" قراءة ناقدة" لفت نظري الضجيج الذي أثير مؤخرا حول انفجار بالوعة شتائم الكاتبة الأمريكية من أصل سوري "وفاء سلطان " باتجاه الإسلام والمسلمين وذلك على الضفاف المالحة للجزيرة القطرية في برنامج الاتجاه المعاكس الشهير والحاصل على وسام الزعيق من الدرجة الاولى مع المذيع الأصلع العتيق" فيصل القاسم ..!!
ربما نكون من البشر الأخيرين في هذا التكوين الإلهي المسمى الحياة البشرية،وربما يكون التطور البشري والتكنولوجي والحضاري الذي وصلت إليه الحضارة البشرية يلفظ أخر أنفاسه ...كونه لن يصل إلى مستوى الخيال الفكري لبني البشر ...فربما وأقول ربما لن نشاهد بساط ريح طائر ولن ننعم بما حلم به جول فيرن من آلات تحفر الأرض لنصل الى مركز العالم، ولن نطير بالطائرات الى القمر في رحلات روتينية..لأننا كنا أولاد سيئين لأمنا الأرض،
في إحدى مدن اسكتلندا القديمة يقف تمثالٌ من البرونز لفارس مدجّج بالسلاح والدروع. يضعُ فوق كتفيه شالا طويلا ذهبيًّا ويعتمر خوذةً فضيّة برّاقة. وجهه برونزي لامعٌ جامدُ الملامح عَبوسُها كما يليق بمحارب من العصور الوسطى. ينتصب الفارس المصقولُ أمام بوابة خشبية مغلقة بلوحين متقاطعين من الخشب مثبتتين بمسامير وصواميلَ حديدية ضخمة وسلاسل. غيرُ المفهوم أن سلةً من الخوص تقبع تحت قدمي الفارس بها بعض العملات المعدنية من فئة الجنية الإسترليني ومضاعفاته! لماذا يهبُ الناسُ قروشَهم لتمثال!؟
ما الذي يجعل قصص الحب التي نعايشها في العمل ومحيطنا الاجتماعي أقلّ بريقاً وسحراً في عيوننا؟ لماذا يخفت ذلك الشغف الكبير لروميو وجولييت، وسواهما من الثنائيات الغرامية الخالدة، حين يكون أبطال قصة ما قريبين منا؟
: "عزيزي الله، لماذا أنت مُختفٍ؟ هل هذه خدعةٌ مثلا أو لعبة ما؟"هكذا يُقرُّ المعلمون في وعي الأطفال أن الله ساديّ متفرّغٌ لتعذيب الأطفال."عزيزي الله، مَن رسمَ الخطوطَ حول الدول؟" عنوان مقال كتبتُه مؤخرا بعمودي الأسبوعي بجريدة "الوقت" البحرينية. صحيحٌ أن المحررَ اختصر العنوانَ في السؤال وحسب، دون المخاطَب: "عزيزي الله"، وصحيحٌ أنه استبدل بلفظ الجلالة، في بقية المقال، كلمة "الرب"، لكنني، الحقُّ أقول، امتننتُ أن المقال نُشر وقد حدستُ أن يُحجب ويطلبوا سواه. فرِحتُ لأن نشره يعني أن ثمة بلدانًا عربية، عدا لبنان، لا يقصفون الأقلام ولا يُحجّمون الخيالات مهما شطحت. ذاك أن لا قانون ثمة يمنع التفكير والخيال، وبالتالي لا محلّ لقانون، سواء فعليّ أو عرفي، يمنعُ الجهرَ به. فرِحتُ!
لا أعرف كيف بدأ شغفي بالسينما. قد يكون أول فيلم شاهدته هو "الملكة سميراميس" في سينما الدنيا، أو هو "ماشيستي قاهر الجبابرة" في سينما الفردوس، أو فيلم "رحلات السندباد" الذي أخذ عقلي عندما وصل البطل إلى جزيرة فرأى فتاة رائعة حجمها صغير لدرجة أنه حملها براحة اليد. كانت ترتدي تلك الثياب النمطية لبنات الشرق بالجلباب الحريري المضموم عند راحة القدم وعلى رأسها ما يشبه الطربوش المحاط بغلالة ناعمة ملفوفة حول ذقنها، وكانت غاية في الصغر، وغاية في الجمال، وكنت أنا في غاية الانبهار
تأخذ الأشياء قيمتها لكيفها أو لكمّها. الأيامُ أيضا. ليس صحيحا أن الأيام متساوية الطول. ربما فلكياً ورياضيا. ولأني أحترم الرياضيات لا أعوّل عليها. الأيام تختلف طولا وقصرا، بطئا وسرعة، بحسب شعورنا بها. عنيدةٌ. حين نوّد ألا تمر، تنخطف كبرق، وحين نشكو من بطئها تزداد إلحاحا كأنها الدهر. يومان لا أنساهما: أجمل يوم، وأطول يوم في التاريخ. وهو خاصتي ولا علاقة له بالسيد داريل زانوك. حين "اعتُقلت" خمسا وعشرين ساعة في المطار. والسبب أنني أحرص على الوقت من حرص يهودي على المال.
أحياناً كثيرة أسأل نفسي ما جدوى أن أكتب نصاً شعرياً آخر؟ ما فائدة أن أضيف الى هذا الكم المعرفي الهائل كلمة بسيطة ؟إذا كانت لا تحملُ في طياتها فرادة عظيمة . وأنا مؤمن أعمق الإيمان أني كمن يضيف الى محيط زاخر بالمياه قطرة ماء واحدة لا تزن ذرة من خردلٍ. أو يشعلُ شمعة خضراء صغيرة في نهار مليء بالشموس العظيمة الضوء .
لا تكاد تخلو صفحة جريدة أو ويب من رائحة فاكهة الفواكه والمسماة الجنس..!!بل أكاد اجزم انه لا تخلو لحظة أو فكرة أو نظرة أو لمسة من ذلك السحر خاصة بين رجل وامرأة..هذه حقيقة غريزية كالشمس لا تنكر و لا تحجب بغرابيل الخوف و الممنوع والعيب والتجاهل إلى آخر مسميات التقوى المصطنعة وإنما تسترها عن الأعين خصوصية إنسانية مفعمة بالحشمة والحياء والسمو..!!..!!
فاجأني حازم العظمة بهدوء: "لِيكي أنا ما بْحِبْ فيروز!" فاجأني مرتين. فمرةً لأنه شاعر. ومرّةً لأنه طبيبٌ في الأمراض النفسية. ومرّة لأنه على المستوى الإنسانيّ شخصٌ وديع ورقيق. هذه هي الثالثة. ثلاث مرات إذًا. لا بأس. أدهشني. ليس لأنني أعتبر فيروز فوق النقد كأحد أيقونات الجمال غير المعيارية التي لا تخضع لأسباب بعينها حال تفنيد جمالها.