القطيع هو أعلى جماعة اجتماعية يمكننا أن نراقبها عند الحيوانات . وهي تتألف على ما يبدو من عائلات , ولكن العائلة والقطيع في تناحر منذ بادئ بدء , وكل منهما يتطور باتجاه معاكس لتطور الآخر. وهذا يعني أن القطيع والعائلة عند الحيونات العليا لا يكملان بعضهما بعضا , بل يناقض بعضهما بعضا ويظهر ذلك بوضوح أن لحمة القطيع تضعف أو يقضى عليها مؤقتا أثناء فترة الهيجان الجنسي , ومع التطور والاصطفاء الطبيعي والذي كان الإنسان أساسه ونواته بدأ بتنظيم العائلة ,
"استغناؤك عن الشيء خير من استغنائك به لأن الحاجة إلى الشيء افتقار إليه والمفتقر إلى الشيء عاجز عنه" قول مأثور
مجموعة من الأحداث الهامة حصلت في الأسابيع الأخيرة تركت العديد من الدلالات والتوصيات كفيلة بأن تؤثر على الوضع المستقبلي للمنطقة في الشرق الأوسط الكبير وربما قد تعجل باندلاع حرب أخرى بين الغرب والشرق على غرار التحرشات المعتادة والتصادمات السابقة.
1 ـ السيرة النبوية(1). الوحي والقرآن والنبوّة:
في مقدمة كتابه "الوحي والقرآن والنبوّة" يقول المؤرخ التونسي هشام جعيط بأنه يرغب في إعادة كتابة السيرة النبوية بطريقة علمية مغايرة لكل السّير التي كُتبت قديما أو حديثا. فهو يَعِدُ القارئ العربي، أو الغربي اللائكي الذي يبحث عن عمل تاريخي مغاير وبديل لتواريخ السيرة المكرّرة دون ملل عبر الأجيال، بأنه سيطّلع هذه المرّة على تاريخ يتصف بالموضوعية والدقة العلمية.
يشكل أدب مراثي المدن المدمرة جنساً خاصاً في الأدب الرافديني، ولدينا عنه نماذج عديدة منها: لعنة مدينة أكاد، ومرثية سومر وأور، ومرثية نفَّر، ومرثية مدينة أور، التي سوف نقدم فيما يلي منتخبات من سطورها البالغ عددها نحو 430 سطراً. يعود النص بتاريخه إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، وهو يصف الهجوم الكاسح الذي شنه العيلاميون الإيرانيون وقبائل السوبارتو البدوية على مدينة أور السومرية وتدميرها. ولكن كاتب النص لا يصف هذا الحدث في سياق تاريخي، بل في سياق ديني، ويعزو الحدث بكامله إلى غضب الآلهة على المدينة واتخاذهم قراراً بتدميرها.
العمل الشعري الأخير لأدونيس: تاريخ يتمزق في جسد امرأة (دار الساقي2007)، يمكن أن يكون تكراراً لقراءته للتاريخ شعرياً، والتاريخ العربي خاصة، بعد أن توالت قراءات أدونيس له نثراً في (الثابت والمتحول)، وشعرياً في أجزاء عمله الضخم: (الكتاب) عن حياة المتنبي وشعره.وهي قراءة تدين مجريات الماضي المتخذ هيئة التاريخ، و القائمة سياسياً علي سنن العسف والقمع والتغييب، رغم أن أدونيس نفسه أسهم في كشف الإضاءات المتقدمة لاسيما في الشعر الموروث (مختاراته من ديوان الشعر العربي) والنثر الإشراقي (دراساته عن المتون الصوفية في الصوفية والسوريالية وتنبيهاته علي المواقف والمخاطبات وسواها) وهي إشارات تند خارج الموجة الإجترارية والمحكومة بنسق سلطوي في هذا التاريخ الدموي كما يلخصه في(الكتاب)، أو كما يصفه في إحدي قصائده بأنه تاريخ معمّي وحطام، في زمن أعمي.
يواجه أي دارس للميثولوجيا المصرية صعوبة كبيرة تتمثل في انعدام النصوص الميثولوجية الكاملة التي تقص أحداثاً مطردة ومتسلسلة، وذلك على الرغم من وجود الكثير من الإشارات في النصوص الدينية والطقسية إلى أحداث ميثولوجية متنوعة، يُفترض أن كل مصري كان يعرفها عن طريق التناقل الشفهي من جيل لآخر.
إن نص أسطورة إنكي وننخرساج (أو ننهوساج) هو واحد من النصوص السو القليلة التي وصلتنا في حالة جيدة، ودون كثير نقص وتشوه في سطورها. كما أن القصة التي يقدمها لنا واضحة في خطوطها العامة وتفاصيلها وحبكتها. ولكن الخلاف ما زال قائماً حتى اليوم بين الباحثين بخصوص مؤداها ومضامينها الميثولوجية. يبدأ النص بفاتحة تصف أرض دلمون، وهي مكان فردوسي يسكنه إنكي إله الماء العذب وزوجته الأم- الأرض ننخرساج، وذلك في بداية الأزمان وقبل ظهور الإنسان:
المكان، مكان طاهر، [المكان مكان نظيف].
كلمة العلمانية(Secularism) في أصلها تعني "العالم" أو "الدنيا" في علاقاتها المحسوسة، مقابل الآخرة في علاقاتها الغيبية. فسلطة العلمانية تعني سلطة الدنيا على الدنيا، مقابل "الأخروية" التي تعني سلطة الغيب على الدنيا. ويتمثل مفهوم العلمانية ـ تطبيقياً ـ في ضرورة الإقرار بأن أمور العالم الحاضر، الذي نحياه، متأثر كل التأثر بعلاقات مفهومة؛ يمكن تحليلها وفهمها والتعامل من خلالها، لتحقيق مصالح الناس الدنيوية.
" خلق ثقافة جديدة لا يعني مجرد قيام كل فرد باكتشافات أصيلة بل يعني أيضا وبالتحديد نشر حقائق اكتشفت من قبل نشرا نقديا بحيث تصبح هذه الحقائق اجتماعية وتتحول إلى أسس لأعمال حيوية وعناصر تنسيق وتنظيم ثقافي وأخلاقي"
أنطونيو غرامشي
سأل الاستاذ سحبان سواح في آخر مداخلة له (ألف بتاريخ 6 / 10 / 2007) عن الأدب الأوروتيكي أسئلة وجيهة وحاول أن يدافع عن هذا الأدب مركزا على نفاق المعارضين لهذا الجنس الأدبي من التعبير الإبداعي ومشيرا على حق إلى أن أمتنا لما كانت واثقة من نفسها لم تكن ترى حرجا في الكلام على الجنس بل هي جعلته أحد أبواب الفقه الثابتة تشريعا لما يشبه الثقافة الجنسية بل والتربية الجنسية حتى كانت القاعدة لا حياء في الدين.لكن هذه الثقافة التحررية انحطت بمعنيين فهي انحطت ذوقيا فصارت برنوغرافيا في بعض الكتابات الشعبية التي لا يجهلها مسلم مثل كتاب الإيضاح في علم النكاح إل...وانحطت موقفيا فصارت حياءا منافقا وتزمتا قتل أسمى ذائقات الإنسان التي جعلها الله من الجزاء الأخروي.