زيارةُ الرئيس للكاتدرائية لتهنئة أبناء مصر المسيحيين، متمثلين فى قداسة البابا تواضروس الثانى، بعيد الميلاد المجيد، هى بمثابة صفعة مدوّية على وجه العنصرية والتطرف و«السخافة» التى صدعّنا بها مقاولو الوهابية فى الآونة الأخيرة. «ميرى كريسماس» كفر. تمنّى الرحمة للمتوفى المسيحى حرام، وهلم جرّا من قنابل موقوتة شديدة الانفجار، زرعتها فى أرضنا كائناتٌ تكره الحياة وتحارب المحبة التى تسرى فى شرايين مصر منذ الأزل وحتى الأبد، بإذن الله.
كنت المليكة والعرافة, وكنت سيدة القصر الأعظم, قصة عشق العرزال باتت قصيدة, رواية, لوحة رسمتها يد رائعة وشفاه أروع, والدفء الساكن هذه القصة يطغى ليعم البلاد, يداويها من جراحها, يطمئنها أن الحب باق, والسحر باق, وأن عرزالاً احتضن قصة عشق سحرية, قادر على خلق الحب والدفء, طل الصباح وماأرقاه صباح العاشقين, قبلاته تناثرت ياسميناً على جسدي, أبصرت ربيعي, نثرت الياسمين على السهول الرائعة, عبق وعطر صباح العاشقين, وياسمين يتطاير ليعم الكون عبيره,
لا احتمالات هنا ..
أفيقي أيتها الحربُ من جديد ... وامسحي طمثَ اسمكِ من شفاه الطغاةِ الذين يرضعون حتى القيح كي يزدادوا قبحاً وقسوة !...
لا أنبياء هناك ولا معجزات ...
لا نبي يفلق البحرَ بعصاه .....
ولا نبي يعلن الطوفان وفي قلوبنا أربعين عاماً من الرملِ والجفاف !
ولا آخر يمشي على الماء وفي الضفة الأخرى طفلٌ يحتضر عطشاً !!
لا أنبياء هناك ولا هنا ..
زارني النسيان. وهذا أول خروجي من فتحة قلبك الأخيرة. بعد اقتلاع الأمان منك. مخلفا هذا الثقب العظيم في عاطفتي. وكثيرا ما كنت أتوقى أن يحلّ بي هذا الزائر الخائن فأستسلم لجيوش الأحزان. أنفجر أحيانا بالبكاء كمحاولة لتقطير هذا الضباب الفاحش واستعادة نقاط رئيسة من البهجة المحصّنة.
كنت أظن أني بحاجة إلى الحديث عن نفسي. وبأني في طريقي بكتابات متفاوتة إلى إنهاء قصتي.
الشعور بأنّك مباح، وأنّ العالم يقذف بك خارج هذه الكرة الأرضيّة، تسقط في مكان ما يعطيك حجم الذّبابة. يجعلك تعود إلى الطفولة تحلم بحضن الأم التي لم تكن موجودة أصلاً، نبتكر لها من خيالنا قصصاً دافئة عن الحبّ، وفي الحقيقة أن تلك الأمّ كانت مرهقة ، نسيت من هي،تحثّ السير من أجل الوصول إلى النّهاية، فقد قدّمت كلّ واجباتها في إفناء ذاتها، وعندما وصلت إلى النّهاية اعترف لها الآبناء بالجميل بطريقة تجعلها كلّما نامت ترغب في الموت، فهذا يمنعها من الكلام، وذاك يمنعها من الصّلاة، ومسيرة تنكيل مع الشيخوخة لا تنتهي. . . .
إلى هنا لا نندهش. فقد عرفنا دموية الإخوان عن قرب وتجربة مباشرة، وليس عبر سطور نقرؤها فى كتب التاريخ. المدهش هو أقوال «حسن البنّا»، مؤسس التنظيم الإرهابى، فى تحقيقات القضية. حزن على مقتل الخازندار (!) وبكاه (!) وأعلن براءته من دمه لأنه لم يأمر رجاله بقتله صراحة. لكن «عبدالرحمن السندى»، رئيس التنظيم السرى، قال إن دم القاضى المغدور فى عنق حسن البنا، لأنه «تمنّى» موته حين قال: «لو ربنا يخلّصنا منه!»، و«أمنياتُ» المرشد العام «أوامرُ» واجبةُ النفاذ،
هو باحث أبدا.. يخدش عناوين الكتب كمن يبحث عن رقم سري تحتها ليقبض على رصيده من الكلام.. وهو أي أيضا يستحيل في بعض الأحيان كما السناجب الصغيرة، يقضم جذع اللغة ليطال المعنى الذي قد يحاكي جدله الداخلي.. وأحيانا أُخر قد يكبر فجأة بالعمر فيصير كما الجدات اللواتي تشغلن أصابعهن بمخارز صغيرة وخيطان دقيقة فينهال على حياكة الصورة اللغوية وينشغل بالربط وفك عقدة يتركها الكاتب أسفل عباراته.
وقصص النغمات المسافرة, فيها من الحزن الكثير ومن الإبداع ومن الغربة الشيء الكثير الكثير, ذات يوم كنت رفيقة نغمات مسافرات, كن يتحدثن لي عن قصصهن, عن عذاباتهن مابين خطوط النوتة الملتهبة, وعن قسوة اغترابهن, أولهن سردت لي قصة عشق مجنون أطاحت الحرب بها, فالحبيب قضى بفعل الحرب, وماعادت المساحة تكفيها لترقص, لتتدلل, لتنعم ببهائها الموسيقي,
أكتبُ: "ولد جميل" إلى جانبه.. يكبر ويهمل حدود جدران المدرسة.
أكتبُ: "شجرة". فوق ظلّه.. تخترق الورقة ثم تذبل. الحبر أسود.
أكتب: "قلبي" بملكيته على ورقة نقدية وأحتفظ به في الذكرى. ما عاد لعملته قيمة. بعته بكراسة جديدة. عدت لأكتب فيها..
كتبتُ: "عصفور".. وأفرطتُ الحب في الحبر.
ابتلّ من حبري معطفه الريشيّ. تململ في جزء من سنتيمتر وحيد. الوحيد الذي أصابه المعنى!!! أحاول نفضه بالقلم.. لكنه لا يفيق..
تقاطع المصالح يسمح بوضع النّقاط على الحروف. طالما أنّ العمليّة تتعلّق بالثّراء، هذا يعني أن الطّرفين مؤمنان بهدف واحد، والتنافس لا يتجاوز هذا الهدف، وإذا اعترفنا بأنّ الشركات المتعددة الجنسية هي التي تحكم العالم، وأغلبها يعمل على تبييض الأموال التي مصدرها الجريمة، كان " النّظام السّوري" وشركاه من المافيا قد زرعوا شركات التّبييض في كلّ أنحاء العالم تحت أسماء متنزوعة، كما أنّ قسماً من الذين تحوّلوا عن النّظام من كبار الشّخصيّات المعارضة حاليّاً كانوا يملكون شركات وهميّة مسجّلة باسم أشخاص كانوا سابقاً من ضمن النّظام، ومرّخصّة قانوناً،