في منطق التطور، كما بالنسبة الى الجحافل المتحكمة بالمصير البشري، الحياة تتقدّم الى الأمام. فالعولمة والعلوم الى ازدهار، وكذا الاختراعات، والتكنولوجيات، والاكتشافات الطبّية، والترف المجتمعي، والغنى الفاحش، ومستوى العيش، وإطالة العمر، و"تأخير الموت"، والديموقراطيات، والحريات، والأفكار، وسوى ذلك من علامات الأزمنة ما بعد الحديثة.
في منطق التطور نفسه أيضاً، لكنْ من وجهة نظر معاكسة، الحياة تتقهقر نوعياً ومادياً. فاتساع الهوة بين الشمال والجنوب، والجوع، والمرض، والفقر، والتصحّر، واختلال التوازن، والقتل، والموت، والحروب، والحقد، واليأس، واليباس الروحي...، هذه كلّها الى ازدياد. فإلى أين؟
هل كان حساباً قام به الأبالسة جعل الإبرة التي عبث بها الطفل ابن الثلاثة أعوام تخترق مركز حدقة عينه اليمنى؟!،من الكف بعبث مروراً بالهواء حتى الاقتراب من العين،ركزي على مركز الحدقة،انطلقي.
لو أن أحداً قام بالتعيين لساعات وكان بطل العالم في الرماية لما استطاع أن ينفذها بهذه الدقة!!،ولو أن الإبرة حادت قليلاً لكان بالإمكان أن لا تطفأ الشبكية إلى الأبد.
غرز إبرة أرق من الشعرة في بؤبؤ العين سيولِّد عذاب عمرٍ كامل.
لو كان بالإمكان أن لا تشتري فتاة التفاح حبة الشوكولا بالقرب من كلية الحقوق التي تتهامس فيها رائحة الكتب وأشجار الزيزفون
يظهر سامر المصري في إعلان مسلسل (الشام العدية) لإياد نحاس متجهّماً مع حفنة من المرافقين أشبه بـ «الشبّيحة»، ويقدّم نفسه على أنّه «أبو حجاز.. سيد مَن ضرب شنتيانة بالشام كلّا»، مطالباً الجمهور بعرض «مراجله» على روتانا خليجية!! ولمَن لا يعلم، فإنّ «الشنتيانة» التي يلوّح بها المصري في الإعلان الأثير هي سلاح أبيض يستخدمه «الزعران» و«البلطجية» عادةً في الشوارع، ممّا يتنافى مع شخصية أبو حجاز الوطني الذي يبذل دمه في سبيل البلاد دون تردد..
المهم، يبدأ المسلسل بمشهد يمكن وصفه بالسريالي، عندما يتهادى أبو حجاز بحصانه أمام كتيبة كاملة من الجيش الفرنسي، غير عابئ بوابل الرصاص الذي ينهال عليه كالمطر دون أن يصيبه، على الرغم من
إن مرور امرأة ما في الشارع تبرز ما تيسر لها من مفاتن جسدها؛ يكفي بحد ذاته ليجذب كل من فيه إليها، فترى الناس يركزون نظرهم ويثبتون حركاتهم وتتجمد أقدامهم، لتعزف القلوب والأحاسيس على إيقاع ذلك الجسد المرصع بجمالية الشهوة، وإن كنت ماراً عن بُعد يمكن لك أن تستنتج بأن هذه النظرات الموجهة َبدقةِ السهم إليها ليست
من الملفت للانتباه ما حظي به الشاعر الكبير محمود درويش من اهتمام في وسائل الإعلام سواء في حياته أو مماته، وليس محمود درويش فقط من نال هذه النجومية، فهناك محمد الماغوط الذي أُنتج عنه عدد من البرامج التلفزيونية بالإضافة إلى عدد كبير من اللقاءات والحوارات الصحفية والتكريمات التي (نَالتهُ) قبل وفاته. وفي احتفالية دمشق عاصمة الثقافة كنا نقرأ شعر نزار قباني على اللوحات الطرقية في شوارع دمشق فتشعر كأنك تسير في (يوتوبيا) مدينة الشعراء المُتخيلة، وبشكل دائم تظهر تسجيلات قصائده على شاشة التلفزيون، حتى أن بعض المقاهي تكتب مقاطع من شعره على فناجين القهوة. ولا يخفى على أحد الاهتمام الذي يحظى به أدونيس من قبل وسائل الإعلام في حله وترحله وتصريحاته وكتبه وحتى امتعاضاته.
الحياة بدون غرائب مُملّة.. علماء التسلية.. شرّ الفتاوى ما يُضحِك...
