يوماً بعد آخر، ومناسبة بعد أخرى يتداعى مفهوم التضامن العربي وينهار بأسى أمام الأحداث المتلاحقة، فيما تظهر الأزمات المتتابعة خواء مصطلح القومية والوحدة العربية من أي مضمون واقعي، ويبدو هناك شرخ كبير في هذا الجدار الأجوف الذي حاولت الجامعة العربية أن توحد العرب وراءه، وتنسج من حوله أسطورة الوحدة العربية المنتظرة. ولقد أعلن المندوب القطري، وبشكل غير مباشر، وفاة فكرة القومية العربية والتضامن العربي، وكل ذاك الخطاب القبلي البدوي التعبوي العصبوي العقيم الأجوف عن وحدة المصير، والهدف، والتاريخ المشترك، والذي خـُدِّرت به أجيال وأجيال من العرب. حسناً فعلت دولة قطر بالتصويت ضد ترشيح أحد أمراء الأسرة الأردنية الهاشمية الحاكمة لخلافة كوفي عنان لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة.
بعد انتهاء الحرب العدوانية السادسة التي شنتها اسرائييل على لبنان، دخلت الأقلام الصحفية في مواجهة مفتوحة لحسم الجدل الكبير حول نتائج هده الحرب، ولمن تؤول. و تضاربت بذلك المواقف؛ فالبعض، و الغالب على جانب المقاربات العربية التي تتدحرج جنبا الى جنب مع المواقف الشعوبية، يجزم بأن حزب الله قد أحرز انتصارا نوعيا على الجيش الاسرائيلي، محطما بصموده الأسطوري لطيلة شهر في وجه ماكينة عسكرية جهنمية مدعومة بالصمت الدولي و التخادل العربي.
سرق ونهب البلد وسكتوا عنه، وسكتنا نحن مجاملة لهم، لا ليس خوفا، كما يهمس البعض الآن، وهو يقرأ هذه الكلمات فنحن لا نخاف، ومم نخاف ، فهل من شيء يخيف في بلدنا الآمن والمطمئن؟ في بلدنا الصامد، بلد الحرية والاشتراكية والوحدة؟ في بلدنا الذي لا يسكت عن سارق أو ناهب لأموال الدولة، سوى عن هذا المارق عبد الحليم خدام الذي سرق ونهب هو وأولاده، واعتقد لو أنه استمر لبدأ أولاد أولاده الآن بالسرقة والنهب أيضا، باع الوطن، ولوث الوطن، وفعل ما فعل وهم ونحن ساكتون عنه بإرادتنا، اضحكوا وقولوا هذا الرجل يسخر منا . هل كان منكم من يستطيع أن يقول علنا أن عبد الحليم خدام سارق ولص حين كان نائبا لرئيس الجمهورية، ولكن وبما أننا بلد حر وديموقراطي صرنا الآن، بعد أن ترك البلاد هاربا وانضم إلى المعارضة، وأية معارضة،!
خاص ألفقد يبدو موت نجيب محفوظ طبيعيا وخاضعا لقانون الفيزياء البشرية ،وقد يبدو مثيرا عند البعض ومحرضا على الكتابة ،لاننا حريصون دائما على الاحتفاظ بالحياة ،، وان حضور الموت هو مفاجىء أبدا ،لذلك بكى الباكون بحرقة وناح النائحون وحتى الذين لم يلامسوا عوالم نجيب محفوظ الاّ كونه ظاهرة ثقافية مصرية اكثر مما هي عربية !!!
