النقد يشبه الابداع ويحركه ليس فقط رد الفعل السلبي أو الايجابي من قراءة النص ، انما الرؤية الثقافية الشاملة والمتكاملة التي تتفجر تلقائيا دون قرار مسبق من العقل ، وما عدا ذلك كل ما يكتب يقع في باب الإنشاء البسيط.
تبعا لتقسيمات الماوردي ( أبو الحسن البصري – فقيه وأديب شافعي ) فإن مفهوم العقل والفطنة والذكاء يختلفوا على النحو التالي :
· العقل : أدا ة الإدراك الأولية.
· الفطنة : للتصور ، وهي مرحلة ثانية للإدراك.
· الذكاء : وهو الحافظة وأداة التصرف في المعلومات.
يؤمن المسلمون بأنّ القرآن الكريم هو كلام الله أنزله على رسوله الكريم بواسطة الملاك جبريل. وقد استغرق نزول القرآن على النبيّ فترة اثنين وعشرين سنة، وكان كلما تلقّى شيئاً منه جمع الصحابة في اليوم التالي وقال لهم : إنّ ربكم يأمركم بكذا وينهاكم عن كذا. وتروي الأخبار المتواترة عن الصحابة وعن أزواج الرسول، أنه كان يعاني من نزول الوحي ألماً شديداً، فيتصبّب عرقاً ويتصدّع رأسه، وربما أغمي عليه. وكان الوحي ينزل بآية واحدة أو بجملة آيات متتابعات، فيعمد الرسول إلى توجيه كُتّاب الوحي لأن يضعوا الآيات الجديدة في مكانها الصحيح من السياق القرآنيّ.
يتألف القرآن، وفق المصحف الذي أقرّه الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وهو المصحف المتداول اليوم، من 114 سورة. والسّورة تعني القطعة من البناء، فهي والحالة هذه قطعة أو قسم من الأقسام المكونة للقرآن. وقيل أيضاً
الفكر السائد الآن في المنطقة العربية تغلب عليه الانتقائية في التاريخ وفي الجغرافيا، بحيث يعود البعض في تحليله لغياب الديمقراطية في الأمَّة إلى حقبة الخمسينات من القرن الماضي وما رافقها من انقلابات عسكرية، وكأنّ تاريخ هذه الأمَّة كان قبل ذلك واحةً للديمقراطية السليمة!الحال نفسه ينطبق على ما تعيشه الأمَّة العربية الآن من ظواهر انقسامية مرَضيّة بأسماء طائفية أو مذهبية أو عرقية، حيث ينظر البعض إليها من أطر جغرافية ضيّقة وبمعزل عن الفهم الخاطئ أصلاً للدين أو للهويّة القومية اللذين يقوم كلاهما على التعدّدية وعلى رفض التعصّب أو الانغلاق الفئوي.
فلِمَ هذا الفصل المفتعل بين أهداف واحتياجات الأمَّة وشعوبها؟ ولِمَ الآحادية في الطروحات الفكرية في الوقت الذي تعاني فيه البلاد العربية من أمراض مشتركة
بإيعاز من "د. فهد أبو خضرة" أجدني مطالَبة بقراءة المجموعة الشعرية "معجمٌ بكِ" للشّاعر محمّد حلمي الرّيشة للنّدوة القادمة، من بعد أن أوكل إليّ في الندوة السابقة قراءةً حول "أصابع" للشاعرة منى ظاهر، فهل تراني أنجح بقراءة فصول فيوض الشاعر الريشة كما ينبغي؟ آمل أن أنجح بهذه المهمة الشاقة. الشاعر محمد حلمي الريشة يتسربل عباءة سحرية، من سحب وجدانية فضفاضة واسعة المدى، تزخر بمطر حسيّ ينهمر غزيرًا على أرض عطشى تتشرب ماءه وتتشبع، وما يستفيض يغدو فِضاءً تجري جداوله أشعارًا وأنهارًا وبحارًا يسبر غورها، وسرعان ما يعتلي موجة ثائرة، ينطلق ويحلّق في حيّز فَضاء رحب يتّسع لشقاوة حرفه، فيغوص في الفَضاء ويحلّق فيه، ليفضي بخبايا سرائره ولواعجه، فيفيض ويتفايض بانسياب محنّك، بخبرة شاعر ماهر، يفضّض الصور
دراسة في المضمر الثقافي العربي: بداية لكتابة تاريخ جديد
"لنشد الانتباه إلى الواقع كما هو حقيقة. ولنفعل ذلك بقوة؛ ذلك إذا ما أردنا تغييره... علينا أن نكون متشائمين في ذكائنا, متفائلين في إرادتنا"
أنطونيو غرامشي
... وهكذا عدنا من حيث أتينا. وكأن الأمر لا يعدو مشاهدة فيلم من أفلام الرومانسية, ثم الخروج من القاعة, لمواجهة زحمة الحياة، واستغوال القوة، وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات.. هكذا عدنا, وهكذا استقررنا في مأوانا، الذي لا مأوى لنا سواه, بعد أكثر من خمسين عاماً من الأحلام الجميلة, والكفاحات الجميلة, والشعارات الجميلة.. هكذا عدنا, والتفّ
"فتى الشعبة"، ما هو في النهاية إلا "خروف الحمّام"، وتلكم هي خلاصة الكاتب الجزائري – الفرنسي والوزير السابق عزوز بقاق الذي استقال مكرها، وبين "فتى الشعبة" الرواية الأولى في مسيرته الأدبية التي كتبها سنة 1986، و"خروف الحمام"، خيط رفيع رغم مسافة السنين بينهما، يربطه برواية أخرى كتبها جزائري آخر في روما.. إنه "أدب خراف الحمّامات".
