تُعلّمون أولادكم أن حمل المرأة يمتد إلى أربع سنوات! وأن الزوج غيرُ مجبر على الإنفاق على علاج زوجته المريضة، ولا شراء كفن لها إن ماتت! وأنه يجب وضع طوق من الحديد حول عنق المرأة المسيحية لتمييزها عن المسلمة فتُساءُ معاملتُها! وأن توضع علاماتٌ على بيوت النصارى لكيلا يقفَ على بابهم سائلٌ فيدعو لهم بالمغفرة! «فالحاصل أنه يجب تمييزهم بما يُشعِر بصِغرهم وذُلّهم وقهرهم»! (راجع ص ٣١٩ كتاب «الاختيار لتعليل المختار فى الفقه الحنفى»). ومثل ذلك كتابا «الروض المقنع» و«حل ألفاظ أبى شجاع»،
الحربُ مومسُ الطغاةِ المجانين !
العاهرةُ الوحيدةُ التي تغيّـرُ لباسها الداخلي أمام العالم قاطبةً ..!
البغيُ التي تُـغري بثدييها المترهلين أشداقَ الجنرالات ونخاسي الأديانِ والخفافيش !.
الكاعبُ التي تفضُّ بكارتها الرصاصةُ الأولى .. الأولى في الهواء معلنةً اللونَ الأحمر على سرير التاريخ ِ !!
النائمة بين ذراعي الربِّ على خدها الأيسر !
كي ترى وجهةَ الذاهبين إلى الميمنةِ، إلى القبورِ بأحذيةٍ حافية
وقلوبٍ تنتعلُ الحكايات والماضي !.
أيضا لا ترتابوا رفقاء الذبيحة المُجهدة ..كلنا صرخة بلون الرفض ،كلنا ملحدون بكل صنوف التشوهات الخلقية لآلهة بلا ذهن ، في صقيع هذه الليلة الفريدة لا توجد الحان ولا نبيذ أو مكان بين كل العروض الشاغرة، كم تدفع إذا أيها المتهالك مقابل انحناء الخبز ..وكم تلتهم من احتضار مقابل سلب الوطن ،لا تظنوا أن كهنة المجوس لم يفشوا الأسرار المخلصة للنجوم الثائرة ولا تظنوا أن سلال تعب الحراس جاءت خالية من الملح والعواصف الهائلة ، افسحوا المكان إذا فلن تولد لنا حرية بغير تراكم كل هذا العفن فقبلا سار المسيح مثقلا بصليب العتق متجها صوب عتمات باحة المذود الرديء يفتش عن المكان ،عن صدع زوايا الحلم ورماد الضوء المحتمل كي يطرح كل عملات الصيارفة وغش القبلات النيئة و يولد فينا الإنسان ،دقوا طبول المكاشفة بلا مهل ،
جدول داعبت قدماك ماءه, حدثني عنك, عن عطرك, عن سحرك, ومضى يحدث السهول عنك, فتفيض بالورد والرياحين, وأبصر أمامي مروجاً من عطر ووجد, جدول داعبت قدماك ماءه, تمادى بفعل حبه, ليغدو شلالاً من بركة وخير, يقاوم الحرب وآثارها, يحيي ماقتلته قذائفها, طائراتها, جنونها, يداوي أطفالاً هنا ونساء هناك, ينشر موسيقا حب مختلف مجنون, يروي لأراض قاحلة بفعل النار, قصص وجد يحيي العظام, تتفاعل الأرض الجرداء مع سيمفونية الجدول العاشق,
توقعتُ أنك ستسبقني إلى المكان الذي أخبرتك عن ذهابي إليه, وكلما اقتربتُ لم أجدك. أتخيّلك في الخطوة التي بعدها..
الطريق فارغة. إذًا أنت تحملُ وردًا تنتظرني بالداخل؟!
كاذب هذا الحلم, كوجه الماء لا يحتفظ بالصور. وتلك العين التي تُفتح دومًا على الحقيقة.
