هاكم ملمحاً آخر مختلفاً من ملامح الاهتداء بالذات. أبطاله في هذه المرة، أشخاص ينتمون إلى حدَّين سوريَّين، متقابلَين، متنازعَين، متصارعَين، رافضَين رفضاً قاطعاً الحوار. أحدهما ينتمي إلى الشعب وثورته، والآخر ينتمي إلى النظام. لكن ثمة لحظة مرتجَلة مبدعة، محفوفة بأبلغ الدلالات، عارية من الأقنعة، انبثقت من حيث لا يدري أحد، فقوّضت ما كان يبدو، مطلقاً، مستحيل التقويض. إنها اللحظة نفسها التي تقدّم فيها مصطفى شدود، وهو ضابط من طرف النظام، في اتجاه الحد المقابل. وجهه للثائرين، وظهره لفرقته العسكرية وسلاحه الذي ألقاه على الأرض.
من يقتل من ؟.. أو لنقل من يملك التفسير ؟.. هكذا كان الشعب يتساءل دائماً فمنذ بداية الثورة والإعلام يتأرجح بين القمة والقاع على منحى بياني فغياب الموضوعية والمهنية جعل الإعلام مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية في دائرة الصراع السياسي التي لم تحسم بعد لأي من الأطراف المتصارعة والمدهش في الأمر هو التحولات العميقة من ـ إلى، فأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم
وبحكم انتظامهم في رؤية الذكورة، وسطوة الأخلاق، سوف يتدبر الآخرون أمورهم أسرع، أو سيكون لديهم إمكانيات الانبناء بشكل أوضح. سوف تبقى الأنثى – بحكم انتظامها أيضا في رؤية الذكورة – محاصرةً داخل خرابها، داخل البقعة السحيقة تلك في أبعد أبعد منطقة نائية من روحها. روحُ الأنثى التي تهبط الآن شيئا فشيئاً إلى العالم السفليّ من الشتات، سوف تبقى طويلاً تنتظر في ردهات المتاهة تلك. ليست المسألة ارتجالاَ شعرياً،
تستند قراءة المتفائلين إلى التطورات الأخيرة في المنطقة التي حذر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل من أنها «قابلة للاشتعال»، وشدد من المنامة على حضور بلاده «الحازم» فيها لمساعدة الحلفاء وطمأنتهم، وإن مالت بوجهها نحو الشرق البعيد. تستند هذه القراءة إلى «رؤية أوباما» التي أطلقها في الجمعية العمومية الأخيرة للأمم المتحدة. وكرر فيها عناوين سياسته الخارجية ودور بلاده في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،
ما يصعب مجرّد تصوّر حدوثه في أي جامعة في العالم، يحدث في جامعة دمشق كأنه "طبيعي" و"عادي". في "حديقة" الجامعة، "عادي" أن يمرّ الناس من أمام مشهد يُعتقَل فيه طالب جامعي فقط لأنه تجرّأ على واحدٍ من أولئك العسكر أو الشبّيحة المتخذين من "الحرَم" الجامعي مقرّاً. حدث هذا أمام ناظريّ. شعورٌ قاسٍ يتملكني كلما فكرتُ في المصير المجهول الذي جُرَّ إليه ذلك الطالب،
كان التيار الكلاسيكي " التوماوي " – نسبة إلى توما الأكويني - هو التيار السائد في الكنيسة الكاثوليكية حتى المجمع الفاتيكاني الثاني الذي فتح الباب إلى تعدد التيارات اللاهوتية في أوروبا وساعد على ذلك التقدم في العلوم الإنسانية والطبيعية على السواء ووقوف الكنيسة أمام تساؤلات إيمانية جديدة نتيجة للإكتشافات العلمية المتلاحقة وهنا تداخل كل ماهو إنساني بما هو ديني
من الواضح بأن الأميركيين قذ "خذلوا" حلفاءهم مرة أخرى، ليس في نتائج المباحثات تحديداً، بل بطريقة إجراءها وكتمان أمورها وخباياها عن أقرب المقربين. والمقربين هنا، لا يُقصد بهم الدول العربية الحليفة، فهي لم تكن يوماً رقماً صعباً أو مهماً أو متقدماً في اهتمامات الادارات الأميركية. وهذا ليس نابعاً من افتراض سهل يتعلق بتبعية بعض أعضاء هذا النادي العربي النسبية والمتفاوتة وغير المؤكدة، بل من ملاحظة التصرفات الأميركية في إدارة السياسة الخارجية وتحريك أحجارها في الرقعة حتى دونما التدخل في أحجار الآخرين. المقربّون إذاً، هم الدول الغربية الفاعلة
وأخذت أفكر وزجاجة البيرة تسخن بين يديّ في هاته البنات القادمات من اليابان يدرسن اليزيديين, وطرائق عيشهم وطقوسهم الدينية والحياتية ,والشوايا, أو فلاحي البدو وكيف يعيشون, ويفكرون, وينتخون, ويحاربون, وشيوخهم, وعباداتهم, وعلاقاتهم بالمدينة, وما المدينة لهم, المدينة التي لم تقدم لهم إلا الشرطة المرتشية, والسياسيون الفاسدون, والمنشورات الكئيبة التي يسمونها تعليمات حزبية, بينما يأتي هؤلاء الناس من آخر الدنيا لايريدون ظاهريا إلا العلم, ولايريد طالبو الوظائف لدينا إلا أصواتهم, ولايعرف الكتاب عنهم إلا ما يقرأونه لدى الكناب الغربيين الرحالة, ولا الصحفيون إلا ما يرونه من نافذة القطار أو الباص.
كان الصدام بين المشروع السوري المتحرر من تدخل البيروقراطيين, ورجال الأمن الذين ليس من يعرف اتجاه بوصلتهم الولائي منذ المكتب الثاني الفرنسي, وحتى الآن, وبين.... المشروع الصهيوني, وكان هذا الصدام الحتمي يعاني من مأزق وقوف السوري وحيدا من حيث الواقع فهو بلا تسليح, ولاتخطيط للمعارك, ولا خبراء يوجهونه للحرب الحديثة, و...من حيث العون العالمي, أما المشروع الأوربي في فلسطين, فكان المغناطيس الجاذب للعون من كل العالم الغربي, فالدول الشيوعية تقدم له كل العون, فهو مشروع "اشتراكي" في أرض الإقطاع والبداوة المحتاجة إلى التحديث,
غاب عقلكم منذ زمن بعيد لصالح النقل, وتحولتْ ذاكرتكم مجرد أرشيف يغطيه غبار البلادة والتكرار الذي لا يعلّم الحمار, ودخلتم نفق الطائفية التي هي انتماء قبلي عصبي وليس ولاءاً دينياً, وانشقّ جمع قطيعكم إلى متطرف متشدد- وطائفي يبكي شهداءه إلى الأبد. كانت الحياة هبة من الوهّاب الذي قال في حديثٍ قدسي "كنتُ كنزاً مخفياً فأحببتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلق". فأصبحتْ على أيديكم -أشلّها الله- ورطة دخلناها مرغمين ولبسنا ثوبها مجبرين لا مخيّرين. ومنشدنا يردد مقهوراً "ونهيتَ عن قتل النفوس تعمداً... وبعثتَ أنتَ لقتلها ملكينِ... ووعدتها من بعد ذلك محشراً...