زهير الخويلدي لقد مثلت"الجمعية التونسية للدراسات الفلسفية ATEP" منذ انبعاثها ولمدة ثلاثة عقود ذلك الرحم الفلسفي الخصيب الذي أنجب العديد من المبدعين والكتاب والمترجمين والأساتذة والذي ساعد على الاهتمام بتعليم الفلسفة في ربوع بلادنا وعلى التشجيع للانخراط في تجربة الكوني مواكبة وإبداعا والتعرف على الآخر وحسن الإنصات إليه واطلاعه على النقاط النيرة من واقع الفلسفة والعلم عند العرب وإبراز صورة ناصعة عن الذات.في هذا السياق كانت العودة إلى مواكبة أنشطة الجمعية ضرورية بالنسبة إلى كل عقل متعطش للنهل من دنيا المعارف والعلوم الجديدة لأن الحدث فرض نفسه على الجميع ولم يترك لأحد أي فرصة للتردد على الرغم من التحفظات السابقة والانتقادات المهمة نتيجة بعض التصرفات المتناقضة مع الروح الفلسفية التي تقوم على النقد والاختلاف وتحترم مطلب التنوع والتعددية ومبدأ العيش سويا.
قبل ستة عشر عاما ؛ فقدت الثقافة العراقية واحداً من رموزها؛ هو الناقد عبد الجبار عباس الذي غادر عالمنا الدنيوي أثر نوبة قلبية ودماغية.
وسنحاول أَن نقدم إضاءات عن حياة وادب هذا الناقد المبدع الذي عاش حياته رافضاً لكل اشكال المؤسساتية والسلطوية البغيضة ؛ حيث انه لم يهادن اية سلطة ولم يتعين ولم يقبل على أَية وظيفة ؛ لأنَّ هاجسه الاول والاخير كان الأَدب الحقيقي .
وقد قال عنه الناقد العراقي الكبير د. علي جواد الطاهر :
( إنهُ فتى النقد الأدبي في العراق .. وإنه الناقد الذي حاز لقب الناقد بحق ..ويكفي انه وهب نفسه للنقد وحده.. ولم يشرك به عملاً آخرَ .. ولم يشغل النفس بوظيفة تقيده... فكان بذلك متفرداً بين من زاولَ النقد في العراق والوطن العربي)
" لقد أثارت طبيعة هذا التيار استغرابي منذ أن علمت بها، وشعرت بقليل من السأم، وهو أمر يجب أن أعترف به، وأنا أسمع عدداً من الخبراء الفطنين يكررون أمامي: "إننا نعرف ما يرفضونه، لكنهم لا يعرفون ما يريدونه". ميشيل فوكو مضى الآن على وفاة الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو(1926-1984) أربع وعشرون سنة وهو ما يزال يتربع على عرش الساحة الفكرية وينصب على رأس الاهتمامات الفلسفية في الدوائر الأكاديمية .
لقد كان إسماعيل الابن البكر لإبراهيم ، ولكن المحرّر التوراتيّ يستبعده من سلسلة النسب العبرانيّ، ويجعله أباً للعرب الإسماعيليين الذين عاشوا في المناطق الشمالية من شبه الجزيرة العربية . ثم يتابع المحرّر النسب العبرانيّ من خلال الابن الثاني إسحاق من زوجته سارة، ويجعله يرث حقّ البكورية بما يحمله ذلك من وراثة عهد الربّ وميثاقه مع إبراهيم . ثم يولد لإسحاق ولدان هما عيسو البكر ويعقوب الأصغر منه. ولكن المحرّر التوراتيّ أيضاً ينقل مرّة ثانية حقّ البكورية من الابن الأكبر إلى أخيه الأصغر، وذلك جرّاء خدعة دبّرتها زوجة إسحاق المدعوة رفقة وهو على فراش الموت، عندما جعلته يبارك يعقوب عوضاً عن عيسو وينقل له حقّ البكورية . وبذلك يستبعد المحرّر التوراتيّ عيسو من سلسلة النسب العبرانيّ، ويجعله أباً للآدوميين الذين سكنوا المناطق الصحراوية الواقعة بين البحر الميت شمالاً وخليج العقبة جنوباً . بعد ذلك تستمرّ سلسلة
بدأت كتابة هذه المقالة منذ سنوات طويلة جدا، وكنت وقتها أذهب إلى بيت المستشار فوزي عبد القادر الميلادي في حي بحري بعد كتابة قصة قصيرة ، أو جزء من رواية ، أو مقالة ، وأقرأ عليه ما كتبته فيصحح لي الأخطاء النحوية .وقرأت عليه بداية المقالة التي قسمتها إلى ثلاثة أنواع ،ما يحدث في حالة الموت ، ثم حالة الزواج ، ثم حالة الولادة ، فاقترح الميلادي أن أبدأ بالزواج ، ثم الولادة ، وأختم بالموت . وكتبت كما أراد ، وذهبت وقرأت عليه الجزءان الأول والثاني ، وما أن بدأت في قراءة الجزء الثالث – عن الموت ؛ حتى صاح : أرجوك لا تقرأ أكثر من هذا ، فقد كان يخاف من سيرة الموت. وظلت صفحات هذه المقالة معي ، تختفي عني لسنوات ،ثم أجدها وأعيد قراءتها ، ثم تختفي ثانية . حتى قررت أن أعيد صياغتها الآن.
