الشك فضيلة والأخلاق سبقت الإيمان
استضاف مركز تنوير بالتعاون مع الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية د. ابتهال الخطيب في ندوة تحت عنوان 'الليبرالية في الإطار الأخلاقي... بين النظرية والتطبيق'، وذلك بحضور مجموعة من الناشطين والناشطات السياسيين، وأدار المحاضرة عبدالوهاب المسلم وأعضاء «صوت الكويت».
هناك محرمات مفروضة علينا في التفكير . عندما نكتب لابد أن يعمل مقص عقلنا الداخلي ، وليس مقص الرقيب . فنصنف ما نفكر بكتابته لنرى أن الممنوعات هي القاعدة العامة . مقص الرقيب سهل . لأنه يتخصص بسياسة محطة ما ، أو دولة ما ويكون لك الحرية بعدها . لكن محرمات عقلنا الداخلي كثيرة . لست أنا فقط من أخاف . كلكم مثلي خائفون مهزومون تكتبون على أنه القلم الحر ، لكنه القلم المحرم المحظور . ليس من قبل رقيب خارجي بل من عقلكم الباطن الذي أرهبه موضوع الرقيب والرقابة فأعطى لنفسه الحق برقابة ذاتية أو ربما إلغائية لقلمه هو
خاص ألف
لا أهتم كثيرا لفوضى السياسيين وتطاولهم على الثقافة ، وجرأتهم في قضم حقوق المثقف0
ذلك بديهي ومفهوم ، وإن يكن ليس مقبولا ولا مسلما به على الإطلاق ، لكن الغريب ، بل الشاذ والمحزن أن يتصدّى "مثقفون" يمتهنون "الإبداع" لتبرير البذاءات والتطاول ، ومحاولة ترويج الشائعات ضد المضطهدين من المثقفين المبدعين0
بعض هذا رأيته وسمعته في صورة بالغة القبح خلال أيام اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للكاتب مهند صلاحات ، إذ انبرى بعض الكتبة لتبرير الاعتقال بترويج مزاعم عن أن الكاتب اعتقل لأنه دفع شيكات بلا رصيد0
وهكذا يصبح خطاب الموت هو السائد, فما من دعوة دينية من هذا الطرف أوذاك لايتخللها التهديد والوعيد والتبشير بالموت والتهديد بالويل والثبور والتكفير للمخالفين. وما من دعوة إلا وقد خلقت أعداءها ونصبت لهم الشراك بأسئلة تعجيزية لاتدع مجالا لاسترخاء المتأمل, ومن اعتاد على تجييش الفكر بإعادة النظر. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا اقترن التزمت بالديانات التوحيدية كأنه قرين ملازم؟ - باستثناء التصوف بالطبع, وماطرحته التجارب الصوفية المختلفة من دعوات إلى فهم العلاقة بين المطلق والنسبي أو بين الدين والحياة بمنظور مختلف, وأفق واسع المدى يتيح المجال للآخر المختلف-. يروى في الحديث الشريف " إن الحق يتجلى يوم القيامة للخلق في صورة منكرة, فيقول أنا ربكم الأعلى, فيقولون نعوذ بالله منك
تنجحُ الثقافةُ بعامة، والفنُّ بخاصة، في ما تخفقُ فيه السياسةُ عادةً من التقريب بين الشعوب، ورسم صورة أكثر إشراقاً للأمم، نقيضَ ما تقدمه السياسةُ بريشتها الناهلة من مداد المصالح والبراغماتية. ميساء سلامة، كاتبةٌ ومثقفةٌ سورية اختارت أن تعيش في ألمانيا منذ عقدين. على أن خيوط الحنين إلى الوطن الأم، سورية، لا تزال تشدُّ أطراف مشاعرها نحو الأرض التي انبتتها نطفةً، وداعبتها طفلةً، وعلّمتها صبيّةً، فراحت تغمسُ ريشتَها في محبرة الحبّ، لترسم لوطنها صورةً أقربَ الى الجمال، وأبعدَ عن التشويه، من اجل أن تقدمّها للآخر، الألماني، بعدما آلمها أن تكتشف يوماً بعد يوم أن آلة الإرهاب والأصابع الملوثة لا تكفُّ يوماً عن تقديم مسوخ ركيكة كنموذج لكل ما هو عربي.
