في خضم المجزرة التي ترتكب الآن في غزة تتبادر للأذن اصوات ناشزة تعتبر ما يحدث أمراً جرّت نفسها إليه حماس و كان بإمكانها ان تتجنبه. ولا نستغرب مثل هذا التفسير عندما يصدر عن جهات ذات مصلحة سياسية مرتبطة بالكيان الصهيوني كحال بعض الأنظمة العربية التي رفع عنها القلم، لكن ما يدعو للتأمل صدور مثل هذه الآراء العجائبية عن مواطنين عاديين ليس لهم حتى انتماءات سياسية محددة و لا ارتباطات بأية جهات حكومية. طبعاً لا بد من أخذ دور وسائل الإعلام الممولة من الأنظمة إياها بعين الاعتبار. لكن المسؤولية الجنائية عن دسّ مثل هذه السموم ليست محور اهتمام هذا المقال، و إنما السؤال: ما نقاط استناد مثل هذه الأجهزة الإعلامية في الوعي و اللاوعي العربيين حتى تلقى أذناً صاغية لدى البعض؟ ولا سيما أن أهم ما يسم المقولات المتداولة فيها هو انعدام التناسق الفكري و التضارب الساذج في سوق الحجج.
انطلقت اليوم الجمعة القادمة فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البحر السنوي ولمدة ثلاثة أيام 28-26 ) كانون الأول ( 2008 وقد تم اختيار مدينة بانياس مكانا لفعاليات هذا المهرجان، وستجري هذه الفعايات وفق البرنامج التالي:
اليوم الأول :
احتفاليات أعمال الافتتاح بالتشاركيات الفنية كافة :
1- النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية
2- أنشودة البحار : تلحين الموسيقار السوري : زياد عجان ,
عن نية الفنان فراس إبراهيم إنتاج عمل تلفزيوني
يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش
لن أتناول هذا العمل الذي ما زال في أطوار الإنجاز الاولى من وجهة نظر المقدرة التمثيلية للممثل فراس إبراهيم الذي ينوي تجسيد هذا العمل - كما تشير المؤتمرات الصحفية التي يعقدها و المقابلات التي يدلي بها- و لا من وجهة نظر المقدرة الكتابية للأستاذ حسن.م. يوسف. إذ لا أظن العوامل الشخصية هي العوائق الأهم، التي تجعل نجاح مثل هذا العمل مستبعداً، الأعمق فعلاً – من وجهة نظري- عوامل بنيوية تحكم عقلية إنتاج و تسويق الأعمال التلفزيونية في العالم بالعموم، والأعمال العربية و السورية بالخصوص.يوضح فراس إبراهيم في مقابلة أدلى بها إلى موقع إم بي سي أنه أجّل العمل على مسلسل يتناول حياة الأميرة ديانا لصالح العمل على مسلسل محمود درويش
ربما امتعض البعض من كثافة الجلسات العملية التي رافقت النسخة الرابعة من مهرجان الرواية العربية الذي يقام سنويا في الرقة، وكذلك في المهرجانات الأخرى، الأدبية والفكرية والفنية، وقد كانت هذه إحدى الملاحظات الجوهرية التي اتفق عليها معظم المتابعين، ولكن الرد الذي يسوقه منظموا هذا المهرجان (القاص ماجد العويد مثلا) يبدو مقنعا ومنطقيا، فهم، أي منظموا المهرجان، لايخططون لتنفيذ (مولد) ثقافي، كما يفعل الكثيرون، يقام ثم ينفض بلا آثار تذكر، إنهم يطمحون لإيصال هذه المهرجانات إلى حالة تقارب (المؤتمرات) يتجمّع فيها أهل الشأن ليناقشوا القضايا الإبداعية والفكرية التي تخصهم، وصولا إلى ورقة عمل مشتركة تفيد في دفع العمل الأدبي العربي وتطوره، ومن هنا كانت هذه الندوات تجمّع لتطبع في كتاب مستقل خاص بها.
