كما أنَّ جدَّة هذا الشكل الفني وعدم تبلور نماذجه عالميا ً، يلعب دوراً مكمِّلا ً بهذا الشأن، إذ ما يزال ( الانفعال التقني المباشر ) هو الذي يقوده ، فيما القانون الذي يحكمه هو قانون ( المحاولة والخطأ ) بدعوى التجريب والحرية ،في المنجز الرديء منه والمقبول على حد سواء.
من هنا يمكن النظر إلى أهمية وخصوصية تجربة (الغضبان) في إيلائها المضمون ( Contenu ) نفس درجة الأهمية التي تعطى للشكل (Forme ) بالتزامن ؛
فداء الغضبان وتجربته الجديدة :
لمناسبة احتفالية ( مجلة دبي الثقافية ) بعيدها السابع ؛وبالتعاون مع إدارة المجلة يطلعنا الفنان فداء الغضبان على مختارات من أحدث تجاربه الفنية التي أنجزها مع أشهر شعراء العربية في العصر الحديث ( أدونيس ) وهي بعنوان : ( أدونيس ... سياسة الضوء ) أو ( الديوان الضوئي للشاعر أدونيس ) والتي تشكل بمجموع نماذجها الجانب الميداني من بحث علمي يُعده عن شعر أدونيس .
هذه المرونة في الحد الفاصل بين العالمين، نجدها أيضاً في القصص التوراتي الذي ينتمي إلى المنظومة الأدبية المشرقية نفسها. ففي بداية الأزمان عاش الإله يهوه في متَّصل زماني مكاني مع البشر في الجنة التي غرسها على الأرض في عدن شرقاً وخلق الإنسان "ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها" (التكوين: 2)، مثلما خلق الإله إيا الإنسان آدابا وجعله قيِّماً على معبده في إريدو. وكان يهوه يلجأ إلى جنة عدن ليرتاح فيها ويتمشى بين أفنائها، مثلما لجأت إنانا إلى البستان حيث أغفت تحت إحدى أشجاره.
ولا أعرف كيف أمكن الجمع بين رابطين متناقضين في تعبير واحد: فهو يقول: على حمد تسبح الدار، وباسم حمد تسبح الدار. باسم حمد تعبير مقبول، أما على حمد تسبح الدار!. فأظن هذا دعاءً على حمد، في موطن أريد له أن يكون دعاءً له!.
ربما لهذا يا سليم لم يلتفت حمد إلى قصيدتك.
بعد مرور عشر سنوات على إقامة إبراهيم في أرض كنعان، أعطت سارة جاريتها المصرية هاجر إلى إبراهيم ليدخل عليها عساهما يحصلان منها على نسل. فحملت هاجر وأنجبت لإبراهيم ابناً وهو في سن السادسة والثمانين. ولكن إبراهيم لم يعتبر أن إلهه قد وفى بوعده لأنه كان راغباً في نسل من زوجته سارة. أما إلهه فقد انقطع عنه مدة ثلاث عشرة سنة، وعندما بلغ التاسعة والتسعين كلمه مجدداً وأعاد توثيق عهده معه ومع نسله من بعده،
كما نعلم أن النص القرآني حدثت فيه إضافات، حُذف منه الكثير بعد وفاة محمد، لا نعلم بالضبط تاريخاً دقيقاً لـ متى بدأت عملية كتابته أو تدوينه، إضافة إلى صراعات أتباع محمد التي دارت حوله، ونسيانهم للكثير من أجزاءه (وحتى نسيان محمد نفسه)…؛ هذا فضلاً عن كونه يحمل معالم ثقافات عصره من ثقافات وثنية أو يهو-مسيحية….الخ. هذه النقاط ليست الآن مدار نقاشنا (رغم أنها تستحق الوقوف عندها طويلاً)،
حسب المصادر العربية، فإن ترجمة الكتب الفلسفية والعلمية ومنها الطبية والخيميائية بدأت مع العصر الأموي، حيث تخبرنا أن الأمير خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان كان أول من اشتغل بعلوم الأوائل، وهو بذلك قد عوَّض الخلافة التي آلت لعبد الملك بن مروان. ولتوضيح المسألة ما علينا سوى استحضار روايات المصادر العربية في هذا الشأن، وهكذا نبدأها برواية ابن النديم الذي يقول فيها: " كان خالد بن يزيد بن معاوية يسمى حكيم آل مروان، وكان فاضلا في نفسه، وله همة ومحبة للعلوم، خطر بباله الصنعة، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين
حتى الآن كان الله هو الذي يدير عملية الطوفان، وهو الذي أنهاها في الوقت المناسب وأخرج نوحاً وأهله من السفينة ومن معه من الحيوانات لتثمر وتتكاثر على الأرض. ولكن يهوه يظهر في النهاية لينال نصيبه من قرابين نوح التي أصعدها محرقات على المذبح. وعندما تنسَّم يهوه رائحة الشواء هدأ غضبه ووعد بألا يميت كل حي مرة أخرى، على الرغم من أن الإنسان شرير ولا سبيل إلا إصلاحه. ونحن هنا لا نسمع منه بادرة حُسن نية، فلا هو بارك الإنسان والحيوان ولا تمنى عليهم أن ينموا ويكثروا. وبما أن نوحاً قد حمل معه من البهائم الطاهرة سبعة سبعة ذكراً وأنثى على ما أمره يهوه، فقد كان باستطاعته تقديم بعضها محرقة . :
هذان النقدان، الفكري والديني، المختلفان من حيث استلهامهما وفي تفاصيل برهنتهما، يفترقان مع ذلك حو نقطة شديدة الدلالة : الله لا يمكن إثباته بالعقل، سواء لأن العقل لا يمتلك الأدوات لمثل هذا الإثبات، وهذه هي القراءة الفكرية، وإما لأن الله هو بالمبدأ فوق أية مكانية للسيطرة عليه، وهذه هي القراءة الدينية، لأن توخي برهنة الله ألا تعني توخي السيطرة عليه ؟ وهكذا فإن نقد المشروع الميتافيزيقي للبرهنة على وجود الله يصيب الميتافيزيق في القلب منه (وليس فقط في واحد من مشاريعه الخاصة ).
"وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين، وقالت اقتنيتُ رجلاً من عند الرب. ثم عادت فولدت أخاه هابيل. وكان هابيل راعياً للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض. وحدث بعد أيام أن قايين قدَّم من أثمار الأرض قرباناً للرب، وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قايين جداً وسقط وجهه. فقال الرب لقايين: لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك؟ إن أحسنتَ أَفلا رفعٌ… وكلم قايين أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أنَّ قايين قام على هابيل أخيه وقتله. فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك؟ فقال: لا أعلم. أَحارسٌ أنا لأخي؟ فقال: ماذا فعلتَ؟ صوت دم أخيك صارخٌ إليَّ من الأرض.