توفّي الملك داود بعد أن حكم مدّة أربعين سنة أمضاها في الحروب وبناء الدولة الجديدة، وخلفه على العرش سليمان الابن الثاني لبتشبع زوجة أوريا الحثّيّ الذي أنجبته لداود بعد وفاة ابنهما الأوّل، الذي حكم عليه الربّ بالموت عقاباً على خطيئة داود. ومن المفترض أنّ سليمان قد حكم أربعين عاماً وذلك بين عام 961 ولعام 931 ق.م (1).
ورث سليمان عن أبيه دولة مستقرّة لا يطمع فيها أحد من الأعداء الذين كسر شوكتهم الملك المحارب داود. فتفرّغ سليمان لتنظيم شؤون الدولة، والعلاقات الديبلوماسية، والمشاريع العمرانية. فقد عقد معاهدات صداقة وتعاون مع المدن الفينيقية على الساحل السوريّ، وأرسل إلى حيرام ملك صور طالباً تزويده بخشب أرز من جبل لبنان وبنجّارين وبنّائين فينيقيين لقاء حنطة وزيت يرسلها له. فبنى سليمان قصوراً له ولزوجاته وسراريه اللواتي بلغ عددهن ألفاً. كما بنى
السؤال عن الحقيقة هو السؤال الحقيقي في الفلسفة ولذلك يطرح بشكل حقيقي إذا ما ربطناه بالسؤال عن الزمن وقلبناه على جميع وجوهه وشرعنا في البحث عن نقيضه أي السؤال عن الخطأ وإذا ما عرضناه وشرحناه على مشرحة التاريخ والزمن ولكن تشريح السؤال عن الحقيقة على محك الزمن هو الذي يوقعه في أزمة ويحوله إلى مفارقة ليس لنا منها مخرج، فكيف سيعمل دولوز على إيجاد حل لمفارقة الحقيقة عندما يستنجد بمفاهيم لايبنتز عن الممكن واللامتجانس واللاتمايزية ويرجها بواسطة المطرقة النتشوية؟
"إذا ما اعتبرنا التاريخ الفكري فإننا نلاحظ أن الزمن كان دائما وأبدا مصدر أزمة تصور الحقيقة.. وما يوقع الحقيقة في أزمة ليست الحقيقة التي تتنوع عبر العصور وليس المضمون التجريبي البسيط بل الشكل أو بالأحرى القوة المحضة للزمن .
تتفجر هذه الأزمة منذ القديم في مفارقة أشكال المستقبل الحدثي. إذ لو كان صحيحا أن معركة بحرية يمكن أن تحدث غدا فكيف نتجنب أحد
درويش ذلك الشاعر الذي رحل... و ما كان أحوج إلى رحيله في هذا الوقت بالضبط من أجل ممارسة الندب و اللطم، و من أجل الاستفاضة في البكاء على الذات المهزومة المتآكلة المنخورة حد النخاع.
مات و هو الإنسان المعلوم موته ككل الناس حتما و يقينا، فتكالب الكل و ما انتهوا من ذكر المناقب و المزايا و الخصال، حتى أنهم هبوا لمناهضة ذلك "القدر الغاشم" الذي ما استحيى من تغييب ذلك الرمز المُعبر المُتبقي في زمن الغياب و الضحالة و الاضمحلال...
و هذا حوار مع الشاعر يعبر فيه نفسه عن حقيقة ذاته، و لربما يبدو من اللازم و المنطقي و المعقول أن يُدقق النظر فيه، و تتم قراءته بعين فاحصة محايدة ،و ذلك حتى تنجلي الضبابية و ينقشع اللبس، و تزول أسباب المزايدات البائسة أضحت الموئل يُلجأ إليه بهدف التحايل على طعم الهزيمة المر يُرفض الاعتراف بها....
"لا نعرف دولة لا تعطي امتيازات للطبقة السائدة في عهدها" كارل ماركس
لقد جانب أحد الأصدقاء الصواب عندما ربط اندلاع الأزمة المالية العالمية بانتعاش الخطاب الإيديولوجي والعودة من طرف الكتاب إلى الاهتمام بماركس وبالتحديد إعادة الاعتبار إلى كتابه العمدة: "رأس المال" ونقده للاقتصاد السياسي الليبرالي ولعل القيام بترجمة المصطلحات الأساسية في الماركسية ونص: "في مواجهة الاقتصاد، الكل في المواجهة " لباسكال كومبيمال المنشور في العدد 479 أكتوبر 2008 من المجلة الأدبية الناطقة باللغة الفرنسية والتي خصصت ملفا حول ماركس ومبررات إعادة الإحياء لفكره في اللحظة الراهنة يتنزل في هذا السياق ويعبر عن الحاجة إلى اقتصاد سياسي نقدي يساعدنا على مواجهة العولمة وصنع عولمة بديلة أكثر عدل وإنسانية خاصة إذا ما تعاملنا
مدخل:
إن القصائد التي ألفها أصحابها يرثون فيها أنفسهم قليلة. ولا أذكر - على حدّ علمي - شيوع هذه الظاهرة في الشعر العربي الحديث. كذلك لم تكن هذه الظاهرة شائعة في الشعر العربي الكلاسي. قد يكون الشاعر مالك بن الريب من أبرز الشعراء الذين رثوا أنفسهم في قصيدة له (1)
ساحاول في هذه المقالة أن أحدد ميزات أساسية في قصيدة رثاء الذات. يبدو أن "لا منطقية" رثاء الذات تفضي بالقارئ إلى تخيّل عالمين اثنين يخلقهما الشاعر، وهما: عالم الموت وعالم الحياة. ما يميز عالم الموت أنه نقطة تحوّل نحو نهاية محتومة ومجهولة في الوقت ذاته.
