْهُ، لنرى ما يكون. ولماذا تختبئ الآن مما سيكشف عنك غداً؟
آخر تجاربها في المسرح كانت مع الكويتي سليمان البسام، فهي تؤدّي شخصيّة الملكة مارغريت التي تناسبها تماماً... الفتاة البريّة وجدت نفسها في التمثيل، مصادفةً. طفلة كانت ترافق شلّة الصبيان في حيّها، وشابّة بقيت كلمة «لا» رفيقتها، فخرجت على كلّ القوالب الجاهزة
أجرى أحد المواقع الثقافية السورية"1" استبياناً حول النوع الأدبي الأكثر قراءة، ورقياً وليس إلكترونياً. والاستبيان ينحصر بين القصة والرواية والشعر، وبغض النظر عن عدد المشاركين فيه، وعن كون المواقع الثقافية المتخصصة لا تحظى عادة بعدد كبير من الزوار، إلا أن النتيجة جاءت مفاجئة إذ كان ثمة شبه تعادل في عدد أصوات قارئي الشعر والقصة على حساب الرواية التي جاءت نتيجتها اقل بمراحل. نتيجة مفاجئة لأن السائد حالياً هو أن الرواية سحبت البساط من تحت أقدام الشعر وتحولت هي ديوان العرب بدلاً منه، واستطاعت خلال أعوام ليست بالطويلة أن تنتشر أفقياً وعمودياً وعلى كل مستويات القراءة والقراء بعد انحسار دور الشعر وتراجعه، وبعد تحول الكثير من الكتاب، من ضمنهم الشعراء، إلى كتابة الرواية لكونها الوسيلة الأدبية الأسرع في الانتشار والشهرة والدعوات للسفر والمشاركة في المؤتمرات والندوات واللقاءات والترجمة والجوائز، التي لا تمنح في الشعر إلا لكبار الشعراء، كبار السن غالباً أكثر
هناك اليوم حالتان مختلفتان عن رأسمالية الدولة نراها اليوم , تلك التي نراها في مراكز العالم الرأسمالي بإعادة إحياء السياسات الكينزية لإنقاذ النظام المالي , و معه مجمل النظام الرأسمالي , من أزمة عميقة التأثير و طويلة المدى على أقل تقدير , و تلك التي نراها في أطراف النظام الرأسمالي , خاصة في عالمنا العربي , نتيجة "تطور" الأنظمة العربية القائمة بحيث تلعب السلطة القائمة دور الرأسمالي الوحيد أو الأساسي , و التي ما تزال تصر على تطبيق السياسات النيو ليبرالية التي جرى التخلي عنها في مركز النظام الرأسمالي العالمي لإنجاز سيطرة رأس البيروقراطية الحاكمة على الاقتصاد...يتم ذلك في اتجاهين مختلفين فيما يتعلق بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي خاصة..هناك اليوم انقلاب في النمط السائد في أطراف النظام الرأسمالي على ما سماه الأستاذ ياسين الحاج صالح بالعقد الاجتماعي الشعبوي الذي وعدت فيه السلطة السائدة بشكل ما من السياسات الاجتماعية