وجدَ المخ، والفكر، والحياة النفسية التي أستطيع أن أقول إنها وجود وواقع؛ وما يترتب على اجتماعنا من عمل هو أن علينا تحقيق الوحدة، بين حقيقة الوعي الإنساني هذه، والحقيقية الفيزيائية؛ قد تمّ تجاوز الحواجز الخمس، بفضل فكرنا التجريدي. نستطيع القول، أن الأفكار المجردة، كفكرة العدالة مثلاً، تمتلك قوة خارقة، حيث أنها قد انبنت في معظم الأحيان، انطلاقاً من فكرة العدالة هذه، الثورات، وعلم الاجتماع. فالعقل الإنساني والحالة هذه، كانا قادرين على خلق كيان جديد، كيان بفضله استطاع الإنسان أن يدرك العالم
"سلمان رشدي متهماً"
في ربيع العام 1989 ظهر كتاب سلمان رشدي "آيات شيطانية" محدثاً سجالاً وسخطاً إسلامياً لم يسبق له مثيل، ولتصدر العديد من الفتاوى الدينية التي تحرم تداول الكتاب، حتى أنها وصلت في إحداها إلى رصد مبالغ مالية كبيرة لمن يستطيع قتل الكاتب في المدينة التي يقطن فيها لندن أو في أي مكان آخر في العالم، وكان مطلق هذه الفتوى هو آية الله الخميني. .
فبعض المراهقين الذين يعانون من تفكك أسري وعدم اهتمام من قبل ذويهم، ينساقون إلى مشاهدة الأفلام الإباحية التي تغذي لديهم التمرد الجنسي وتطوره إلى ممارسات غير أخلاقية، ممارسات لم يألفوها من قبل كـالـ" سحاق والاستمناء، أو اللواط " وغيرها من أفعال شاذة تهدم داخلهم الشخص السوي، وتقودهم إلى أول طريق الانحراف الحقيقي الذي من خلاله يجدون أنفسهم كما أشرنا في عالمٍ متسخ مكتظ بالأفعال الغريبة وغير السوية (البغاء العلني أو السري
هل يمكن لمثقف ومفكر بمستوى أدونيس أن يقتنع حقاً وبصورة جدية أن "اعتقاد الإنسان بأنه يمتلك الحقيقة هو مصدر كل قمع"؟ ألا يرى أدونيس أن لظاهرة القمع في الحياة الإنسانية والاجتماعية أسباباً ومصادر أعمق وأهم وأوسع من مجرد اعتقاد الإنسان بأنه يمتلك الحقيقة؟ أوليس صحيحاً أن عدد الذين اعتقدوا بأنهم يمتلكون الحقيقة ولم يقمعوا كائناً من الكائنات هو عدد كبير في تاريخ البشرية، كما أن عدد الذين لم يعتقدوا في يوم من الأيام بوجود أية حقيقة حتى يمتلكوها وقمعوا بوحشية لا توصف وكلبية لا تجارى
لذا فإن الحقيقة الإجتماعية الأولى هي ليست الحب ولا الوفاق, بل هي حرب ((كل إنسان ضد كل إنسان)), بالرغم من أن هوبس لا يستخدم عبارة الصراع من أجل الإعتراف, فإن نتائج هذه الحرب الفريدة ..حرب الجميع ضد الجميع,هي نفسها كما بالنسبة لهيجل :((بحيث أننا نجد في طبيعة الإنسان ثلاثة أسباب رئيسة للنزاع: أولاً المنافسة, ثانياً ,عدم الثقة , ثالثاً ,المجد... والسبب الثالث يجعل الناس يتقاتلون لأمور تافهة مثل الكلمة أو البسمة أو الرأي المختلف أو أية إشارة أخرى تنم عن قلة الاحترام
فالمتعة الجنسية لا تأتي فقط من خلال الاتصال الجسدي بين اثنين، بل تتقسم المتعة إلى خيالات وفكر مقروء من حيث التواصل الجنسي عن طريق الانتقال إلى خيال محض أو عن طريق قراءة مادية أي النظر إلى جسد أنثى عارية أو العكس بالنسبة للأنثى، وهذا شيءٌ مفروغٌ منه حيث الجنس الذهني أو التصويري يجتاح مجتمعاتنا الحديثة والقديمة بالنسبة للإبحار في المخيلة والاستمرار داخل الجنس الحسـّي أو الجنس الرغبوي في حال نضوج الشخص وبدء مرحلة الرجولة والشبق والاقتراب والاغتراب
وفقاً لكل هذه الاعتبارات فإننا نصل إلى استنتاج هام. إذا كان صحيحاً أن الشرق الذي يدرسه الاستشراق ليس إلا صورة مشوهة في خيال الغرب وتصوراً مزيفاً في عقله، كما يكرر إدوارد مراراً في شجب صاحب الصورة والتصور ولومه وتقريعه، أوليس صحيحاً كذلك أن الغرب يكون بفعله هذا قد سلك سلوكاً طبيعياً وسوياً وفقاً للمبدأ العام الذي يقول لنا إدوارد بأنه يتحكم بآلية تلقي ثقافة ما لثقافة أخرى غريبة عنها؟ أي أنه حين حاول الغرب التعامل مع الواقع الخام للشرق بغية تمثله وهضمه عبر مؤسسة الاستشراق،
فنحنُ لا نستطيع إنكار وجود إنسان نيادرتال أو إنسان الهوموسبيان بعد ما توصل إليه العلم من حقائق هذا الوجود، وهنا إن عدنا إلى هذا النوع، سندرك حتماً أنه لم تكن هناك أفكار عن الله أو حقيقة الخلق والوجود، فزمن الأنبياء وتاريخ الميثولوجيا يقع ضمن توثيق البشر المتفق عليه أساساً. وبالعودة إلى السؤال الذي يرتبط بعنوان الدراسة ( هل يفهم المتناهي اللامتناه أو كيف له أن يحتويه) ولأن هذا السؤال يحتاج بشكل واضح إلى درجة عالية من المنطق.
وإذا كانت الأنثى حاضرة بامتياز في التجربة الشعرية الصوفية، فإن حضورها يكتسي مذاقا خاصا ونكهة متميزة في كتابات ابن عربي عامة، وفي أشعاره الوجدانية خاصة، إذ أن الأنثى في تجربته الذوقية كانت ذات مرجعية واقعية، وحبه الروحي كان من منطلقات إنسانية، يقول ابن عربي في بوح قلما سمحت به فرج الجبة الصوفية، متغنيا في هذا البوح باستطيقا الجسد الأنثوي الأرضي: "وكان لهذا الشيخ رحمه الله –يقصد شيخه مكين الدين، زاهر ابن رستم الأصفهاني، شيخه في مكة- بنت عذراء، طفيلة
كان محمد يقول له كلما لقيه (لن تدخل الجنة إلا زحفاً يا ابن عوف) وفي رواية أخرى إلا حبواً، وقد شهدت عائشة بذلك، وكل هذا ولم يكن ابن عوف قد أخذ نصيبه من غنائم بلاد الفتح المبارك، ولشدة ترفه أعطاه محمد رخصة لبس الحرير دون رجال أمته حتى الذين يجيئون من بعده إلى يوم القيامة وقد أراد أن يمدّ هذا الاستثناء إلى بنيه ولكن عمر بن الخطاب زبره زبراً شديداً. وقد كان يلبس الحلة التي تساوي أربعمائة أو خمسمائة بينما كان علي يبحث في السوق عن قميص يصلح للبس بثلاث دراهم. علماً أن ابن عوف عندما هاجر من مكة إلى يثرب كان على رتبة (اللهم لبيك