لا يستطيع الشاعر أن يسبر كنه هذه النهاية، لذلك نجد الموت أو الألفاظ الدالة عليه محطة نهائية يستسلم أمامها الشاعر، أو قد تكون ملاذًا أخيرًا يلجأ إليه الشاعر ليدل
وآتاه الله المُلك والحكمة وعلَّمه مما يشاء " ( البقرة : 251). ولكنّ انتقال المُلك إلى داود في الرواية التوراتية بعد أن قتل الفارس الفلسطيني جوليات في المعركة الشهيرة التي وصفناها سابقاً، له قصّة طويلة تمتدّ عبر 14 إصحاحاً من سفر صموئيل الأوّل، لا نستطيع هنا إلا أن نأتي على أهمّ مفاصلها. فبعد أن اتخذ الربّ قراره بنزع الملك من شاؤل، وأبلغه هذا القرار على لسان صموئيل الذي قال له: "لأنّك رفضت كلام الربّ فإنّ الربّ يرفضك من المُلك". ناح صموئيل على شاؤل أيّاماً كثيرة. فقال الربّ لصموئيل: " حتّى متّى تنوح على شاؤل وأنا قد رفضته؟ املأ قرنك دهناً (1) وتعال أرسلك إلى بيت يسِّي البيتلحمي لأنّي قد رأيت في بيته ملكاً ... ففعل صموئيل كما تكلّم الربّ وجاء إلى بيت لحم. فارتعد شيوخ المدينة عند استقباله وقالوا: أسلام مجيئك؟ قال: سلام. وقد جئت لأذبح للربّ. تقدّسوا وتعالوا معي إلى الذبيحة. وقدّس يسّي وبنيه ودعاهم إلى الذبيحة... وعَبَرَ يسّي بنيه السبعة أمام صموئيل.
"ينظر الفلاسفة إلى الأهواء التي تختلج في صدورنا على أنها رذائل نقع فيها بمحض إرادتنا ولذلك فقد تعودوا مقابلتها بالسخرية والعتاب واللوم بل وباللعن أيضا حتى يظهروا بمظهر الطهارة والعفة... وفعلا فإنهم لا ينظرون إلى البشر على حقيقتهم وإنما على نحو ما يرغبون."[1]
ربما لاحت صورة الفيلسوف زمن العولمة مفارقة لما كانت عليه في الماضي القريب والبعيد على السواء، فهو لم يعد ذلك النسقي الذي يتدرج من منزلة إلى أخرى ولا ذلك المفكر الذي يتبع منهجا ويقود فكره بنظام، انه خارج مقولتي النسق والمنهج وقريب من تجربتي الحرية مسطح المحايثة، كما أنه لم يبق ذلك المربي الذي يملئ الدنيا ويقعدها وعظا ونصحا وإرشادا ولا رجل العلم الزاهد في استنباط القانون والمختص في إنقاذ الظواهر ولا ذلك الفنان عاشق الطبيعة والحريص على إظهار مسحة من الجمال في جميع آثاره ولا ذلك الناسك المتصوف
بعد انتهاء المدة التي حدّدها الربّ بأربعين سنة لبقاء بني إسرائيل في الصحراء، ومات كلّ الجيل الذي تمرّد على موسى وخاف دخول أرض كنعان، تحرّك موسى بجماعته لتحقيق وعد الربّ. وفي الطريق توفّي هرون ودفن في جبل هور. وبعد مسيرة شاقّة تخلّلها عدد من المعارك مع الممالك المحلّية في الجنوب السوريّ، حطّ موسى بجماعته على الشاطئ الشرقيّ لنهر الأردنّ مقابل أريحا في موقع يدعوه النصّ بعربات مؤاب، وهناك أصعده الربّ إلى جبل نبو وأراه جميع الأرض الموعودة وقال له : قد أريتك إياها بعينك، ولكن إلى هناك لا تعبر.
النقد يشبه الابداع ويحركه ليس فقط رد الفعل السلبي أو الايجابي من قراءة النص ، انما الرؤية الثقافية الشاملة والمتكاملة التي تتفجر تلقائيا دون قرار مسبق من العقل ، وما عدا ذلك كل ما يكتب يقع في باب الإنشاء البسيط.
تبعا لتقسيمات الماوردي ( أبو الحسن البصري – فقيه وأديب شافعي ) فإن مفهوم العقل والفطنة والذكاء يختلفوا على النحو التالي :
• العقل : أدا ة الإدراك الأولية.
• الفطنة : للتصور ، وهي مرحلة ثانية للإدراك.
• الذكاء : وهو الحافظة وأداة التصرف في المعلومات
"العولمة نظام يمكن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس الضعفاء بذريعة التبادل الحر وحرية السوق"[1]
ربما كان إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 القاضي بفك الارتباط بين الدولار والذهب وانهيار نظام بريتون وودز هو البداية الفعلية للعولمة ولكن ما حصل هذه الأيام من عاصفة مالية هوجاء وإفلاس عدد كبير من البنوك وتعطل السير والتراجعات في العديد من الأسواق المالية والبورصات العالمية وخسارة عدة شركات ورجال الأعمال لأرصدتهم ورؤوس أموالهم في دقائق معدودات هو "وول ستريت" ثانية تشبه ما حدث في المنظومة الرأسمالية سنة 1929 من أزمة أدت إلى الكساد والتضخم والانهيار التام للاقتصاد العالمي وهو أيضا علامة على الفشل الذريع الذي انتهت إليه إيديولوجيا العولمة ونهوض جديد للفيلسوف المختص في الاقتصاد السياسي كارل ماركس من قبره وعودة تحليلاتها العلمية في كتابه الشهير رأس المال إلى الحياة