صحيح أن العالم العربي (على مستوى الشعوب) يعيش حالة من اليأس والبؤس تفوق الحالة قبل الثورات العربية، التي قادت إلى الثورات السابقة. (سبق النشر في صحيفة الشرق الأوسط، السبت 7 ربيع الأول 1429، العدد 10.700، عن الحالة العربية المتردية التي مهدت لثورات الربيع العربي، بعنوان: «مستقبل الاعتماد على الذات العربية»).
من العبثية والجنون ربما، مناقشة أي أمر بالمنطق في دولة الأسد، وإلا لكان من المنطق أن يذهب الوريث بشار إلى درعا في فبراير/ شباط 2011 ويبلسم جراح أهليها الذين أساء إليهم ابن خالته، فكان ربما جنّب سورية خسائر فاقت مليون قتيل ومعوّق و13 مليوناً بين نازح ومهاجر و300 مليار دولار خسائر.. بل وجنّبها أيضاً جرائم تهريب الدجاج من لبنان!
شهدت الأسابيع القليلة الماضية تصعيداً كبيراً في الصراع بين القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع المحتدم في سورية، منذ سبعة أعوام، أو ما يمكن اعتباره بمثابة حرب عالمية مصغّرة على أراضيها، الأمر الذي ينذر إما بتصعيد عسكري كبير في هذا البلد، أو باحتمال أن يكون ذلك تسخيناً للتمهيد لفرض حلّ ما، وثمة احتمال ثالث مفاده الاستمرار بالاستراتيجية المتبعة، أي الحفاظ على ديمومة الصراع بين الأطراف المعنية.
أديبي المحترم.. أعجبني تشبيه تذكره في ص15 عن تلك الذئاب التي تمور جوعا مستعدة لالتهام أي شيء يمكن أن يصادفها في طريقها حتى الأحجار.. فنتيجة الحصار الجائر المفروض على عراقي الحبيب أصبح أغلب الناس إن لم يكن كلهم مثل تلك الذئاب الهائجة تمور جوعا، الإنسان مستعد أن يلتهم أخاه الإنسان.. ماذا يفعل الذي باع كل شيء في بيته.. كل شيء حتى قلع كاشي بيته.. خلع شباكه.. بلا أي مبالغة.. لكي يعيش.. السبب هم التجار الجشعين أمثالهم
بعد إعلان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، مؤخرا، استراتيجية بلاده المتعلقة بكيفية وضع حد للصراع الجاري على سوريا، (راجع مادتي: “رسائل أميركية إلى روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل”، “العرب”، 22 يناير)، بات واضحا أن الولايات المتحدة أضحت معنيّة بالانخراط بصورة أكبر، سياسيا وعسكريا، في هذا البلد، وأنه بات لديها رؤية سياسية معينة لذلك، بعد أن كانت تلك السياسة غير مفهومة طوال السنوات السبع الماضية.
وتبين حكاية أسابوف من جديد أن الدور الروسي في حربي أوكرانيا وسورية أعمق مما تعترف به موسكو. كما يوضح الأساليب السرية في استراتيجية «الحرب الهجين» التي تبرز من خلالها روسيا القوة من طريق دس أفرد يعملون سراً في قيادة القوات المحلية من دون أن تخاطر علناً بإرسال أعداد كبيرة من القوات إلى أرض المعركة.
بعد مئة وخمسين عامًا تقريبًا، من تواجد السوريين في غوادلوب، ما يزالون أسرى عاداتهم القروية ولهجاتهم القروية، ومفاهيمهم العائلية الضيقة، وضيق أفقهم العام، وما زال مفهومهم للتجارة هو الشطارة في “نهب العبد الغشيم”. وتعاملهم معه -على الرغم من تمسحهم به- يكون من منظور عنصري فوقي وعرقي، وعندما يضطر أحدهم إلى الزواج من سوداء، يكون الهدف فقط هو الحصول على إقامة وجنسية.
أ
بَيد أن هذه البلبلة في التعاطي السلبي مع الثورة السورية، أو في الاعتراض عليها، وربما تأييد النظام، إنما تنبع من أسباب عديدة، أولها، ضعف الكيانات والحراكات السياسية في العالم العربي، ولا سيّما في سورية. وثانيها، سيادة أنظمة الاستبداد (جمهورية أو ملكية)، التي تحرّم السياسة والمشاركة السياسية. وثالثها، غياب علاقات المواطنة والديمقراطية، إذ حتى الأحزاب والفصائل السياسية لا يوجد فيها ديمقراطية. ورابعها، الخوف من أي جديد واستمراء العيش على القديم.
السؤال الذي يلح علي دائما: هو ما الذي دفع الغرب إلى التضحية بالشاميين وطرد ابراهيم باشا من الشام وإعادة الشام إلى الدولة العثمانية الخرفة المهرهرة ليعيد الشام التي بدأت بالاستنارة بتسربات الثورة البورجوازية المجيدة التي أثمرت أبو خليل القباني الذي مانزال نعيش في عالمه السحري حتى اليوم حين نغني يامال الشام , والذي أثمر ابن البورجوازية البار عبد الرحمن الكواكبي صاحب طبائع الاستبداد
يؤكد أكثر من متابع لكواليس المسألة السورية أن جولة جنيف الراهنة ستكون ما قبل الأخيرة، وإذا سارت السفن بما تشتهي الرياح الروسية، ستليها جولة ختامية في الربيع المقبل، تعقب انعقاد المؤتمر الذي باشرت روسيا الاستعدادات لعقده في سوتشي في فبراير/ شباط المقبل، تحت عنوان "مؤتمر السلام السوري"، بعد أن كان اسمه "مؤتمر الشعوب السورية". وعلى غرار ما حصل على مسار أستانة،