إذن كونوا أجمل والتزموا الصمت، ليس الغذ بنهاية العالم. فابتهجوا بوجودكم دون استشعار العيش. قرقروا بكلمات الضغينة وابتلعوها دون مضغ لكن تحملوا مسؤولياتكم. سخرية قدرية؟ لا، ترون بأني متأسفة. وكل شخص لا يحصل إلا على ما يستحق، فالقدر ليس بجلاّدك.
إنك منزعج من هذه الكلمات التي لا تتقبّلها ومع ذلك تبدو مألوفة؟ ستتوقف دون شك عن متابعة القراءة؟ فإذا أجبت ب"نعم"، فابتهج فإنك لا تزال تتمتع بحسٍ سليم، لم يندثر كل شيء. إذن، حرية تعيبرك أم وهمك الأبدي؟
مضحك هو قدر الضحايا المستغلة بإحكام. كحوافر الأقدام، ما الذي يجلبه موقف السلبية المفرطة؟ وإذن، إذا لم تكن تعلم، فدعني أقول بأنه: "لاشيء". خذوا الوقت لطرح الأسئلة المهمة، لا تلك التي تهمسون بها آلاف المرات عبر قنوات لانهائية.
أغار من الأطفال، أخشى من تألّقهم، أخشى أن أكون قد غادرت الطّفولة!
مصابة بداء النّسيان، لم أحتفل بيوم مولدي. كنت مكتومة القيد. يمكن أن تكون ولادتي غداً.
لا أعرف إن كنت ذكراً أم أنثى، لم أتعلّم بعد مشاعر الجنس، والجنس الآخر
أحنّ إلى رحيل جديد، وقلبي معلّق بآمال تولد من جديد، وأنسى أنّ العمر ثوان لا تستحقّ العناء.
أحنّ إلى أشياء لم أرها، ولم أسمع بها علّ الدّهشة تعود إليّ، وأفتح فمي استغراباً .
تطاردني الأشباح، أركض أمامها، وعندما أنظر خلفي ولا أراها أعود لها ونبدأ السّباق من جديد.
لبست أثواب الحياة، قميصاً إثر قميص، أصبحت لا أعرف من أنا.
أسوأ الأشياء أن تمشي على خيط أرفع من السّراط وتبقى تتأرجح فلا أنت واصل إلى النّهاية، ولن تستطيع العودة.
أشعر برائحة أمي، زينب.
لو نبشت أوراقي من قبرها، كانت صديقتي، أرحل لها عندما أغادر الواقع.
يمكنني أن أعيدها.
قالت جدّتي :
ـ ما جئت لتستمعي لحكمتي.. ولا لتنصاعي لعبرتي ..
ولا لتصغي لنصيحتي ..
بل جئت لأحدثك عن طعم الفاكهة المستحيل ..
لذة ضخمة, مرعبة, مطاردة, محرّمة, غير شرعية.. لا يباركها الناس ولا تقرّها الأعراف ..
ولا يربّت على رأسها كتاب الله ..
* * * * * * * *
عانقيه حبيبتي..
و ستهدر كل محيطات الأرض في صدرك..
و ستبرق كل أعاصير الكون في قلبك ..
و سترعد كل عواصف العمر في جوفك..
و ستمطر كل غيوم السماء في رحمك..
عانقيه...
بكل عنفوان رغبتك
هذه القصيدة لكن أيتها النساء
اللواتي يستيقظن كشهرزاد
كل يوم بقصة جديدة ليحكينها،
قصة تُغنّي للتغيير
تأمل في المعارك:
معارك لأجل حب الجسد الموحد
معارك لأجل الشغوفات التي يثيرها يومٌ الجديد
معارك لأجل الحقوق المهملة
أو فقط معارك لعيش ليلةٍ أخرى.
نعم، لأجلكن أيتها النساء في عالمٍ من ألم
لَكُنّ، نجمات ساطعة في هذا الكون الأكثر ضياعاً
لَكُنّ، مقاتلات في ألفِ قتالٍ وقتال
لَكُنّ، صديقات قلبي.
ربما لأنني غالبا سكران أو شيء من هذا القبيل، ولأنني أساسا أكره حياتي ولا يوجد لدي خيار أفضل من العودة إلى البيت والسقوط في النوم على كنبة أمام التلفزيون بعد أن ألتهم فطيرتي دجاج ( بصدق في بعض الليالي تصبح ثلاثة)، سمحت لراعي البقر أن يدفع الفاتورة ويقودني إلى شاحنته. وبدأت بالزحف إلى داخل السيارة حينما قال: "أخشى أنه لا بمكنك ذلك". وأشار إلى عربة في الخلف. وافقت أن يربطني بالعربة الخلفية بجوار حمار.