علماني يتأهب لأخذ فتوى بنشر الكتاب ، المصري الذي بشجاعة امتدح المعاهدة ... ، شوبرت دائماً في الخلفية تذهب إلى مجال " لا شيء يعنيك من هذا" ، كانت هناك نهارات تبتدئ من رمادي ممدد ، الرائحة نفسها لمياه الكلور ، البرد الخفيف في "شبرا" أول الشتاء ، تعبر فوق كوبري شبرا في الغبش الصباحي ، مكان ما هناك ل اتعرف أين هو الآن ، تذهب إلى سلام " لا شيء يعنيك من هذا " ، هذه صورة رمادية لشيخ بعصا خشب شديدة الأناقة شديدة الصقل ، ببنطال مكوي جيداً و جوارب بيضاء ، يجلس بنصف استدارة إلى الكاميرا ، على كرسي من طراز " روكوكو" ما ، الشيخ كأنه سيهم بالوقوف الآن ، في أية لحظة ، هكذا محني الظهر قليلاً منتبهاً كأنه يتأهب ، للصورة ربما ، ، ، ، تذهب إلى ذاكرة أن ثمة شيء ما في المصريين لا يعنيك ، عمارات من طراز باريسي في " غاردن سيتي " و لكن ببواب نوبي ، البواب نوبي دائماً
رحل الأديب الكبير ، رحل بعد أن رقد مريضا في المستشفى لفترة طويلة، ولكن رحيله جاء في فترة حرجة من فترات الشعوب العربية وهو الذي كتب عن مصر، عن حروبها الصغيرة والكبيرة، عن حكاياها الصغيرة والكبيرة، رحل مع أكبر حكاية من حكايات العصر، حكاية تشرذم ، وانحطاط العرب بأنظمتهم وشعوبهم. أقول وشعوبهم لأنه لو تكن الشعوب في معظمها منحطة لاستطاعت الوقوف بجرأة والقول أنتم غير مرعوب بكم بيننا أيها الحكام الخونة.. المترردون، المرتدون والجبناء.
لم تمت الذاكرة الثقافية العربية ليتطلبنا الأمر أن نسعى إلى إعادة انتاجها من جديد ، إلا أنها تعاني من الوهن المتلازم مع جوانب أخرى للأزمة ليس أولها الاقتصادية و لا آخرها السياسية . و هذا الوهن ناتج عن خلل زمكاني وجودي يقصر المفكرون و الباحثون عن تحليل أسبابه و إن كانوا يُجمعون على أن السبب الأول هو سياسي بالضرورة . نعم ، إن الذاكرة الثقافية العربية تختزن العجز الناتج عن الخصي السياسي إثر َ غزو المغول بلادنا و سقوط بغداد منذ زمن غاب في ذاكرتنا الثقافية لكنه لم يتركها سليمة من الخدش بل الشرخ الذي لا يُمحى .
باستثناء لقاء عابر مع رشيد الضعيف, تمنيّت لو أنه لم يحدث, لحسن الحظ لم ألتق بأي من مشاهير الدرجات الأولى والثانية حتى اليوم. مع أن نصف أبناء جيلي ووسطي السياسي_الثقافي يتحدثون بلا هوادة عن علاقتهم الشخصية والحميمة برياض الصالح الحسين وبعد اليوم سيتحدثون بنفس الحماس عن محمد الماغوط.
مؤلف نرويجي مشهور عالميا يهاجم دولة اليهود ويتنبأ بدمارها وعودة مواطنيها الى الشتاتيوستن جاردر مؤلف نرويجي نال شهرة عالمية بعد أن ترجمت روايته الفلسفية "عالم صوفيا" الى أغلب لغات العالم. كتب المؤلف مقاله في الأفتنبوسطن النرويجية فأصاب النرويج بهزّه ثقافيه ذلك أنه يزعزع بمفاهيمه الأنسانية وطريقة تفكيرة العقلانية الأساس الثقافي المقدّس للأعتقاد الثابت في المجتمع بأنّ أسرائيل موطن شعب الله المختار وأنّ دولة اليهود كانت تحقيق لنبوءة أشعياء عن نهاية العالم وأخر الزمان. كما أنه يواجه المجتمع بمفاهيم المساواة ويذكّر بأنّ مفهوم شعب الله أنما هو مفهوم عنصري لا يؤمن به الشعب النرويجي.
خاص ألفلو كانت تدري المليكة فيروز أن لبنانها الأخضر سيصبح أصفراً محترقاً بنيران الصواريخ, والقنابل التي تلقى على كاهله المتعب من قبل طائرات همجية, وأحمراً قانياً بدماء مئات الأبرياء, وآلاف الجرحى الذين يتوسلون الشمس لتضمد جراحهم التي مل القدر اللبناني من شفاءها فوهبها للسماء قرباناً على مذبح مسيح السلام, لو كانت تدري. ما كانت تغني لبنان الأخضر...لبنان.