رواية
«رقّ الزجاجُ وراقت الخمرُ
وتشابها وتشاكل الأمرُ
فكأنما خمرُ ولا قدحُ
وكأنما قدحُ ولا خمرُ»
(أبو نواس)
فكاهة متخيّلة-fuck youسوف تتحول هذه الشتيمة التي يتبادلها الأمريكيون في الأفلام إلى ترجمة رصينة في العربية، كنوع من البلاغة الكاذبة.
أجدني وحيداً
رغم أني كعادتي
أحتسي فنجان القهوة ذاته
وأدخن تبغي المعتاد
وأحلم بك ككل ليلة.
غيمةٌ في التواء،
قدحٌ أخيرٌ لهذا الليل البلا اسمٍ
في عشاءٍ مُفترضْ.
ولصدري جيوشٌ من شهيقٍ،
ومزاحٌ عابرٌ للفكرة
صلصالٌ ناجزٌ بين أصابع
حيٍّ وحيدٍ في اكتظاظ الحدائق.
وَكُنتُ كُلـَّما...
تـُوغـِلُ في صَمتِكَ المُغـلـَقِِِ بالأسماءِ
يا بـــابُ!
طـَرقتـُكُ مُنذ لمْ يكن آدمُُ
وَحينَ كانَ البحرُ مُجَرَّدَ غَيمَةٍ تـَطفو على زُرقـَةِ الفـَضاءِ
وَحينَ لمْ تـَتـَوالدْ الطـُفيليّاتُ بَعدُ
إعلام نسوي أم تجارة سريعة الربح
من يتابع «الإعلام النسوي»، أي الإعلام الموجّه إلى جمهور النساء، فسوف يتأكّد من أنّ القائمين عليه لا يجدون في المرأة أكثر من دميةٍ جميلة حمقاء، وأنّ لا عمل لها في الحياة إلا أن تهتم بجمالها ورشاقتها، بالطبخ والنفخ، بالأزياء والديكور، وبمختلف توافه الأمور كأخبار الزواج والطلاق، وقراءة الفنجان وهمسات الشياطين من وراء النجوم التي تترجمها ماغي فرح وغيرها باعتبارها نبوءاتٍ يوحى لها من كتاب الفلك؛ أي بكل ما يعتبر من قشور الحياة اليومية،
1- ارتفاع
غارق في غمر الغيوم وكأن فكرة تدعوني إلى السفر. أتذكر بودلير. ثمة نوافذ تُفتح، يترسب منها ضوء ملون. الطير يمرق في السماء، أراه منعكساً على زجاج النافذة، أدير ظهري، أرى شيئاً لا أفهمه. فتيل الطائرة يشوه الإيقاع.
ذات صيف ووطن، ملتحفا أصابعك كما سماقة فتية على شفى اليناعة، كنت إلها يبايع
الينابيع جهرا، والضوء حتى العناء. وأنت الذي تحتويك آلف خافية من وجعك توضأت بالقمح المعطر، والمناديل. ثم صليت لتجيئك العصافير، محملة بشمس حصاد معتدل وحنون، وعشاق يتقاطرون قبلات من براءة الغابات، ويحتفلون بالأنهار حتى الحلم الأخير على حافة الجرح.
حين كنت صغيراً
رسمت لك بيتاً فرسمت بلداناً ومدناً.
رسمت لك شجرة فرسمت غابات وحقولاً.
رسمت لك عصفوراً في قفص جميل
فرسمت أسراباً من الطيور المهاجرة.
رسمت لك نهراً فرسمت محيطات وبحاراً.
على بعد مذبحة من الذاكرة
تلبسين أحزانك بكامل أناقتها
وتأتين مع نهاية المساء.
حضورك على إيقاع النبض
يلتهم ـ مكابرة ـ عزلة المكان
ويشعل في دمي لهيبا من الأنغام
لتمتد في اللحظة
. . المواتية
. . . يدٌ
يبدو الانشغال بإعلان الذواكر الفردية، كحالة ارتياد متاحة لضفاف الحدس وإخراجها على هيئة تنشط في بلورة الإدراك المعرفي الخاص.. يبدو ذلك متأتياً من خوف مُسوّغ. إنما هذه المرة بشكل مختلف ومتعد لمسألة «الموت الجسدي» ليطول موت الذاكرة الجماعية؛ موت الماضي وليس انقضاءه فحسب.. وثمة خوف حقيقي من تلاشي الأحلام وصولاً إلى انعدام إمكانية الحلم،