وبالطبع، فإن العدم يساوي عدم إدراك الوجود أو وعيه وعياً صحيحاً، ويكاد هذا ما يحدث بالضبط في عالم العرب اليوم، وإذا كانت المسيحية كما يقول المؤرخون قد اكتسحت الأمبراطورية البيزنطية، فلأنها جاءت إجابة عن أزمة روحية كانت تعصف بأهلها، والأمر نفسه حدث عندما اكتسح الإسلام أمبراطوريتين واسعتين وهائلتين، ويمكن الملاحظة على سبيل المثال أن «تركيا» لم تكن تركية، كانت بلاد الروم،
لا يمكن أن يبلغ جمال الجسد البشري، في الواقع، ما بلغه جماله في تمثال أفروديت، أو ديميتر، أو أخيل، أو زيوس... لقد تسبب هذا الجمال في الجلال، فعُبد. لكن حين سقطت الآلهة الإغريقية من عليائها، فيما بعد، أتاحت للناس أن يتأملوا واقعهم. من هنا بدأ اختراق القواعد، وأصبحت الحياة هي النموذج، وأصبحت ترى لوحات وتماثيل لفنانين عظام آخرين يتذوقون الواقع، ولا يصعدون إلى السماء، يتمثلون جمال الطبيعة الواقعية، بحيث صرنا نرى أجساداً ووجوهاً جميلة
ثمّة من يعتبر أن الثورات العربية نفسها ما هي سوى خطّة من خطط أمريكا في حربها على الارهاب. هل يعني أنّ ثورات برمّتها هي مجرّد اشاعة أو وهم أو خدعة؟ هل صارت دماء أبنائنا الذين سقطوا في شوارع تونس و مصر وليبيا وسوريا.. كذبة ؟؟ لا أحد بوسعه أن يقدّر مدى مكر الأجندات المافيوزية العالمية.. لكن لا أحد يحق له أن يختزل أحلام و دماء وأوجاع شعوب برمّتها في مجرّد خطّة سياسية..
إذن أيكون الإبداع ملازماً للإيروس، لا موازياً له أو استعاضةً عنه؟ الإجابة عن هذا السؤال قد تقتضي منا التفكير في أثر النصوص على حياة كلٍّ منا، وأن نتقصّى الفعل "التثقيفي" لها على مجمل شخصيتنا، بمعنى أن لا ننظر إلى النصوص كأشياء أخذت مكانها في مستودع الذهن، وأن لا ننظر إلى أذهاننا كأجزاء عليا ومنفصلة عن كليتنا. إن السؤال السابق يحاول التفكّر في الآثار الشخصية "لدى كل شخص منا" للعملية الإبداعية، من منطلق أن كل مشارك فيها هو فاعل إبداعي
ما يسري على سورية يسري إذاً على ليبيا. لا بد من التسوية السياسية أولاً، وإن كانت شكلية، إذ إن التغيير السياسي في بغداد ظل إلى اليوم قاصراً عن الأهداف التي توختها الإدارة الأميركية. والدليل أن القوى السنّية تتردد في خوض الحرب، بل تتعالى الاتهامات من منظمات دولية وقوى محلية، رسمية وأهلية لميليشيات «الحشد الشعبي» بارتكاب جرائم حرب. وتحذر من سياسة واضحة بغية تغيير ديموغرافي في مناطق كثيرة حتى تلك التي لم يصل إليها «داعش».
تتجه سوريا الى حرب الهويات الشاملة أو الجزئية، خصوصاً في مناطق التّماس بين الهويات، وبالتحديد الحدود الجغرافية المحتملة أن تكون حدود اطمئنان للهويات المتعددة ضمن اطار سياسي جديد، أو تجاوز شكل الماضي للدولة والدستور، وبناء عقد اجتماعي جديد توافقي مرحلي مؤقت بين الهويات السورية من انتاج العقل الجمعي المتعدد للقيام بتحضير المجتمع، ذهنيّا، وثقافيا، واقتصاديا وسياسيا إلى مرحلة التحوّل الديموقراطي الحقيقي.
ثانيا : جماهير واسعة محبطة ويائسة ، وغير منظمة ، تعيش حالة من القلق والاحساس بفقدان الامن ، والخوف من المستقبل ، وهي ترى ان حكوماتها تجرها من فشل الى فشل وعجز فعلي في تحقيق تنمية حقيقية تضمن لها حد ادنى من الاحساس بالامن والاستقرارالنفسي الداخلي ، فكانت فريسة للاستغلال من قوى الردة المنظمة والمدعومة من قبل قوى عالمية كبرى ومحلية مشحونة بالتوجهات الشعوبية الحاقدة على كل ما هو عربي ،
لا تفسر المشهدية والوحشية الارهابية، العناية الفائقة لـ«داعش« بعملية إعدام الطيار الأردني. فقد أعدمت «داعش« المئات من السكان المحليين في الأراضي العراقية والسورية التي تسيطر عليها، لكن أياً من هذه الإعدامات لم يحظَ بأي اهتمام تصويري من «داعش«. فهؤلاء ليس لهم أي أهمية حتى يتم تصوير إعدامهم، وإعدامهم لا يرهب أحداً، فلا أحد يكترث بهم، فهم يعدمون على عجل وبطلقة في الرأس وأمام جمهور حضر بالصدفة، يكون عادة من المارة
هذه المقطوعة الصغيرة وسعت أرضية الشعر الفرنسي وربما العالمي وخاصة إذا ما قرأناها بلغتها الأصلية لا عن طريق الترجمة. لنلخص الوضع: البحر ساطعا تحت الشمس وأنت مستلق على الشاطئ في لحظة استرخاء تكاد تنسى العالم. أشعة الشمس المنعكسة على ذلك السطح المنبسط تشكل مساحات بيضاء تلتحم فيها السماء بالأرض. فتشعر ولو للحظة وكأنك انصهرت بالأبدية والخلود.
“الموضة” حالياً تدور حول اتهام الآخر، وهو الغرب بالتأكيد، وليس روسيا فلاديمير بوتين، أو كوريا كيم جونغ أون، أو إيران علي خامنئي، بأنه وممثليه: “لا يفهمون العقلية العربية”. وبالتالي، “الغربيون لا يستطيعون تحديد مواقف واضحة مما يحصل في منطقتنا، ويدعمون حركات فوضى وخلخلة للنظام العام، ظنّاً منهم بأنها ثورات تسعى إلى الحرية”. ما ينجم عنه أيضاً، أن هذا الغرب، وهنا لا تمييز بين رسمي وبحثي، لما لهذا التمييز من غرابة في عقول “الباحثين” العرب،