إلى أبو الهرطقات : جورج طرابيشي بداية, كلما فكرت في الكتابة عن الله تحضرني حادثة حصلت معي منذ عشر سنوات وربما أكثر, إذ بينما كنت أدرّس ابنة أختي الصغيرة مادة "التربية الإسلامية الدينية" المقررة في المدرسة رفعت رأسها وسألتني سؤالا مازال يربكني حتى اللحظة, مفاده : خالو أليس الله من خلق الديانة ؟
يحتفي الأديب المغربي الكبير الطاهر بن جلون في روايته» حين تترنح ذاكرة أمي»، بذكرى والدته عقب مرور ثماني سنوات على غيابها، فيخط وثيقة تصالحه مع ألم وفاتها، ويستعيد تفاصيل الحياة المغربية الخاصة والعامة، التي طالما وشجت نتاجه الأدبي الطويل، ووهبت القراء مفاتيح الدخول إلى قلب العالم المغربي وأسراره الخفية، لتمنح هذه الرواية صيغة المذكرات أو السيرة الذاتية، دون أن يعني ذلك تخلي بن جلون عن أسلوبه الأدبي الأنيق وجمله الحاسمة بكلماتها البليغة الملهمة. ومما لا شك فيه أن مقاربة موضوع حساس كمرض الزهايمر الذي يتلف العقل ويلفه في ضباب النسيان، يحتاج إلى شجاعة كبيرة ومحبة عظيمة تجاه الشخص المُبتلى به ولا سيما إذا كان وثيق الصلة
لا يمكن الخوض في موضوع شائك كعلاقة الميديا بالثقافة أو حتى الميديا بوصفها ثقافة متحوّلة مع تطوّر العصر والتقدّم التكنولوجي، دون ذكر التغيّرات الجديدة في آلية تفكير المجتمعات، وكيفية تعاطي أفرادها مع المفاهيم المختلفة. الانتقال من المرحلة الاستهلاكية (الصناعية) إلى ما بعد الاستهلاكية (ما بعد الصناعية) في العالم لم يمر دون تغيير، ويمكن من خلال مناقشة هذه التغييرات مقاربة بعض حيثيات موضوعنا هذا، وتحديد بعض العوامل التي أوصلت الميديا إلى ترسيخ ثقافة عناوين سطحية وفقاعات تكاد تكون واحدة عند الجميع.
خاص ألف
أولاً:
فيما تحمل نعش والدك، تسير به إلى لحده وسط حزنك، وارتباكك برحيله المفاجئ، و المعزون حولك قد ثبتوا نظراتهم عليك وعلى إخوتك، يدفعهم الفضول لمعرفة ما بك، وقراءتك، تشد ابنتك الصغيرة بنطالك، حتى لتكاد توقعك أرضاً أنت و النعش الذي تحمل.
ثم تعاود الشد، ثانيةً وثالثةً.
بإصرارٍ و إلحاحٍ، تنبهك أنها تحتاجك في أمرٍ هام، فتنظر إليها، ولحظة لقاء نظراتكما تقول لك:
تعقيب على مادة العلاقات الجنسية الافتراضية لسحبان السواحيتحدثون عن الانطفاء الجنسي السريع، وعن الجيل الصاعد المتفتح تكنولوجياً وعن حصته من الفسق والمجون. ولكنهم لا يتحدثون عن الأسباب في ذلك كله، يكتفون بتوجيه أصابع الاتهام إلى الجيل دون ذكر الأسباب، متناسين عمداً أن الجنس طاقة حيوية ( آيروس- ليبيدو) لا يمكن إلا أن تعبرَ عن ذاتها، فإذا لم تجد سبيلاً طبيعياً لذلك، تقع الكارثة التي يعاني منها الجميع، لن أجامل في موضوع كهذا.!.