قدمني راعي البقر لحماره العجوز الأحمق. ومن الواضح أنه هجين عنيد حقا، أو هذا ما قاله عنه، وهو يمرر اللجام فوق رأسي ويربط العصابة الجلدية فوق عيني.
قلت له:" ما هذا؟".
"ما هذا؟" سألت بريندا "ما هذا؟"
"مانيكان."
"مانيكان؟ أتقصد؟ . . ."
"أقصد أنني واقع في حبها."
"أوه، يا إلهي ، تقصد ذاك الشيء؟ ذاك الشيء؟"
"أجل."
"أنت تحب ذاك الشيء أكثر مني؟ كتلة السيليلويد، أو من أي هراء صُنعت منه؟ أنت تقصد أنك تحب ذاك الشيء أكثر مني؟"
"أجل."
"أفترض أنك تحمل هذا الشيء معك إلى السرير؟ أفترض أنك تقوم بفعل أشياء ل. . . مع ذاك الشيء؟"
"أجل."
"أوه . . . "
قالت بصوت ناعم كأنها تغرد: " كلا يا عزيزي" و ربتت على رأسي. ثم أضافت:" سيتحسن. فقط انتظر قليلا".
" لماذا تتكلمين معي بهذه الطريقة؟ و توقفي عن التربيت على رأسي".
في الأسبوع اللاحق حينما عدت من رحلة عمل، رأيت زوجتي وروجير نائمين في السرير، ومتعانقين تحت الغطاء الرقيق. والتلفزيون يعمل. وحينما حاولت استبعاد مخالب روجير عن الريموت كونترول لإطفاء الجهاز، قفز من السرير وطرحني على الأرض، وأنيابه تكاد أن تنغرس في رقبتي. أسرعت زوجتي لسحب روجير بعيدا وسألتني ماذا فعلت ليتصرف بهذا الشكل الغاضب.
ارتدت ثيابها، و تدبرت أمر جواربها، التي لا يمكن ارتداؤها بسهولة و سرعة، و سرحت شعرها إلى الخلف بعنف بأمشاط صغيرة.
كان إفطارهم على المنضدة حينما جلسوا- المقالي. و إبريق الشاي، و إنبيق من الماء الساخن، و إنبيق من القهوة السريعة التحضير. تركت أيضا طبقا صغيرا من اليوسف أفندي. و توجب عليهم أن يشرعوا بالطعام. أما هي فغالبا تتلكأ بحضور النزلاء في غرفة الطعام و تتكلم معهم عن أمكنة بعيدة- الشواطئ المرجانية، أو المناخات القاسية المختلفة في أجزاء بعيدة من أستراليا، أو الجبل المستوي في كايب تاون، حيث على ما يبدو تتكاثف الغيوم مثل غطاء المنضدة فوق ذروته. و لكنها لم تتحدث مع هذه الجماعة، و لم تمد رأسها من الباب لتسأل لو أنهم بحاجة لمزيد من الخبز المحمص أو القهوة.
أما كتابه (الخمس سنوات و الثورة الجزائرية) نشر لاحقا بعنوان (الاستعمار الذي يحتضر)، و هو وصف للثقافة العربية في الجزائر في نهايات الخمسينات، و التبدلات التي قادت إلى نجاح الثورة في الجزائر، و دفن الاستعمار الفرنسي هناك و تحرير الجزائريين. كتب فانون كتابه في السنة الخامسة من الثورة الجزائرية و ركز على موضوعات هي جزء من ثقافة الجزائر/العربية مثل الحايك، صوت الجزائر الحرة، نظام العائلة الجزائرية،
بلغت إبنة “تشرانغ-كان” الرابعة عشرة
وفيما كانت تتنزه ذات ربيع
اجتازت، عند مرورها، معبد”نان-تشراو”
فانحلّ شعرها المعقود أثناء سجودها طويلاً
أمام تمثال الإله “فو”
فسقط من رأسها دبوس ذهبيّ
يزيّنه طائر القرلي
ثم دخل المعبد أحد المتنزهين و كان شابّا
وبدون قصد منه وقعت عيناه على الجوهرة
ذات الألوان الزرقاء الغامقة فالتقطها.
-هل يردّها؟- إنه يجهل صاحبتها.
استنشق أريجها مرارًا و ظلّ في مكانه مرتبكا