الظهير، الألف، الأيدي المتضاعفة سبع مرات،
أبو الهول، برج الأسد، لوكوموطورا،
الروبيديوم، آب، و أيلول-
و حين زعقت بملء صوتك ، يا بروميثيوس،
ألم تحضرا لك النار؟.
قبضت هيلين على المقود و اتجهت به يمينا ثم ابتعدا عن الطريق و ضربا شجرة. معظم الرجال يتوقفون مباشرة في مثل هذه الحالات، و لكن ليس تانير. أول ردة فعل له أنه أمسك بها و ضغط على يديها و سألها هل هي على ما يرام. و اعتذر منها و بدأ يبكي لأنه أخطأ معها. و سمحت له بذلك. ثم انتصب بقامته و صاح آ، آ، آ، و اخترع قصة عن حادثة كاد يصدم بها غزالا و لكنه ضربه: يا له من كذاب. كم هو كذاب مبدع و هذا شأنه دائما. انظروا للطريقة التي يكذب بها أمام المحلفين في المحكمة، ألا يكذب إذاً على نفسه. و لكنه كان يحبها. جلس في المقعد الأوسط و هكذا لم يكن من المفروض على هيلين أن تجلس على المقعد المجاور للسائق.
رئتايَ تمتلئانِ بالبُخار.
عرقٌ يغطِّي وجهي
ثمَّ يسَّاقطُ على صَدري.
عُنقي وكتِفَايَ تؤلِماني.
لستُ متأكِّداً حتَّى من يقظتي
أُمسِكُ بالحافَّةِ السَّاخنةِ للمِقعَد.
يبتسمُ السَّائق.
بِنطَالهُ مرفوعٌ فوقَ ركبتيه،
ربلَتَاهُ العاريتانِ تلمعانِ في الحَر.
قمت بتكسير علبة زجاجية و سمحت للماء بأن يسيل!. و يبدو أن إلهاتن يأتي و يذهب على هواه. ثم، أخيرا: ماذا يتكون من النار بعد أن تلتهم الخشب!. هناك شيء سحري في الخير؛ و لكن يوجد شعوذة في الشر. كان مظهره عاديا جدا، إنه رجل مستقر و خامد الملامح بعينين باردتين و لا تثيران الملاحظة أو الانتباه.
هل قمت بتدريس الفضائل مرة كل يومين لعدد من الكهّان الذين لا يعترفون بالمعروف؟.
يا للسحر الموجود في الخير، و الشعوذة التي في الشر، ثم: كيف تدفع أسياد الجريمة للتطوع؟
اسمع- الرجال و الكلاب و غيرهم من الخنازير البرية سوف يلاحقونك و يلقون القبض عليك!.
يمرّ بي شحّاذون كلَّ دقيقةٍ، عازفو قيثاراتٍ، عاهراتٌ قبيحاتٌ،
مثليّون ومثليّاتٌ، بناتٌ بسيقانٍ مغسولةٍ بحليب الزهر، وشورطاتٍ أميريكةٍ،
رجالٌ يلوكون علكةَ الحضارةِ فيما يسوقون كلابهم إلى جانب صديقاتهم الحديثات،
رجال بوليس مستعدّون لبيعِ أخواتهم برشوةٍ غير بليغةٍ،
مُدمنو مُخدّراتٍ رديئة،
لصوصٌ مكسيكيّون يخطفون اسمكَ وأنت لا تشعرُ.
في الآونة الأخيرة تداول البريد الإلكتروني بعض القصص القصيرة جدا المكتوبة باللغة الإنكليزية بأقلام شابة غير معروفة.
وأول ما يلفت النظر في هذه النصوص أنه لم يسبق نشرها. وأنها تدور في حلقة جماعة خطاب بعينها. وأخيرا أنها تتوسل للتعبير عن دورة الحياة ورتابتها وضجرها بعبارات ومفردات متكررة. وكأن الحياة الشخصية للإنسان مجرد عبث ورتابة وسقوط في حكمة لا جدوى منها.
.
و بالمقارنة. لقد تعامل الريماوي مع عمّان من مدخل نفسي تصويري، بعكس نظيره عبدالرحمن منيف مؤلف " سيرة مدينة" والذي لم يغفل في كتابه شيئا.. من المقابر وحتى الأسواق. من داخل البيوت وحتى الشوارع. كانت عمان بقلمه ملونة وتسبح في بحر من الإضاءة و كأنها امرأة متبرجة. غير أنها عند الريماوي تغطيها ستارة من الضباب المقصود. وكان اهتمام منيف بالسيرة الذاتية والتوثيق يقابله عند الريماوي اهتمام بالتحولات الاجتماعية والحضارية. وأوضح دليل على ذلك قصة ( عودة عرار ) التي تنظر للمدينة بعيون رجل ميت عاد للحياة.
قال:" أعلم". و أظهر القليل من العاطفة. ربما التعاطف، و لكن ليس الدموع. وقفنا مجددا صامتين، و لم أعرف ماذا أقول غير ذلك. ثم نفخ البوق مرة ثانية، فنظر إلى الخلف، و قال:" علي أن أغادر. وداعا، يا أخي الأصغر". و تردد، ثم اقترب و لف ذراعيه حولي، و بقوة. شعرت بخده يضغط على خدي بينما كنت أعانقه بالمثل. قال:" أصغ لي، الحياة قصيرة، لذلك افعل ما بدا لك، هل أنت معي؟". هززت رأسي، فانسحب و عاد إلى السيارة.
لماذا الكستناءُ تظلُّ مثلَ النساءِ الجالساتِ على رصيفٍ ؟
هو العُـمْـرُ
الذي وهَـبَ ارتفاعَ الأغاني ، ثمَّ أوشكَ ...
أيُّ معنىً سأسـألُـهُ ؟
كأنّ يداً تهاوتْ على شفتي
وقالتْ : أيّ معنىً ؟
وفي حانات لندنَ ، كان شخصٌ يتابعُ خطوتي ؛
وأنا بريءٌ :
كنت متعبة و منقبضة القلب في تللك الليلة، و أنا في الفندق، لذلك خرجت إلى الشارع و جلست في بار بالجوار. و مع أنني توقفت عن التدخين من شهور مضت حاصرتني شبكة من خيوط الدخان. ثم اقترب مني رجل أمريكي لا أعرفه و قدم نفسه لي و انضم لمجلسي. إنه مايكيل. و معا أنا و مايكيل راقبنا كيف كانت الأمسية تأخذ مجراها في الميدان أمامنا. و لمحنا رجلا يعرج و يشاحن صديقه الذي واصل التقاش معه ليقنعه بالتوقف عن الشراب، و العودة للمنزل. و انحدرت امرأة في الشارع بحذاء له كعب عال و ببذة رمادية، و كانت تشتم. و قالت صديقتها للغرباء المحتارين من سبب الشتائم:" لقد كانت على متن القطار". و رفس رجل نافذة شقته. فحضرت الشرطة في لمح البصر و دعته للصمت و الإخلاد للسكون. و وقف زوج كانا بنصف ثيابهما في نافذة مفتوحة فوق مطعم للبطاطا المقلية و السمك.