لم يكن ما حدث في المسرح القومي باللاذقية ضرباً من العبث أو المزاح البوليسي الغليظ، ولم يكن مونولوجاً تهكمياً عابراً للساهرين في شانسونييه لاذقاني أطلق بغتةً على هامش مهرجان الكوميديا المسرحي الثالث، أو حتى فلاشاً ساخراً في مجلة (كومّيضة) الصادرة عن المهرجان.. نعم، العنوان خبري بحت بلا فذلكات صحفية أو معان مجازية حاذقة؛ لقد عثر العمال على أجزاء من هيكل عظمي بشري أثناء عمليات ترميم المسرح القومي في اللاذقية عند باب النجاة!! وسواءً كان الرجل المقطّع إرباً ممثلاً عتيقاً أو باحثاً معمراً في دار الكتب الوطنية سابقاً أو حتى متشرداً سكيراً ساقه سوء الحظ إلى زاوية منعزلة بعد منتصف ليل شتوي قارس، فاغتيل خلسةً وأهيل عليه التراب في مقبرة وضّبت بعناية بعد عكس اتجاه الصرف الصحي، فإن مجرد الفكرة الأقرب إلى الملهاة لتشحذ الخيال بشدة متأتية من واقع مسرحي لا يبدو أقل تشرذماً وأحسن حالاً، في تعشيق فكري وبنيوي متين مع حالة متقدمة من الموت السريري المتستر خلف أجهزة التنفس الاصطناعي الباردة..
سعدت برد صالح دياب الذي جاء متأخرا بعد أن نشره بالسفير أرسله إلى موقع ألف وسبب سعادتي أمران أولهما أنني كدت أيأس من أن يرد وثانيهما ما حققه موقع ألف من انتشار واسع في الأوساط الثقافية العربية حتى صار الملاذ لكل من لديه مشكلة ثقافية أو اعتداء أدبيا أو اعتذارا عن خطأ قام به. كما فعل قيس مصطفى حين اعترف بأنه قام باستعارة مواد لغيره. وقد احترمت فيه هذه الروح. فحين يعترف الإنسان بخطأ ارتكبه يعني أنه سيتجاوز هذا الخطأ وهو المبدع كشاعر ..وهو لم يستعر، أتقصد ألا أستخدم كلمة ( السطو )، في كل الأحوال أعمالا إبداعية وإنما مقالات لا تضيف إلى رصيده الإبداعي شيئا.
. لن أطيل.هذا رد صالح بين أيديكم بعد أن نشرنا بالأمس رد قيس مصطفى .. هو في النهاية انتصار لديموقراطيةألف، حيث بدأ المثقفون يلجأؤون إليها لحل مشكلاتهم ومعاناتهم
السيد سحبان سواح المحترم
بالإشارة إلى ما نشره موقعكم الموقّر بتاريخ 29/4/2009، بعنوان "للمرة الثانية.. ابن آوى يسطو على أعشاش الكتّاب" بقلم السيد عمر الشيخ، نقلاً عن الملحق الثقافي للثورة..أرجو نشر جوابي الآتي عملاً بما يقتضيه حق الردّ والتعليق، ولكم، مسبقاً، جزيل الشكر، ذلك أنكم، وعمر الشيخ، والملحق، قد وفّرتم الحافز للاعتذار عن خطأ فادح، كررتُه مرّات عدّة تفوق التي أشار إليها عمر الشيخ (لكي أوفّر عليه وعلى سواه مشقّة مزيدٍ من التعقّب فيلتفتوا إلى كتابة أهمّ إن كانت لديهم طاقتها). ها أنا أعتذر، إذاً، بلا مواربة أو تردد، من أصحاب المواد والقراء أولاً، ومن الأصدقاء (الذين كانوا الأقسى عليّ) ثانياً، ومن نفسي ثالثاً ودائماً. وكلّي ثقة بأنّ الغفران متاح في الثقافة كما هو متاح في الأديان وفي الوطنية، وبأنّ الطريق
ليست المناسبة مناسبة لإطلاق شعارات، انما هي توكيد يلبي ضرورة الرد على ما يشوه ويظلم.
نقلت «وكالة فرانس برس» في 28 نيسان الجاري ان الشاعر ادونيس في محاضرة له امام «عدد كبير من المثقفين الاكراد» نفى ان يكون وصف الحضارة العربية بأنها «جثة نتنة»، لكنه اكد ما يعادل ذلك اذ قال «ان الحضارة العربية انقرضت والعرب ينقرضون». ورجا ان لا تصيب عدوى العرب الوسط الثقافي الكردي.
لم نلق ما يبرر الحكم بالاعدام على حضارة وشعب الا قول الشاعر ان الثقافة العربية «ثقافة مؤسساتية وليست ثقافة حرة ومستقلة»، وتبرمه من مزج الدين بالسياسة، الذي دفعه الى ترك العمل السياسي، حسب قوله.
