صدر في الأيام القليلة الماضية العدد الأول من سلسلة "في الطريق" التي تخصصها جمعية الجاحظية برئاسة الروائي الطاهر وطار لأدب الناشئين، والعدد خصص للكاتبة الشابة ياسمين بن زرافة ومجموعتها القصصية البكر "ورد هشيم" التي كشفت عن كاتبة جديدة تمتلك من الأدوات ما يجعلنا ننتظر منها "فتوحات" سردية على طريق الفن الطويل.
وبداية، ماذا يمكن أن يقال عن كتابة قصصية جديدة، لكاتبة جديدة ضمن تجربة جديدة جدا تخوضها منشورات التبيين للجاحظية تحت عنوان فيه الكثير من التبشير "في الطريق"؟ تلك الجملة التي لا تحيل بالضرورة إلى عنوان كتاب إبراهيم عبد القادر المازني بحسه الساخر، بقدر ما تحيل على تجارب أدبية تتلمس بدايتها بكثير من الإصرار، من أجل أن تكون لها مكانة في "مدينة الأدب الفاضلة"، مع التأكيد على قاعدة "أصعب الأمور بداياتها"، وفي هذه البداية نقرأ لقاصة لم يعرفها جمهور القراء إلا في مناسبات قليلة جدا عندما نشرت في بعض
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للشاعر والإعلامي إبراهيم المصري مجموعته الشعرية الجديدة بعنوان "مُقتطفاتُ البيرة". المجموعة عبارة عن 230 مقطعًا شعريًا تحلق في أجواء "البيرة" وتقع في 240 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف للفنان أمين الصيرفي.
إبراهيم المصري في ديوانه "مقتطفات البيرة" يبدو شاعرًا غارقًا حتى أذنيه في الثمالة، تعتصره البارات والحانات، بينما تترنح كؤوس الخمر على شفاهه فترغي وتزبد شعرًا. ومع كل رشفة جديدة يتحول هذيان كلماته إلي شياطين ونساء عاريات وقصائد مخمورة.
في "مقتطفات البيرة" تتنوع القصائد كتنوع البيرة، فالبيرة أيضًا أنواع؛ بيرة تحتفظ بتاريخ نشأتها، وبيرة لا تعرف الحزن، وقصائده تحول النساء إلى راقصات؛ بينما البيرة تحول الرجال إلي مدمني وقاحة بالتحديق في النساء.
في بداية الحديث عن النّصّ، علينا الإنتباه إلى العنوان: "مع إنّكَ غيرُ عاديّ"، فهنا نجد مخاطبة مباشرة لشخص مجهول، وكأنّها توجّه أصبعها وتشير إليه بضمير المخاطب أنت، وليس مهمًّا أن يكون معلومًا كيّْ نستطيع أن نحلّق مع النّصّ الّذي أبدعته الكاتبة نوريّة العبيديّ من العراق. وما يلفت النّظر في الجزء الأوّل من النّصّ، أنّ الكاتبة
قراءة في "" حياة في متر مربع "" للقاصة نهيل مهنا
في مجموعتها القصصية الأولى,حياة في متر مربع, تقدم الكاتبة الشابة نهيل مهنا قصصا مفاجئة, تأخذ المتلقي إلى حيرة سرعان ما تتحول إلى لهاث دهشة وأسئلة تتناسل من حكايات متدافعة ومدفوعة بأرق الكاتبة من الصراع بين الحياة والموت, وبين الرغبة والحب, وبين جنون الجدوى وعبث الانسحاق المجاني مع مكابدات الحياة.
مع قصة عودة حافلة من المجموعة
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للقاص محمد سامي البوهي مجموعته القصصية الثانية بعنوان "رائحة الخشب". تقع المجموعة في 118 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 17 نصًا قصصيًا. تصميم الغلاف للفنان أمين الصيرفي.
Vتنشأ قصص "البوهي" بين أحضان النيل والبحر، فوق أرضٍ تنفس رائحة الخشب العنبرى الذي يحمل الملامح المحفورة على جسور الرزق بورش النجارة الصغيرة؛ هناك في مدينة "دمياط"، حيث علمته الطبيعة ماهية التذوق، فأشرقت شمسًا غزلت حروفه الأولى في قصاصات من الورق، لتأتي مجموعته الثانية "رائحة الخشب" كقصائد غزل في الحبيبة، والأسرة، والوطن.
