االكثير من عوارض أمراضها المزمنة؛ من سوء انتظام صفوفها، وانحطاط صلاتها بالشارع الشعبي السوري، وبؤس أدائها بالمقارنة مع السوية العالية التي كانت تتصف بها أعمال التنسيقيات واللجان والتظاهرات، والحراك عموماً، في الداخل، آنذاك. فما أن نطق لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي بالكلمة السحرية، عن ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في المنفى، حتى لهث شيوخ المعارضات مثل فتيانها خلف ما لاح أنه الجزّة الذهبية، .
و طالما أنني قرأت مقاربات بنيوية ممتازة لتعدّد مستويات السرد في هذه الرواية من خلال أزمنتها وشخوصها و بعض التأويلات النافذة، و هي لأهميتها تحتاج إلى شروحات أكثر لتفي "أساطير رجل الثلاثاء" حقها باعتبارها رواية أساسية في إبداع ما بعد الحداثة التحرّري - و لاسيما تحرّرها من أشكال ما بعد الحداثة الزائفة "؟" (سؤال موجه إلى المشتغلين على ما بعد الحداثة).- يمكن أن أنتقل إلى مقاربة ربما تكون ذات جدوى في فهم منطق ما بعد الحداثة القائم على السلم و المعرفة
العسكريون في مؤتمر الرياض ـ حسب بيان البقاعي ـ كانوا أكثر تفهماً لدور ومكانة المرأة من ظلاميين يدعون التحرر والديمقراطية. تقول في بيانها: (طالبتُ شخصياً بكوتا نسائية لتمثيل المرأة بشكل عادل ووافي، واتفقت مع الدكتور عبد العزيز بن صقر الذي تبرع مشكوراً بإدارة الجلسات وتقريرها،على تثبيت مبدأ نسبة تمثيل تصل إلى ٢٥٪ للمرأة في كافة المؤسسات التي ستنبثق عن مؤتمر الرياض
في النوم تغيب معظم أحاسيسنا، و يفارقنا إدراكنا و وعينا لما هو حولنا، بالنوم ندخل في عوالم جديدة، تفصلنا عن الواقع من حولنا، فمن هذه الناحية فقط يكون النوم في القصر المنيف هو النوم في الكوخ الصغير، و النوم بجانب وحش دميم هو النوم بجانب غيداء حسناء. ندخل في أحلام المنام، و تتملكنا أحاسيس جديدة، و إدراك و وعي مختلف يوسم بالحدة و الدقة و الدهشة، تصحو من النُّوم، فتبدأ في استعادة تفاصيل حلمك،
تبدو الدولة بالنسبة إلى السياسة أشبه باللغة بالنسبة إلى الثقافة، فهي ما يميّز الإنسان، في المجتمعات المتنازعة على الأقلّ، إلى حين زوال التنازع والصراع وما يتبعه من اضمحلال الدولة وأفولها إذا ما صحّ زعم الماركسيين عن إمكانية ذلك. وفي رأي الماركسيين أنفسهم أنَّ الدولة تجمع في آنٍ معاً، ومن دون انفصال، بين حماية المجتمع ككلّ وتأمين استمراره بالحيلولة دون إفناء الطبقات المتصارعة بعضها بعضاً بسبب مصالحها المتنافرة، وبين كونها دولة الطبقة الأقوى السائدة اقتصادي
لا يستند لص بغداد على شهرة الأربعين لصا ( حكاية من الليالي) ولكن على حياة القاع التي تصورها قصص أخرى و تبدو أقرب لحياة الفرسان الصينيين، فهي مثل أحداث ١٠٠١ ليلة، تتضمن فن الحيلة و الكاراتيه ( صراع الفتوات في الليالي) و التسول. لتفسير هذه الظواهر كان لا بد من العودة إلى عالم تحت الأرض الذي تصوره ١٠٠١ ليلة و الخيال الشعبي العربي، حيث يمكننا تصنيف ظواهر و نماذج الكتابة العربية
ليس من المبالغة القول إنّ عدداً من شعراء لحظتنا الراهنة قد وجدوا في موضوع الحرب طوق نجاة يرأبون به _كما يعتقدون_ صُدوعَ ضعف ذخيرتهم المعرفيّة والنظريّة، ويعوّضون عن غياب مشاريعهم ذات الخصوصيّة والتفرّد، ولا سيما أن بعضاً من هؤلاء لم يكونوا أصلاً قد خرجوا قبل الثورة من عباءات الآباء الشعريّين. يضاف إلى حضور هذا الجانب، أن بعض الشعراء أضحوا يهربون من اتخاذ موقف سياسيّ واضح،
إنّ الوشم كشهادةٍ على كتابة هي الآن كتابة مندثرة يثبت حضورها، بحسب تخطيط شبه جامد، يقول الكاتب التونسي شريف مبروكي مستشهداً بكلام (الخطيبي) ويضيف: «في مفارقة طال نسيانها واشتد اختصارها، مكّن النظر إلى الوشم كمجرّد تأمّل تزييني في الموت؛ فالميّت الذي وشم، هو بالفعل مكتوب بطريقة مزدوجة، بالوشم وشاهدة القبر. إنّه جسم مزيّن من خلال الموت؛ فالجسم الموشوم يستمرّ في التجلّي خلال الموت كأنّ الوشم قد سرق شاهدة القبر؛
حتى الزمن في غالبية قصص المجموعة هو زمن شعري، فمع أنه يوحي في الظاهر أنه زمن ستيني حيث كلُّ شيء في القصص يكشف عن ملامح تلك الحقبة وخصوصيتها، إلا أننا في القراءة الأخرى الموازية أو الاستبطانية سنجد أنه زمن شعري مفتوح، بفعل هذا التعاضد بين الحس والحدس وبين المحلية والإنسانية.
والواقع أن الزمن لا يتصاعد بوتيرة تقليدية،
بعد أربعين سنة، أدخل مستبدّ ورث سلطة لم يصنعها عبر تصرّفات رعناء تجاه الشعب والجيش سويّة سوريا في لعبة الأمم. ليس كدولة تحفظ استقرارها ووجودها ومكانتها، وإنّما كحلبة صراعٍ أمميّ تدمّر البلد وتفتك بأهلها وتشرّد مَن بقي منهم. صحيحٌ أنّ التطوّرات الاجتماعية والاقتصاديّة والذهنيّة في العالم العربي استثنائيّة وعاصفة، كما هي الانقلابات في موازين القوى الإقليميّة والدوليّة،