يوفر محرك البحث،Google،على الانترنت مفاتيح سرية لأنصاف المواهب المهشّمة،الذين يتنكرون بزي الكتّاب المنفوشين مبكراً، مما يرفع شأن غريزة الطعن المهنية عند ذوي الفصام الثقافي، فما يكلفه صنع مادة صحفية إلا كبسة زر واحدة، نسخ من موقع ما إلى ملف مستند نصي على الكمبيوتر،ثم توقيع المادة باسم جديد وإضافات بنيوية لاذعة تعطي هيئة العبقري للاسم الجديد، الأمر الذي يشجع مُرتكبه على نشر المادة بكل بساطة والاستخفاف بعقل القرّاء المتابعين، خاصة وإن كانت المادة منشورة في منبر مقروء ومعروف في الوسطين الإعلامي والثقافي. إذاً عندما ينتشر وباء السرقات الثقافية لا بد من وقفة حقيقية تكبح عجلات لصوص غوغل على الانترنت،وأفعالهم الصبيانية هؤلاء باختراقاتهم،التي تعبّر عن خواء ثقافي هائل يعصف بالذائقة الشبابية خصوصاً ،ربما وقفة كمراقبة الضمير مثلاً لا أكثر ولا اقل لكن هل للمدعو (قيس مصطفى) ضمير مهني فعلاً..؟ لقد فعلها للمرة الثانية ( راجع جريدة تشرين تاريخ 27/12/2008
أجدها فرصة جيدة كوني أعيش بعيدا عن سوريا بمسافة ألفي كيلو مترا على الأقل, أن أطل على مشهدنا الثقافي السوري من مسافة تقيني من المؤثرات المباشرة التي قد تزيغ برأيي أو وجهة نظري مما يجري هذه الأيام من مشادات صحافية جعلت من واقع الأدب السوري مضربا للمثل المصري المعروف: اللي ما يشتري..
ان مجال النكتة السياسية مهمتها وضع المجتمعات في صورة الواقع الذي يعيش فيه من اجل عملية التصحيح في المجالات الحياتية، ناقدا و ضاحكا وساخرا منهم في نفس الوقت، ليضع النقاط على الحروف بطريقة ساخرة، لتقول لهم " يا امة ضحكت من جهلها الامم " ،
يبني صالح دياب مقاله على معلومة خاطئة يسوقها بثقة العارف دون أي تردد، يقول: (تتنكب السيدة عمران عمل انطولوجيا عن الشعر السوري، هي التي تعمل رقيبة في اتحاد الكتاب العرب. من الواضح تماما أن الشخصية التي تلبستها في عمل هذا الكتاب هي شخصية الرقيبة الأخلاقية التي تقص وتحذف. شخصية الموظفة في الاتحاد، التي تدافع عن الذوق العام السائد، وتسهر على حياء وحشمة المجتمع). أولا أنا لا أعمل رقيبة في اتحاد الكتاب ولست عضواً في هذا الاتحاد، لم أكن سابقا ولن أكون يوما، وببحث بسيط يمكن لأي كان أن يعرف أن الرقابة في الاتحاد محصورة بأعضائه حصرا، وإن كان اتهاما لي بأنني موظفة في الاتحاد، فيجب أن يعمم هذا الاتهام على كل الشعب السوري الذي يعمل في مؤسسات الدولة ودوائرها والذي لم يعرف كيف يخترع لنفسه تاريخا نضاليا سياسيا واجتماعيا ولو مزورا وكاذبا كي يحظى بشرف اللجوء السياسي والإنساني إلى دول «العالم الحر و حقوق الإنسان!!»، كما هي حال السيد صالح دياب!! فضيحة؟
آنَ نشرتُ قصيدتي " رملُ دُبَيّ " المهداةَ إلى أدونيس ( ليست المرة الأولى التي أهدي فيها قصيدةً إلى الرجل ) ، جوبهتُ بتعريضٍ فيه من اللؤم ، كثيرٌ .
كان القصد من التعريض ، الدفاع عن دُبَيّ ورملِها ، بافتعالِ خصومةٍ ( مبتغاةٍ ) بيني وبين أدونيس ، تُبعِدُ ما استهدفتْهُ القصيدةُ
عن القاريْ ، أي نقدَ ظاهرةِ دُبَيّ الشــرّيرة .
أمّا المهرِّجُ الأعلى زعيقاً ، في هذا المبتَذَل الصحافيّ ، فقد كان كُوَيهِناً في خدمة الحرمَينِ الشريفَين ، طامحاً إلى العمل صَبّاغاً في خيمة دُبَيّ ، ذاتَ يومٍ .
اللعنة!
ما إن بزغت شمس دمشق عاصمة ثقافية حتى كان بطيحان الشرير الذي تعرفونه في مسلسل رأس غليص هو الخيار الأمثل لحمل القسم الأدبي من الميزانية على منكبيه المدثرين بفروة من صوف خاروف حزين، وما إن استلم الأمر حتى باشر بالتخطيط الأدبي، فصنع مهرجاناً للشعر العربي لم يسمع به أحد أبداً رغم الاخبار اليومية التي كان يبثها بطيحان هنا وهناك في سوريا ولبنان، كما ظبط مؤتمراً للرواية بعد أن قال لهم ( يا جماعة.. الرواية ما ينعمل لها مهرجان.. الرواية ينعمل لها مؤتمر.. كونغرس) فصلَّح له بطيحاني صغير مثقف باللغات وقال( كونفرانس يا بطيحان مو كونغرس)، وخربط بطيحان وجلب رياض الريس على مهرجان الشعر بدل مؤتمر الرواية، علماً أنو الريس ما بيطيق الشعر ولا الشعراء، فظهر المهرجان وكأنه مجلس عزاء للشعر وليس إحتفالاً به، ولكن بطيحان كتب في الجريدة أنو هون بيت الكصيد والخطأ مقصود بداعي الحداثة يعني موديلنيسم، فصلّح البطيحاني الصغير له ( موديرنيسم يا بطيحان)، وجلس بطيحان في كافيه أوتيل الشام