سأدخلها آمناً
بحماية أبنائها
ويقيني بهم
وقرابةِ عشرين عاماً من الغيب والصلوات الأمينةِ
عشرين عاماً تنكَّر لي في مفارقها
حرسٌ دجَّجوني بأسلحة لا أراها
زرتُ عائلاتٍ سوريةً تعيشُ في الإمارات بشكل مخالف ،وضعهم يشبه وضع السوريين في كلّ دول اللجوء إلا أنّهم هنا مخالفون وليسوا لاجئين استطعتُ أن أقدّم لهم الدعم المادي من خلال التنسيقيات ، وبعض الأصدقاء . ، قالت لي اثنتان من أصل خمس سيدات أنّ ماجرى لهنّ في الماضي كان دماراً على مستوى الأسرة ، ولا تنوي بعضهنَّ العودة حتى لو تحرّرت سورية . إحداهما مريضة سرطان . بكت كثيراً لما تعرّضت له من زوجها . لم تبكِ بيتها الذي تهدّم .بل داخلها المدمّر. سورية تشبه داخل هذه الأنثى
كل منا يريد تنصيب نفسه آلهة لسوريا أو نصف آلهة ... يأخذ مكان الآخر ... يسلبه منصبه ... رأيه ... عائلته ..و ربما حياته.
يحسده.. يشتمه..و يلعنه إلى عاشر أجداده, لا يغفر له مهما فعل, و يخوّن توبته... فهذا سجين سابق متعامل مع السلطة, وذاك ترك البلد ليتمسّح بالمعارضة, و فلان ناشط كذّاب يسرق مما يصل ليده, و حتى تلك النسوة اللواتي أضربن عن الطعام و افترشن الأرض أياماً, ووقعت إحداهن و كادت تفقد حياتها نصرة لبلدها سوريا و أهلها ولوقف القتل و المجازر و تجويع الأطفال و التهجير قالوا عنهم بتهكم، لم يفعلن ذلك إلا للشهرة
ا مانع من الرفض، ولكن بالتظاهر السلمىّ المتحضّر. إنما أساء لصورة المسلمين، مسلمون يُقتِّلون ويحرقون ويروّعون الناس. ولماذا لم يخرج السعوديون، مواطنو الرسول الكريم، لإحراق سفارة أمريكا بالسعودية؟ هل وصلهم ما فاتنا؟ أنه لا شىء ينال من الإسلام، إلا ما صنعت أيادينا نحن المسلمين؟ وفى الأخير، لابد أن أحيى أقباطَ مصرَ على وقفتهم الاحتجاجية الراقية أمام الكاتدرائية، تنديدًا بالفيلم الهابط. وأسجّل حزنى من وجدى غنيم، الذى جرّح عقيدة المسيحيين بأبشع القول، وأبو إسلام، الذى أحرق الإنجيل وداسه بالحذاء! ولا أرى فيهما إلا النسخةَ المسلمة من «موريس صادق».
يف لنا أن نكتب عن معاناة شعبنا؟ كلّ كتاباتنا قاصرة نحن الذين في الخارج، هناك دائما شيء ما ينقصها! رغم أنها تتناول موت أهلنا وأصدقائنا ومعارفنا، ولكنها بلا رائحة الموت التي ترافق كاتبها، وبلا سوط الخوف الذي يجعل الأيدي ترتجف، وبلا هذه القشعريرة الكافرة التي تفترس الأطفال في الصحو والمنام، وبلا شظايا مصابيح الفرح التي تحطّمت في عيونهم! لا شك أننا نتألّم إلى الحد الأقصى، ولكن هل نفلح في كتابة الحالات الرهيفة المعاشة؟ هل نستطيع أن ننقل اهتزاز جدران البيوت في لحظة الانفجار؟، أو صوت المباني المرعب لحظةارتطامها العنيف بالأرض،
حظ القحاب "، تجسّدَ في حالة بشار في مفاصل عديدة، مستطيرة، من مسيرة حياته كحاكم أوحدٍ. هنا، يمكن القول أن اسرائيل، الجارة اللدودة للدول العربية، هيَ من لعبَ الدور المحوريّ في اجتياز حاكمنا لحقول الألغام المعترضة مسيرته منذ عام 2001، تحديداً، حينما قرّرَ جورج بوش الابن خوض ما أسماه " الحربَ على الإرهاب " في العالم الإسلاميّ. إنّ ابن خال الجماعة المختارة، وصهرها، بن لادن، كان قد أنشأ تنظيمه الأصوليّ، " القاعدة "، اعتماداً على فكر ونهج أسلافه من الحشاشين العلويين، مضفياً عليه ـ التنظيم ـ مظهرَ التشدّد الوهابيّ. فما أن اجتاحت القوات الأمريكية بغداد عام 2003،
في شوارعنا المحاريث ذبل زيتها ،وعمال المدينة يقترعون رماد التبغ المسرطن يقتسمون فيما بينهم وسائد خالية من الحلم والنعاس، ومثل العقوبة الجافة يرسم الوجوم قضبانا على النوافذ المجهدة " هنا يرقد إنسان " ، فواكه الأسواق كثيرة ، تشبه الصليب، ليس جمعا لكنه إقصاء ، فلا شيء هنا يرتفع غير مآذن الخرافة كما لا شيء ينحط أيضا غير الإنسان ، الباعة العراة من ملمح الاكتراث لا تحمل بضائعهم خمرا ولا غضبا ولا دهشة ولا شغفا أو حتى كناية عن سؤال ، لذا يصطف الجوعى يلتهمون حصتهم من الخرافة باجترار مألوف وأيضا يتناسلون بولع ومهانة الحكمة المتسخة ،
مشاعل الرّغبة .. والاكتشاف
ما ينقص الحرف ليكتمل
ما ينقص الحب ليشتعل
ما ينقص الجسد
ليمضي
مسحوقاً .. في دوخة الابتكار
عندما لا تتمتّعُ المرأة بحريّتها وكرامتها . سيكونُ الجيلُ الذي تربيه فاقداً لقيمةِ الحريّة والكرامة ، وكلمةُ حرائرلاتركّزُ على الحريّة بمعناها الصحيح . بل فيها إيحاء جنسيّ يعتمدُ جسدَ المرأة أساساً للتسمية .
لن تكونَ الحريّةُ والكرامة في مجتمعٍ لا يتيحُ للمرأة والرّجل على السّواء. التعلّم وتلقي المعرفة ،ولا يوفّرُ الحدّ الأدنى للمعيشة للفرد ولا فرص العمل ، ومع انتشار الفقر الذي وصل إلى حدّه الأعلى قبل الثورة بقليل . لم يستطع السوريون الصّبر ، ثاروا من أجلِ كلّ هذه الأشياء ، فالحريّةَ تعني فيما تعنيه لقمة العيش
جلست منذ يومين أفكر بعيد الصليب و كيف كنا نحتفل به مع أصدقائنا المقربين ... وكيف كنّا نمضي أجمل الأوقات و أدفأها.
آخر مرة احتفلنا به في معلولا بسوريا كنا قرابة الخمسين شخصاً سورياً .. فنّانين ..كتّابا ..أطباءً .. صيادلة.. شعراءً .. تجاراً مثقفين و طلاب جامعات ... كانوا تقريباً من جميع الطوائف و الأديان و القوميات ... و قد كان الداعي للاحتفال هو الشخص المسيحي الوحيد بالمجموعة كلها