لستُ بطلاً، ولا أنوي أن أكون.
لست ثائراً ، ولا أنوي أن أكون.
لست مثّقفاً، ولا شاعراً، ولا أنوي أن أكون.
في الطرَّيقِ الطَّويلِ إلى الأملِ تتزَرزَرُ الحياةُ رُوَيداً رُوَيداً، تَكْثرُ التَّلاويحُ وينفتِحُ الغِيَابْ، شَجَرٌ يابسٌ في الأنحَاءِ الأَليفَةْ، الأنحَاءُ التي إنطوَتْ، الدُّرُوبُ عَلَى رَسلِهَا في الأخِيرْ، الدُّروبُ التي أنحنَت لِمرَّةْ، الجُسُورُ الَّتي خضَّبتهَا المَغَارِبْ، الكِلِمَاتُ القَلِيلَةُ في المفَارِقْ، الحياةُ في الكَدّ، الحياةُ بوهَنٍ أكيدْ، نقُولُ أشيَاءَ مُلتبسةً في الأخيرْ، نَغدُو سُهدَاً وغِيَاباً، تغدُو الحياةُ غُمُوضاً وإنحسارْ..
..
دائماً يسألونني لماذا تكتبين ؟؟!! و هل تفيد الكتابة خصوصاً إذا كانت غير مأجورة .. أي أنها لا تجلب ثمن رغيف أو لقمة العيش .. منذ أيام كنت مع صديقة متعلمة و مثقفة سألتني السؤال عينه ... أجبتها لكنّها لم تقتنع بإجابتي ...وعدتها أن أكتب لها الجواب كتابة فأنا في كثير من الأحيان أفشل بتوصيل الفكرة ربما لأنني عدوانية و سريعة الانفعال و الرد... البارحة أرسلت لها ما كتبت ..أجابتني بجملة قصيرة ( مديحة اكتبي .. )
ها أستَودِعُكِ شَجَراً وغُيُوماً، أستودعكِ بُيُوتاً وادِعَةْ، تَلوِيحَةً في الممرِّاتِ القَديمةْ، وأراكِ في الأَبَدْ، في الأوقَاتِ الممحُوَّةْ، وأراكِ دُرُوباً تَنحَنِي للجَنُوبْ، وأرَاكُ غُصُوناً في شَتلَةِ العُمرْ، وأراكِ جُسُوراً في خَاصرَةِ الغِياب، وأنتِ المدينةُ غَالِيةْ، تملأينَ الوقتَ قَمْحَاً وحَكَايَا، وتدسِّينَ في القلبِ سَلامْ..
ظهور رامي مخلوف الأحد، هو الأخطر بمدلولاته وما يمكن أن يتأتى جراءه من عقابيل، ليس على بنية النظام الضيقة، بل وعلى سوريا التي تعرّت أخيراً، بفعل قصف روسي طاول رأس النظام وكشف مدى الخلل والخلخلة بين ورثة الحكم،
يثير فضولي حكايات أمي عنّا، عن النساء كيف أنهنّ قديماً كنّ تخجلن من أجسادهنّ. أقرأ مقالات عن ختان الأنثى. قشعريرة خوف، قرف، غضب يعتريني.
يا إلهي! كيف بالإمكان أن يستأصلوا جزءاً من بدن إنسانة، فقط كي لا تستمتع، ويكونوا هم أسياد الموقف بجدارة؟
مَن أعطاهم الحق بأن يقرروا نيابة عنهنّ هكذا قرار مصيري؟
أعيشُ في شارلوتنبورغ. حي فخم من أحياء برلين. لكنني فعليًا أعيش داخل فقاعة خاصة، داخل ذاكرة الحي. بين قصصه وآثار أبنيته القديمة التي لم تستطع الحداثة محوها بعد. إنها حياة افتراضية متخيلة، لكنها كانت ذات يوم حية وتتنفس. فكرت كثيرًا في ما يمكنني كتابتهُ حينما وصلتني دعوة من مؤسسة هاينريش بول. ماذا يمكن أن أكتب عن مكاني المفضل في هذا الحي البرليني الأنيق،
وُلِدَت في نهار مشمس لم يغادر التاريخ الذي يدوي ببراعة بين الحجارة على هيئة مواويل تغني للحاضر ،للنهارات الأرجوانية التي تعرج على مغزى الحياةوتحاول فك ألغازها ، تلك الهاربة من سطور مثيولوجيا حاضرة ،لم تغادر تلك الحقبة العتيقة جدا ،مرآة تعكس السحر في كل تفصيل من تفاصيل الحجارة ،الصخور ،التراب،وذرات الرمال المسافرة مع النهارات
وعيناكِ مطبقتان
كمصيدةٍ على الأحداقِ
كي لا تري شحوبَ الماءِ في المرايا
وبنفسجةَ الشرفةِ
التي نبتت منها صبّارةٌ نضرة ...!
أكون أنا
عندما كان طفلاً، كان اصطدامه بالجمال قدراً يومياً ـ كما يقول ـ ويتابع (( كنت إذا تعثَّرتُ أتعثَّرُ بجناح حمامة... وإذا سقطت أسقط على حضن وردة)) وهكذا ارتسمّتْ معالم حياته،فظل يتعثَّر بأجنحة الحمام وتتلقاه كلما وقع أحضانُ الورود،حتى وقع في حضن السّواد الذي لايُردُّ... لكن قبل هذا كم أخذ الحزن يتسلَّل إلى مخدعه