الجزء الأول: إن المرحلة الأولى التي يبدأ بها الكاتب.. بالبحث عن هوية تكشف عن قدراته في التكوين البنائي اللغوي في صناعة القصة القصيرة، أو أي تكوين أدبي آخر، يتطلب منه الاستقلالية أولا في منحاه الأدبي، والظهور أمام القارئ والناقد، بمظهر الجديد الآتي بنمط فني مميز ومختلف عن الأسلاف والمعاصرين، وقد يتضح هذا في القصة الأولى، التي يجب أن تضع لكاتبها مرتكزات أصيلة بين الوسط الثقافي عامة والأدبي خاصة، ويتأتى هذا بفضل ذكائها وثروتها من الابتكار المحكم، وتهذيب مضامينها الهندسية، الذي في كثير من الأحيان يغني التعاطي الجديد، والذي من شأنه أن يفاجئ ويدهش المتلقي، إذا جاءت الأصوات والمعاني تتلاقى في سلم سردي يعزف على تفجير مكامن الحكاية، لتصفو وتحلو
ما الذي قتل تقاليد الفكر العقلاني السوي عندنا فجعله أشبه بأماني العاجزين عن الفعل ؟ إنه فكر كلا الصفين المتنازعين على الساحة العربية. لكن الفكر المتكلم باسم العقلانية هو المؤثر في فاعلية من بيدهم مقاليد الأمور السياسية والتربوية (صورة العمران) والاقتصادية والثقافية (مادة العمران). والمشكل هو أن المتكلمين باسم العقلانية يثبتون كل يوم بتقاريرهم التنموية جهل أصحاب هذا الكلام جهلهم المطلق بطبيعة العلاج العلمي للمشكل المطروح في مسائل التنمية ما هي. فالغريب أن الفكر العقلاني يدير ظهره عند نخبنا منافيا للعلاج العلمي فبات مقصورا على المتفاكرين من قراء الجرائد الفرنسية وتقارير المعاهد الإستراتيجية التي تخطط لمنع التنمية في الوطن العربي بما تقترحه من أولوليات لا يصدقها كل من له علم
أزمة مفتعلة في «كون ورقي»
نفهم من هذه الرواية (والعهدة على راويها) أن الحياة مجرد قصة قصيرة على الشكل الموباساني- الإيدغاري فيها مقدمة منطقية وعقدة ولحظة انفراج، وفي أحسن حالاتها رواية متشابكة متعددة الفصول والشخوص
يرى الباحث السوري فراس السواح أن الفلسفة تتلخص في كونها حكمة شخص بعينه، وهي نابعة برأيه من تكوين نفسي فردي وتربية ومحيط اجتماعي ووسط فكري، في حين يرى أن الدين هو حكمة شعب وثقافة بكاملها تعاونت على صياغتها مغامرات فكرية وتجارب روحية لعدد كبير من الأفراد والأجيال والمتتابعة. ويعتبر السواح أن ظاهرة الأديان التي أسس لها أفراد مميزون طبعوها بطابعهم، هي ظاهرة حديثة نسبيا في تاريخ الدين الإنساني، ولا تعود بتاريخها إلى ما قبل أواسط الألف الأول قبل الميلاد عندما ظهر زرادشت في فارس وبوذا في الهند، مشيرا إلى أن الأديان كلها تقف على قدم المساواة، وتتمتع بدرجة واحدة من المشروعية، حيث لا وجود لأديان حقيقية وأخرى زائفة، ولا لأديان بدائية وأخرى متطورة.