بحماسة لافتة لكل ما هو أرضي، يفرد ديفيد ابرام في كتابه " تعويذة الحسي " الذي قامت بترجمته ظبية خميس، مساحة سجالية للكلمات التي نطقها سقراط في مسار فيدروس، أحد أكثر الحوارات الأفلاطونية أناقة وفناً، حسب تعبيره " إنني عاشق للتعلم، والأشجار والريف المفتوح لن يعلماني شيئاً، بينما الرجال في المدينة سوف يفعلون " وهو الأمر الذي تعانده المرأة/الشاعرة خلات أحمد، التي تتمنى أن تكون تينة أو توتة، إذ تتوق للتدثر بلحاء شجرة،
في العالم العربي، لا يزال حضور المرأة في الشارع العمومي يثير سلوكات ذكورية عنيفة، تنطلق من النظرةالمفتّشة الملحّة لتنتهي بالاغتصاب، مرورا بالمعاكسة والتحرش. مرد ذلك أن الفاعل الاجتماعي العربي، من خلال سوسيولوجيته العفوية، يحمِّل المرأة مسؤولية التفكك الأخلاقي والاجتماعي الذي تعاني منه المجتمعات العربية التي لا تفرض الحجاب أو الفصل الصارم بين الجنسين.
اشكاليات اللغة العربية اشغلت العديد من الباحثين ، وانا لست منهم ، ولكنها لغتي التي اتواصل عبرها مع القراء ومع الناس . لغة افكر بها واترجم ما افكر به الى آراء ومواقف ، ويهمني ان اصيغ افكاري بكلمات واضحة يسيرة الفهم وسهلة الوصول الى المتلقي ، ولا تفسر على وجهين ، ولا تحتاج الى من يترجم مفرداتها .
اذن ، مشكلة اللغة ليست مجرد قضايا اعراب وقواعد واملاء ، وليست موضوعاً معزولاً عن الحياة وعن الناس.
"إذا لم يبق دين قومي منفرد ينبغي التسامح مع جميع الأديان التي تتسامح مع غيرها بقدر ما لا تنطوي عقائدها على شيء مضاد لواجبات المواطن" جان جاك روسو في العقد الاجتماعي
الفرضية التي تحتاج إلى الاستقصاء والتدبر هي أنه لا يوجد إسلام واحد بل اسلامات بمعنى أنه ثمة تصورات متعددة للإسلام ولا يقتصر الأمر على تصور موحد منسجم يعتنقه الجميع ويطبقه على أرض الواقع إذ هناك تفاوت كبير بين الإسلام في حد ذاته والإسلام التاريخي وبين الظاهرة القرآنية والفكر الإسلامي،
يرى الكاتب السوري المجد ياسين الحاج صالح أن أكثر العلمانيين العرب الخالصين لا يبالون بالديمقراطية، إن لم يصطفوا صراحة إلى جانب الاستبداد. وغاب عن باله أن الاستبداد نفسه ليس علمانيا. وإذا كان ثمة حين من الزمن، لبس فيه الاستبداد في بلد من البلدان (كسورية، مثلا) لبوس العلمانية، فليس ذلك لأن العلمانية من جوهر الاستبداد، باعتباره نتاجا لحركة التحرر الوطني، التي كانت مرتبطة ارتباطا جوهريا بالمعسكر الاشتراكي كانت لا بد وأن تساير المزاج السائد، ناهيك، في مثال سورية، عن أن الاستبداد كان عرضة لهجمات من أطراف غير علمانية، فوجد في الأخيرة سلاحا له في مواجهة تلك الاعتداءات.
جمع الجاحظ في اسمه الذي اشتهر به (أبو عثمان عمرو بن بحر محبوب الكناني الليثي البصري) وفي أفعاله من حيث هي تعينات ذاته الحقيقية كل ما ييسر تأويل أعراض الأحوال الحضارية التأويل المكين عندما تكون فاعلة وتشخيص أدوائها التشخيص الأمين عندما تكون منفعلة. لذلك فإني لم أجد أفضل منه قابلية لأن يكون باسمه ومسماه موضوع أبدوعة Fiction تمثل للحال التي عليها وضع الفكر في الحضارة العربية الإسلامية من حيث هي عينة من الوضع الفكري والثقافي للحضارة الإنسانية.
في أسطورة الخصب الرافدينية، وطقوسها المتصلة بدورة حياة الإله دوموزي، الذي يمثل روح الإنبات التي تقضي نصف السنة في العالم الأعلى عالم الأحياء، ونصفها الآخر في العالم الأسفل عالم الأموات، لم تطلعنا النصوص المرتبطة بهذه الأسطورة عن سبب موت دوموزي، ولماذا صعدت عفاريت العالم الأسفل لتقبض عليه وتسوقه إلى عالم الظلمات. وهذا ما يتصدى له نص هبوط إنانا إلى العالم الأسفل، الذي سنقدمه فيما يلي.
إن تداخل الأشكال المذكرة والمؤنثة في المعمار العربي-الإسلامي ليس اعتباطيا، بل إنه يرمز في بعض الأحيان إلى الوقاع نفسه، وهو الشيء الذي يمكن التأكد منه في وصف بورديو Bourdieu للدار "القبايلية" (منطقة القبايل) في الجزائر. يقول بورديو: "وسط حائط الفصل، بين "دار البشر" و "دار البهائم، تنتصب الركيزة الرئيسية التي تدعم الجائز الأساسي (اسلاس، الماس، بالأمازيغية، وهي كلمة مذكرة)، بل تدعم هيكل الدار كله. ويُماثل الجائز برب البيت بشكل صريح بينما تماثل الركيزة الرئيسية، وهي جذع شجرة مزدوج الفروع (تيغجديث، كلمة مؤنثة)، بالزوجة (…) أما تداخلهما فيصور التناكح". لا يتعلق الأمر هنا بتأويل. فالتطابق بين الجائز والزوج من جهة، وبين الركيزة والزوجة من جهة ثانية ليس فعل قراءة، أي قراءة لظاهرة معمارية-ثقافية من طرف باحث خارجي. لا يتعلق الأمر هنا بالامتياز الإبستمولوجي للملاحظ الأنثربولوجي.
تمهيد:
كثر الكلام الساخر من كل شيء يمت إلى تقاليد الشعوب العربية عند نخب الليبرالية العربية بأساليب الطنز والتقزز اللذين يعبران عن تأفف الأغنياء الجدد تأففهم من أصولهم وقراهم التي لم يغادروها إلا منذ قليل سعيا إلى تصديق أنفسهم بأنهم صاروا من أشراف الحواضر ! ثم صاروا يصفون المحافظين على التقاليد أو المتعاملين معها بحذر والمدركين لشروط الإصلاح المستقل وغير المغترب بكونهم مدمنين على التخلف والشعبوية. لكن لا أحد منهم يفهم أن المدافعين عن قيم الأمة لا تهمهم التقاليد لذاتها بل لأمر يخفى عن سخيف .
" العلوم العقلية التي هي طبيعية للإنسان من حيث أنه ذو فكر فهي غير مختصة بملة بل يوجه النظر فيها الى أهل الملل كلهم ويستوون في مداركها ومباحثها. وهي موجودة في النوع الانساني منذ كان عمران الخليقة.وتسمى هذه العلوم علوم الفلسفة والحكمة..."
مقدمة:
ربما تكون أزمة الوجود التي اجتاحت اليوم الساحة التربوية إلى حد أنها شغلت بال المفكرين وحيرت عقول المتحاورين قدرا محتوما في نظر البعض من الواقعين المتشائمين وربما يستوجب فهمها والغوص في كنهها ..