ستضايقك كتابتي لك بعد حين. لكني قدرٌ من كتابة. لا أحظى بالسعادة بأكثر من ورقة وقلم وناصية مبللة بالمطر. مجنونة لأقصى درجة. بالذي يمنحني الشعور بالإقامة أسفل بيتك الذي لا أعرفه بشكل ما. لكنه مقودٌ ربانيّ يكبح جنوني بالانفجار.
إلى هنا لا نندهش. فقد عرفنا دموية الإخوان عن قرب وتجربة مباشرة، وليس عبر سطور نقرؤها فى كتب التاريخ. المدهش هو أقوال «حسن البنّا»، مؤسس التنظيم الإرهابى، فى تحقيقات القضية. حزن على مقتل الخازندار (!) وبكاه (!) وأعلن براءته من دمه لأنه لم يأمر رجاله بقتله صراحة. لكن «عبدالرحمن السندى»، رئيس التنظيم السرى، قال إن دم القاضى المغدور فى عنق حسن البنا، لأنه «تمنّى» موته حين قال: «لو ربنا يخلّصنا منه!»، و«أمنياتُ» المرشد العام «أوامرُ» واجبةُ النفاذ، وإن لم يُصدر أمرًا صريحًا. وتكرر الأمرُ فى كافة جرائم الإخوان فى عهد الملكية،
في الحقيقة الامر وفي بعض الأحيان يتجاوز ذلك الى افتقاد القدرة على نطق أي كلمة جميلة، لأنني وكلما حاولت قول أي كلمة مثل:"صباح الخير" أو "اشتقت لك" أو "ما هذا الجمال أيتها الشقراء المترنحة في الشارع مثل بجعة"؟ ينقطع الصوت من فمي كتلفاز آخر الليل وتسبح الديدان منه الى الشارع.
تلتهم كل شيء بما فيه وجه من امامي.
هذه مصيبة.
بتنا جميعاً في غرفة مساحتها حوالي ستّة عشر متراً مربّعاً لمدّة يوم واحد، وفي اليوم التّالي نقلنا إلى زوارق مطاطيّة ، ثمّ إلى زورق طوله ثمانية عشر متراً، كنّا ثلاثمئة وخمس وثلاثين شخصاً حشرنا فوق بعضنا البعض. تعطل الزورق بعد ساعتين ،لم يقبل السائق العودة بنا خوفا من أن يقتله المهرب، أفرغنا الماء بأيدينا،وبعد يوم ونيّف وصلنا الحدود الإيطاليّة، أنقذنا خفر السواحل، وتمّ نقلنا إلى جزيرة سيسيليا،لم يرغمونا على البصمة، ذهبنا إلى ميلانو، وبتنا في إحدى أماكن الجمعيات الخيرية، غادرنا بعدها إلى سويسرا، أمسك بنا البوليس السويسري، وأعادنا إلى ميلانو.
الحربُ التي لم تردكَ بأي شيءٍ ... رصاصة .. يأس .. غياب قريب أو صديق،
خراب في الذاكرة وعطبٌ في القلب!
شارعٌ لم تألف ملامحه .. يباب !
أفول غيمة جريحة ... هذه ليست حرباً !!
الحربُ التي تشاهدها في الأفلام والأحلام
والتي روى عنها الكُـهّــل والآباءُ والفلاسفة، ليست كمذاق الحرب التي تعيشها الآن !
تركضُ بين شوارعها ..
بين الجثث والصرخات والحطام الواسع !
هلعة أحث الخطى وسط هذا الظلام, أجوب شوارع المدينة, علني ألتقي بضوء هنا أو ضوء هناك, أراقب أضواء بعيدة, لربما هي أضواء مهزومة, أو أضواء موغلة في البعد, أحدث نفسي بقصص الأضواء وأتخيلها. برفق يمسك ضوء صغير بيدي, فأضحك في سري أنني لست وحيدة في هذه المدينة الموحشة المظلمة, أنا وضوئي معي, نسير معاً, يداعب أصابعي ببريقه الغض الناعم, يتمرد الضوء قليلاًوكأنه تلمس فرحي الداخلي برفقته, فيمد يده ليمسك بساعدي, يجذبني برفق إليه, ويحدثني عن أضواء عملاقة تسكن مدينة مجاورة, أضواء بحجم أبراج وقصور