توقف عند الحركات الاستعراضية التي يُمارسها بوتين عادة مع الزعماء الآخرين الذين يلتقيهم بتعمده التأخر عن موعد اللقاء؛ مع ذلك دام اللقاء بين الرجلين أكثر من ساعة ونصف بشكل انفرادي، لم يكشف عما دار فيها، وساعتين أخريين مع وفدي الطرفين، لكن ما كشف عنه المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان في عقب القمة بيّن أن مساحة التفاهمات الأولية كانت ضيقة، ومن غير المعقول أن يكون هناك ما هو مهم ولم يُكشف عنه، فليس هناك من سر ذي طابع سياسي،
لقد توصل النقد النصي لسفر القضاة منذ وقت مبكر إلى أن أحداث هذا السفر قد جرت في منطقة المرتفعات (أو الهضاب) المركزية فيما بين وادي يزرعيل (أو مرج ابن عامر) في جنوب الجليل وبيت إيل الواقعة على مسافة قصيرة إلى الشمال من أورشليم، وهي المنطقة التي قامت عليها فيما بعد مملكة إسرائيل – السامرة. والصورة التي ترسمها هذه الأحداث لمجتمع ذلك العصر، هي صورة مجتمع زراعي رعوي يقوم على اقتصاد الأسرة والقرية الصغيرة. ونظراً لعدم وجود المدن الكبرى التي طورت مجتمعاً حضرياً مركباً،
دفنا هنا هو عدم إعادة كتابة تاريخ أحداث أوائل الثمانينيات، بل على النقيض من ذلك، هدفنا هو إلقاء الضوء على مورفولوجية الأزمة الحالية، من خلال الكشف عن سلسلة من أوجه التشابه والاختلاف، بين هاتين الحلقتين من الاحتجاج والعنف. وعلى هذا الأساس، سنتناول ثلاث نقاط متتالية تبدو ضرورية لنا في فهم الجوانب الداخلية للثورة السورية، وسنقوم بتجنب الحديث عن لعبة الجهات الفاعلة في الأحداث، سواء الإقليمية أو الدولية، وبالتالي فهي غائبة عن هذه المساهمة (3). بمعنى سنقوم بدراسة النقاط التالية:
و
يدخل كتاب (النص وسؤال الحقيقة - نقد مرجعيات التفكير الديني)(1) للمفكر الإسلامي ماجد الغرباوي في مضمار موجة التنوير الثانية التي بدأها الكواكبي وتابع معها علي عبدالرازق وآخرون. فهو لا ينكر الوحي ولا الكتاب المقدس (القرآن) كما هو حال صادق جلال العظم وطيب تيزيني ومحمد أرغون مثلا*، ولكنه يشكك بطرق انتقال وتداول الأفكار الدينية، وبهالة التقديس التي أضفاها أنصار الظاهراتية في التفكير والتفسير.
كسرة الرقيم الأولى:
[عدة أسطر تالفة في البداية]
لقد أعطاه إيا كل الحكمة ليفسر مشيئة الآلهة،
أعطاه الحكمة ولكنه لم يمنحه الحياة الأبدية.
في تلك الأزمان، في تلك السنين، كان حكيماً وابناً لإيريدو؛
خلقه ليكون روحاً حافظاً بين بني البشر.
حكيماً كان، وأمره لا يعارضه أحد؛
ذكياً، فائق الحكمة، كواحد من الأنوناكي؛
والحقيقة أن غضب الهيئات الدينية التي تركت لها حرية التعبير عنه ضد (أولاد حارتنا) كان يعكس غضب ورفض النظام السياسي الذي كان أول من أدرك مرامي الرواية وأنه كان مستهدفًا بها، لكنه تخلى -كما قال نجيب محفوظ نفسه- عن استهداف الرواية لقوة أشد عنفًا يمكن أن تهدمها، هي قوة المؤسسات الدينية. وقد قال محفوظ حول ذلك: “… هذا عمل سياسي في المقام الأول، عمل يقدم رؤية سياسية، والمقصودون بالعمل فهموا معناه، وعرفوا مَنِ المقصود بالفتوات، لذلك أرجح أنهم كانوا وراء تحويل الأمر إلى الناحية الدينية؛ لكي أقع في شر أعمالي
هذه البساطة في استخدام اللغة اليومية العادية والأحاسيس العفوية الصادقة في التعبير بالشعر سمة امتاز بها الشاعر في تجديده بين وسط شعري من الجزالة والبحث عن الصور المصنوعة والمحبوكة بعناية امتداداً للموروث الشعري المتواصل . لكنه رغم ذلك يرتقي في قصائد أخرى مستوى رفيعاً من الأداء الشعري ، ليقدم لنا لوحات فنية مرسومة بالكلمات بدقة كي نشاهد ونرى باللغة والتخيل والمعايشة الحسية ، كما نشاهد في قصيدته (مربع الشمس .. مزاح الفضة .. يصبح الخلود) :
قام آلهة كُثر بتزوج شقيقاتهم في الميثولوجيا المصرية. شي وتفنوت، جيب ونوت، أوزيريس وإيزيس، ست ونيفتيس. قلد الفراعنة هذا التقليد. كان أب وأم الملك توت عنخ آمون على سبيل المثال أخوة. أدى هذا التزاوج داخل العائلة إلى المعاناة من التشوهات والأمراض الجينية. لكن لا توجد أدلة تُذكر على انتشار زواج الأشقاء والشقيقات في صفوف العوام. كان الجنس بين شقيق وشقيقته مسألة عجيبة، لكن لا تعتبر تابو.
لقد بدأت معركة المخرج مأمون البني إذن مع نظام الأسد منذ تخرجه، إذ كانت رغبته سبر المجتمع السوري من قاعدة الهرم، أي تحقيق أفلام عن عماد المجتمع -المرأة والطفل والعامل- لكن ردة فعل النظام كانت قوية، فقد منعوا فيلم (البترول) عن عمال النفط في رميلان عام 1976، أما فيلم (المرأة الريفية) 1979، وهو فيلم تسجيلي عن المرأة الريفية في منطقة الغاب 18/د، فقد مُنع -أيضًا- مدة 8 سنوات،
وفي حين كان يصعب، في «الاستشراق» و«تغطية الإسلام»، أن نميّز موقف سعيد من موقف الفكر القومي الصريح، حيث سرديات الإثم الأوربي والبراءة غير الأوربية، فإن ذلك قد تغيّر بصورة دراماتيكية بدءًا من العام 1984 تقريبًا، ليغدو رفضًا متزايد الحدة للقومية، والحدود القومية، والأمم ذاتها، على نحو يبلغ حد التطرف في بعض الأحيان ويدعو إلى الاحتراس شأن الموقف المتطرف السابق. ومن مبالغات سعيد في هذا الشأن جزمه الذي كاد أن يكون مطلقًا