خلال الساعات الطويلة التي أمضتها خلف جهاز «اللابتوب»، محاولة استنطاق الأمير «الداعشي» الفرنسي، الذي وافقت على الزواج منه، تقمصت آنا تماماً شخصية ميلاني، فصارت تشعر بأنها تعاني من الفصام. أرعبتها المكالمات عبر «السكايب»، لكنها، وبحسب قولها، أدمنت عليها، إذ أتاحت لها أن تختبر بنفسها تجربة التجنيد وأن «تتسلل إلى ذهن سفاح» يفتخر بقتله ألوف «الكفار». أدمنت أيضاً على الإثارة وتصاعد «الأدرينالين».
كما يكتب أنور البنيّ مبحثاً بعنوان:"الثورة السوريَّة واحتمالات عودة الديكتاتوريَّة". وهيَ مناقشةٌ بطريقةٍ تسلسليَّةٍ لحال السوريين قبل اندلاع الثورة، والتراكم العميق للقهر السياسيّ عبر عقودٍ طويلةٍ، إضافَةً إلى الضغط الاقتصاديّ الهائل المُمارَس ضدّ المواطن السوريّ الذي كان في تدهورٍ مستمرٍّ، وارتفاع معدّلات البطالة في كلّ المجالات، والحظر الإعلاميّ المُمارَس، والضغط على الأقليَّات عبر محوها، كما هو الحال مع الأكراد في عموم سوريا،
ثانيا : جماهير واسعة محبطة ويائسة ، وغير منظمة ، تعيش حالة من القلق والاحساس بفقدان الامن ، والخوف من المستقبل ، وهي ترى ان حكوماتها تجرها من فشل الى فشل وعجز فعلي في تحقيق تنمية حقيقية تضمن لها حد ادنى من الاحساس بالامن والاستقرارالنفسي الداخلي ، فكانت فريسة للاستغلال من قوى الردة المنظمة والمدعومة من قبل قوى عالمية كبرى ومحلية مشحونة بالتوجهات الشعوبية الحاقدة على كل ما هو عربي ،
هذه الكلمات القليلة التي كتبها كونديرا في إسرائيل، «المكان الذي وجدوه أخيراً»، و «الأرض الأصليّة التي أُبعدوا عنها»، تفي في تبيان رؤية الكاتب لدولة الاحتلال، وهي رؤية لا تنم عن «الجهل»، فلا مجال لذلك، بل عن تواطؤ مع أدبيّات الاحتلال الصهيونية التي جاء على أساسها إلى فلسطين. وهي، فوق ذلك، «حفلة تفاهة» من «كائن لا تُحتمل خفّته» (بالإذن من كونديرا نفسه) حين يصف إسرائيل بأنها «تتعإلى على المشاعر القوميّة»،
ولكي نقرب ذلك قليلاً، يمكن لنا أن تأمل شيئاً مشابهاً مما يحدث في السياسة ــ فقد أثبت علم النفس، منذ وقت مبكر، أن لا فصل بين أنشطة الإنسان المختلفة(2) ــ فحين خرج عبد الملك بن مروان على القوانين التي كانت تعتبر عبد الله ابن الزبير خليفة شرعياً، تم اعتباره متمرداً خارجاً فوضوياً يستحق الشجب، حتى إذا ما انتصر وحقق النتيجة المرجوة، تم اعتبار تمرده نظاماً يضع القوانين لما يكون وما لا يكون (3).
كل عام وأنتم بخير
أسرة ألف تنهئ قراءها بالعام الجديد
سيعود الموقع لقرائه
3 / 12 | 2015
جدل الروح والجسد في رواية “حُرمة”
في رواية “حرمة”، لعلي المقري الصادرة عن دار الساقي 2012، تحضر الصفة ويغيب الاسم عن شخصيتها الرئيسية. استخدام الصفة “حرمة” له دلالة رمزية تفتح باباً للتنميط والتعميم. أما أختها “لولا” فأصلها “لو” رُكِّبت مع “لا”. وهي حرف يدل على امتناع شيء لوجود غيره – الثقافة الذكورية.
• نعم، لم يكن هناك نضج في أدوات التغيير وهذا طبعا ليس قصورا في السوريين أو المصريين أوغيرهم (التونسيون مثلا أكثر نضجا من غيرهم وأدواتهم أكثر تكاملا) ولكن القضية هي أن قوى المعارضة في مصر وسوريا مثلا لا تمتلك تجربة سياسية منظمة،)
يوجب الكاتب توثيق ذاكرة الثورة السورية، وينوه على خطورة الاكتفاء بإحصاء أرقام الشهداء، كي لا يصبح الشهداء أرقاما مجردة، بل يجب أن يكون لهم سجلهم الخاص النابض الذي يحفظ حكاياتهم ورواياتهم فيها، وضرورة الالتفات إلى الجانب الإنساني في مناهضة الديكتاتورية ومناصرة الثورة، والتركيز على الأهداف التي قامت من أجلها بعيدا عن حالات التطرف والتشدد التي اجتاحت تاليا، بحيث وضعت الثوار بين خيارات صعبة،
و هكذا بدأت رموز تحمل معنى التحدي و المواجهة تبرز على السطح مثل الصخرة، الحجر، نجوم معلقة في السماء.
و في هذا المنعطف السياسي المهم أيضا دخلت لشعره صور قيامية مع صوت عنفي و تدميري. يتكلم علنا عن فلسفة المربعات و الدوائر المغلقة. و من ذلك قوله في قصيدته المعروفةالتي تنشدها فيروز (لي صخرة):