بعد الزيارة التي قام بها الضيوف السماويّون، ممّا عرضناه في قصّة إبراهيم، يتوجّه الملاكان اللذان كانا برفقة يهوه إلى مدينتي سدوم وعمورة في شرقيّ الأردن لتدميرهما بسبب كثرة شرور أهلهما وخطاياهم، لا سيما خطيئة اللواط التي اشتهر بها رجال هاتين المدينتين. وكان لوط بعد افتراقه عن عمّه إبراهيم قد نصب خيامه على أطراف مدينة سدوم، وراح يرعى مواشيه هناك (على ما ورد في سفر التكوين 14 : 5-13 ) . وعندما وصل الملاكان كان لوط جالساً في باب سدوم . نتابع في سفر التكوين 19 : " فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً ، وكان لوط جالساً في باب سدوم، فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض وقال : يا سيديَّ مِيلا إلى عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا: لا بل في الساحة نبيت. فألحّ عليهما جدّاً، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبزاً فطيرا فأكلا . " وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ، كلّ
كان إبراهيم في سن الخامسة والسبعين من عمره عندما ارتحل من حران إلى كنعان. ولما كانت امرأته عاقراً لا تنجب، فقد أمضى إبراهيم في كنعان عشر سنوات دون أن يرزق ولداً. ولما يئس الزوجان من الإنجاب قالت له زوجته ساراي أن يدخل على جاريتها المصرية هاجر عساهما يرزقا منها بذرية. فسمع إبراهيم لقول ساراي ودخل على هاجر فحملت منه. وعندما رأت هاجر أنها قد حملت صغُرت مولاتها في عينيها، فتظلمت ساراي إلى إبراهيم فقال لها: هو ذا جاريتك في يدك فافعلي بها ما تشائين. فأذلتها ساراي فهربت من وجهها إلى البرية، فوجدها ملاك الرب عند عين ماء وأمرها أن ترجع إلى مولاتها وتخضع لها، وقال : تكثيراً أكثّر نسلك فلا يُعد من الكثرة، ها أنت حبلى فتلدين ابناً وتدعين اسمه إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك. وإسماعيل سيكون رجلاً وحشياً يده على كل واحد ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن (التكوين16 ).
في حوار مع زميل لي ، اديب مخضرم ... حول لغة الكتابة الأدبية ، وبالتحديد اللغة الروائية ، جزم بان ما اتفق على تسميتها ب " لغة الصحافة " لا تنفع كلغة للكتابة الروائية .هذا الحوار يتردد بصيغ مختلفة ، حول مجمل الكتابة باللغة العربية. أوضحت ان للجملة الروائية أو القصصية ، كما للشعر، مميزات خاصة بها ، تختلف عن المقالة أو الخبر ، ان كان بطريقة تركيبها ، او وضعها بالسياق النثري. ولكن الكلمات تبقى هي نفسها.زميلي أضاف انه يقصد ان مفردات لغة الصحافة ، هي مفردات غير أدبية ولا تصلح لخلق ابداع أدبي فني، رواية مثلا... سالته : وهل نستطيع بلغة الجاحظ ان نكتب اليوم ابداعا أدبيا ... رواية مثلا ... ؟هذا ذكرني بالنقاش القديم والرائع بين العملاقين الخالدين ، الأديب الموسوعي مارون عبود ، والشاعر الكبير نزار قباني، يوم تمسك مارون عبود بالشكل الكلاسيكي للقصيدة ، وأصر نزار قباني على الشكل الحديث ، في حوار من أجمل وارقى ما قرأت في ثقافتنا العربية .
وُلد إبراهيم وفق الرواية التوراتية في موطن آبائه بمدينة أور الواقعة في المنطقة الجنوبية من وادي الرافدين ( = العراق )، والتي يدعوها المحرر التوراتي بأور الكلدان نسبة إلى الشعب الكلداني السامي ، الذي استوطن في هذه المنطقة وأسس في نهاية القرن السابع قبل الميلاد المملكة البابلية الجديدة، التي كان من أبرز ملوكها نبوخذ نصر(1). ولسبب لا يذكره نص سفر التكوين ( ولكن توضحه بعض الأسفار غير القانونية، على ما سنرى لاحقاً ). فقد قرر أبو إبراهيم المدعو تارح ترك موطنه والتوجه إلى بلاد كنعان للإقامة فيها، فارتحل مع ولديه إبراهيم ( أو أبرام ) وناحور، وزوجتيهما ساراي ومِلكة، ولوطاً ابن ابنه الثالث المتوفى المدعو هاران. ولكن تارح توقف في مدينة حرّان (أو حاران) الواقعة في الشمال
تمثل قضية "التنظيم" إشكالية كبيرة عند دراسة الحالة السلفية في مصر، فبالرغم من اتساع الرقعة التي يشغلها السلفيون المصريون من الخارطة الإسلامية في هذا البلد، إلا أن أصحاب هذا الحيز موجودون بلا تنظيم هرمي ينخرطون فيه ويسير شؤون دعوتهم.
وعلى عكس "الإخوان" و"الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" و"حزب التحرير" ليس في أدبيات السلفيين كلمة "تنظيم" على الإطلاق، بل يستعيضون عنها بمصطلح "العمل الجماعي" ويرون ذلك تحصيل حاصل لأن كلمة "جماعي" تُغني عندهم عن كلمة "تنظيمي". أما تعريفهم للعمل الجماعي فهو :"التعاون على ما يُقدر عليه من إقامة الفروض الكفائية مثل الآذان، وصلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، والأعياد، والدعوة إلى الله، والقيام على حقوق الفقراء والمساكين، وتعليم المسلمين وإفتائهم بمقتضى الشرع، وسائر ما يقدر عليه من فروض الكفايات".