كانت الأفكار قديماً تُحدد السلوك العام كنتيجة لعلاقات المجتمع، أو في شخص نبيٌ لديانة ما. أما اليوم، صار الذي قرأ كتاباً وحفظ بصماً بعضاً من البعض، صار يُسمى "عالماً"، و"العالم" الذي يُطوّر "ثقافته" الفقهية ببصم كتابٍ آخر يُصبح مُفتياّ، ويوجد الأكثر علماً وهو من حفظ بصماً بعضاً مما كتبه "بصّيمة" كبار، مثلاً: ابن (ميمون + تيمية ــ كثير % القيم ÷ باز × لادن) = .....
ومع تطور الزمن وتعقّد الحياة، نسينا نحن الجهلة معرفة الدخول للحمّام ومكان وضع إبريق التشطيف على اليمين أو على الشمال -طبعاً إن كان هناك ماء للشرب أولاً، ولبس الحذاء وشرعة ربط الحزام، وطريقة صناعة زبيبة وتذوق رمانة. وأمور أخرى تبقينا على الصراط المستقيم، كتقليم الأظافر حتى لا يختبئ تحتها الشيطان الذي يحرف استقامة صراطنا عنا.
قد تبدو الذكورية في مجتمعنا سلبيةً، ولكنها في أحيانٍ قليلة أخرى نجدها خادعة فتكون إيجابيةً رغم تطرف سلبيتها و مساوئها في العمق. وقد يبدو جزء من عبارتي السابقة للبعض مؤيدا لذكورة بيئتنا ولكنه عكس ذلك.
إن نسق الضعف الأنثوي في المجتمع قد سوغ لكلا الطرفين توظيفه وممارسته حسب المقام والسياق والإطار المرجعي الذي يحتكم له السالك / السالكة.
فالرجل يمارس سلطته عبر الرعاية والهيمنة، والمرأة أيضا تساهم في تحكيم هذا النسق وتوظيفه في مواضع متنوعة ومختلفة ومتداخلة لمصالحها !.
أصبح مفهوم الضعف الأنثوي وذاكرته المجتمعية عندنا أداة للمنفعة والاستحقاق
مقالتان يجعلانك تقع في حيرة حقيقية .. الأول لا يرى شعرا في مجموعة بروين حبيب الشعرية " أعطيت المرأة ظهري" والثانية تكيل لها المديح بحيث تجعلها شاعرة عصرها التي لايشق لها غبار.. أيهما نصدق، وكيف أصبح النقد والمراجعات النقدية للكتب مجالا للمجاملات والمصالح.. كيف نصل بالصحافة إلى حيز لا مجاملات فيه، ولا مصالح.. هذا الموضوع مطروح للنقاش للوصول إلى قيم حقيقية للنقد.ألف
بروين حبيب هذي الشاعرة
حسين بن حمزة
يكاد لا يعلق في بالنا شيء ونحن نقرأ مجموعة «أعطيتُ المرآة ظهري» (دار الريس) للشاعرة والإعلامية
أليس من العجيب أنّ الواحد منكم ينحصر تفكير بعضوه الجنسي و قد يكون تفكيره من خلاله أيضاً عند مشاهدة الأنثى أو التطرق لموضوع مرتبط بها ؟ أليس هذا شذوذ بحد ذاته ؟ أليست ظاهرة غير طبيعية؟ لماذا ذلك؟.
إنّ هذه الحساسية التي تعانون منها، صراحة لا توجد بهذا الشكل في المجتمع الحيواني. هل باتت الحيوانات قادرة على ضبط شهوتها أكثر من الإنسان الراقي العاقل ؟ هل الحيوانات تعي قيمة أعضاءها الجنسية أكثر من الإنسان الواعي المثقف ؟ هل أصبح المجتمع الحيواني أكثر رقياً من المجتمع الإنساني؟
أليس مثيراً للدهشة أن نؤكد أنّ قيام المعلمات بالتدريس هو ما يُسبب للبلد كوارث ، ويُدفعه ثمناً غالياً ؟!؟! أليس غريباً هذا الكلام ؟.
من يتكئ مثلي مساء كل جمعة وحدقتيه مصوبتان كفوّهة مسدس على قناة mbc1 وعقرب ساعته يزنّر رقاص مؤشره على إيقاع الحادي عشر .. سيعرف أن حديثي يشمل مسلسل درامي خليجي يحبطنا في نهاية كل أسبوع بحلقة أكثر إحباطا من أختها المعنون بـ" الساكنات في قلوبنا " ..