" الكلمات غزالاتٌ تـائهةٌ
تبحثُ عن ماء أو عشبْ
الشـاعر ذئـب آواهـا
أطعمـها عُشـب المعنى
وسقاهـا دمـه العذب!! ".
بهذه القصيدة - ذئب - ينتصف ديوانُ " عُرف الديك" الذي صدر عن " جمعية شعراء بلا حدود الفلسطينية" للشّاعر راشد عيسى حيث جاءت القصيدة من
عن منشورات دار طوى صدرمؤخراً للشاعرة السعودية "هدى ياسر" كتابها الشعري الأول (( ثمة حفل في الداخل)) ..جاء الكتاب في 151 صفحة من القطع المتوسط ..يحتوي الكتاب على مجموعة قصائد نثرية اخترنا منها هذه المقطوعات النثرية
لوحة
إذا تصوّرنا
أنَّ أنوفَنا على جباهنا،
وأنَّ عيونَنا
تراصّت على أحد خُدودنا،
" 1 "
من بين "خميلُ كَسَلِها الصّباحيّ"، تخرجين "خزفيّة نصّيّة لرفسة غزال"، فيأتي عجيب "يتحسّس الأشياء كيف ما شاء يلوّنها"، فهو لم يُرد " أن يكون مختلفًا عنهم"، فعجيب والغريب يجسِّدانِ كلّ رجال الأرض في رجل واحد. فعجيب هو "علاقة العقل الباطن، علاقة هاجس الرّوح وتعويذة كنـز الجسد"، إنّه صراع الرّوح والجسد، "جسدي يسائلني عنك"، إنّه الشّوق الّذي "عمره ألف عام"، يرتبط بالأزل حين عرف آدم حوّاءَه وتلمّس معها الخطيئة، فهو شوق "يسيل من شجر التّفّاح".
"جانب النّهر هناك شاهد على رائحة احتراقي"، فما أنْ أعبر النّهر إلاّ وشدّني احتراقي إلى الجانب الآخر، فكلّنا نحترق في الذّكرى والذّاكرة، تشدّنا رائحة الحريق فنعبر الضّفاف لنجدّد الاحتراق. فأنا كما أنتِ "أتساقط من فوق الهضبات العاليات لتتحوّل رجلي الحديديّة إلى لحم ودم".
حكاية رجل مع ثلاث نــساء
تكاد رواية الكاتب السوري خليل صويلح الجديدة "زهور وسارة وناريمان" الصادرة لدى "دار الآداب"، أن تكون قراءة حيّة في "ايديولوجيا الجسد" وعوالمه التي تكتنز المعرفة والحياة بأجمل تفاصيلهما. يتجوّل، ونتجوّل معه في فضاءات حسّية تشبه نوافذ هائلة الاتساع ومفتوحة على صورة الحلم بامرأة يمكنها أن تكون "المرأة النموذج"، الخالدة والمشتهاة بلا انطفاء، ولكن أيضا العاصفة بما يمكن الجسد الأنثوي أن يفعله في الروح، وأن يحقّقه في أعماقها من تغيّرات تبدو في لحظة ما هامشية وعابرة، لكنها تتكشف عن توغّل عميق في ما وراء العابر السريع الإنطفاء.
"زهور وسارة وناريمان" حكاية ثلاث نساء في حياة رجل، أو حكاية رجل مع ثلاث نساء، ينهض الجسد الأنثوي في أساسها، ونراه يصنع
1 -
أذكر لطه حسين قوله : "أنا قلق دائما ساخط دائما ، مثير للسخط من حولي...".
فهو قول يرسم ، كما أرى صورة الخلاق المجدد.
وكثيراً ماتمنيت أن أزوره في بيته، وأراه عن كثب ، وأتحدث معه مباشرة ، وهي فرصة أتيحت لي في أثناء وجودي في القاهرة ، في أواسط نوفمبر / تشرين الثاني 1966 ، للمشاركة في مؤتمر أدبي .
2 -
كان حضوره أمامي في بيته مفاجئاً : لم يشخ كما كنت أظن.