على كل حال فقد حفل هذا المهرجان، والذي استمر ثلاثة أيام، بعشرات الدراسات والبحوث الأدبية والشهادات الخاصة التي حاول أصحابها
دعونا لا نفوت الفرصة لنستوعب كل كوميدية المشهد و مأساويته السوداء في نفس الوقت...أولا يؤكد البعض أن "الديمقراطية الناشئة" في العراق اليوم في امتحان "صغير" و لا شك ( ففي النهاية ما قيمة الزيدي الخاصة أمام كل من سقطوا حتى اليوم بيد "المقاومة" أو الأمريكان أو الشرطة الحكومية أو ميليشيات الأحزاب الحاكمة ) , يطالب آخرون بمعاقبة الزيدي , و آخرون يعتبرون أن سلاح الصحافي هو الكلمة , و كثيرون , كعادتنا كعرب , هللوا للحذاء الذي حاول إصابة بوش , الذي نجح بتفاديه ببهلوانية تستحق الإشادة , أكثر مما فعلناه حتى اليوم..في الواقع كعاجزين أو أشبه بالفاقدين لأية قدرة على الفعل , كان حذاء الزيدي أكثر مما كنا نتوقعه من زيارة بوش , لقد تمكن هذا المشهد المسرحي التافه بامتياز أن يصبح قضية خطيرة , أن يصبح قنبلة هيروشيما الخاصة بنا , أن يصبح لعبتنا التافهة لبعض الوقت قبل أن نعود من جديد إلى السكينة النفسية الانفعالية التي تعني ممارسة السمع و الطاعة باستخذاء أمام السلطة الخاصة بنا , بكل منا ,
أن نتتبع الحياة السياسية أو الفنية والاجتماعية من خلال عمل ٍ درامي ٍ فهذا شي ء جميل ، وأن نستمتع بالعمل الدرامي فهذه هي الغاية الأساسية ، وتأتي برأيي قبل الفائدة ، بما يحقق الغاية من الفن ، ويبدو أننا بدأنا نفتقد الفن في الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي استسهلت الفن كثيرا ً واتجهت إلى أمور ٍ لا علاقة لها به ، مثل الوعظ الاجتماعي ، أو الديني ، بمباشرة وبساطة ، وسطحية في معالجة بعض الأعمال ، و طرح الأفكار الجاهزة ، لمجتمع ٍ بدائي ٍ آن الأوان أن نلقي به خلفنا ، ونسير في درب التطور الحقيقي . والأخطر ملامسة الفكر الغيبي السطحي لفئة ٍ تحقق فائدة ً من ذلك . وإلا ما معنى أن يقول جهبذٌ في لقاء مع فضائية "الحرة " الأمريكية : مسلسل باب الحارة أعاد للمرأة أنوثيتها .. هكذا وردت أنوثيتها ، فإذا كان المسلسل أو القائمين عليه ينوون فعلا ً إعادتنا إلى ذاك العصر فهو أمر ٌ خطير ٌ فعلا ً ..
في نهاية عام 2008، ومع ختام فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، اختارت الأمانة العامة أن تستضيف الفنان والموسيقي الكبير مرسيل خليفة الذي سيحيي مجموعة من الأمسيات في دمشق وبقية المحافظات السورية، وذلك ضمن سلسلة حفلات يقيمها الفنان خليفة في مختلف أنحاء العالم تحية لروح الشاعر الراحل محمود درويش.
لن نفخر بأن أحدا من العراقيين رمى بوش بحذائه أو ببسطاره ، ولن نعتبر أننا حققنا نصرا كبيرا فإذا فكرنا بذلك للحظة فهذه الطامة الكبرى.
والفرح الذي عمّ الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، ما هو إلا تعبير عن الإحباط الذي يشعر به المواطن العربي الذي لاحول ولا قوة له أمام كم الاستسلام الذي يقدمه للغرب وأمريكا معظم القادة العرب .. هل عبر عن فشلنا في فعل أي شيء أمام الطغيان الخارجي والداخلي للمواطن العربي .. لماذا لم توجه الكندرة الثانية إلى المالكي ليقول أنتما معا أعداءنا .. لن نفخر بأن تكون أحذيتنا سلاحنا في الوقت الذي يتسلح العالم بكل أنواع الأسلحة ونحن ممنوع علينا حمل سكين مطبخ في مواجهة أي اعتداء ..
انظر الصور
في مهرجان من مثل هذا المهرجان، الذي أُحيي القائمين عليه والمشاركين فيه، يُفكّر المرء ما الذي سيقوله ويكون جديداً فعلاً غير تفرُّد التجربة؟ التجارب مهما تشابهت، تبقى مختلفة من كاتب إلى آخر.بدايةً أقولُ لم أكن في يومٍ من الأيّام كاتباً مُحترفاً. لم أجبر نفسي على ذلك. كنتُ أشعر دائماً أنّ عندي ما أقوله وطريقةً في قول ما سأقوله، لكنّ الوقتَ كان دائماً عدوّاً حقيقيّاً لي. فأنا كنتُ في عملي الوظيفي أشعر بأنّ شرف المهنة كان يتطلَّب منّي أن أكون على مستوى المهمّة البسيطة التي عيّنتُ فيها: رئيس مركز ثقافي في مدينة صغيرة، مساحته لا تتجاوز مساحة بيت عادي، كان هاجسي كيف أحوّل هذا المكان الصغير إلى مكان يتسع للثقافة بكلّ أشكالها وتجلّياتها.
عن هارون الرشيد أنه قال " الدنيا أربع منازل " دمشق و الرقة و الرى و سمرقند " نحن الآن نقف في نصف العالم لأن دمشق ليست بعيدة. المرحوم الكاتب الكبير الدكتور عبد السلام العجيلي كان نسيج وحده , قال انه بدأ الأدب كهواية, وهكذا يبدأ الموهوبون الكبار.لكن صار جداً ما لهونا به .... رب ّ جد جرَّهُ اللعب ... ولقد كان جاداً في إنتاجه كله , أكثر من أربعين كتابا تنوعت بين القصة القصيرة و الرواية و المقالات و الرحلات و الشعر, وجاداً في حياته الغنية, أكثر من وزارة, الثقافة والإعلام و الخارجية, وطبيباً لم ينقطع عن الرقة و أهلها فكان سجق كما قيل عن أيقونة الرقة.