نمت العديد من أشجارِ الحنانِ اذاً في وِهَادِ الشِّعر السوداني الجميلة، مودعة خضرةً آسرة ومدىً مورق، نمت زهور خُزامى، ورود، جلِّنار، فلٌّ، وياسمين، كما نمت برتقالات وليمون، سدرٌ وسيسبان، طلح وحنَّاء، والأخيرَة شجرةُ الفرح والأمَّهات، رغم أنها لم تفارق وإلى الآن بيوت الختميَّة القديمة بكسلا حيث عاش كجراي إلا أنَّ كجراي لم يكتبها، في حينِ كتبَ شابو حنانها:
نطوي تعبير “إدمان الانترنت” على شراكة مابين الآلة المتمثلة بالجهاز الصانع للمسألة برمتها، وهي الكمبيوتر، سواء كان شخصيا أو غير شخصي، والمعلومات التي تصرخ في برّية الشبكة باحثة عن مستعمل لها أو مستغل أومستفيد، ثم التلاقي الاجتماعي الذي يحصل عفويا وبدون تحضير أو تمهيد أو بنية اجتماعية جارية، مابين فرد أو جماعة، أو بين جماعة وجماعة.
كثير هم الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن أفكارهم أو شعورهم، لكنهم قد يتغاضون عن الفكرة أو يكتفون بعرض ما يكتبونه على معارفهم المقربين، رغم أنهم يودون لو تصل كتاباتهم للجميع، بل قد يدوّنون دون أن يتشاركوا ما كتبوه مع الآخرين. قد يتحجّج البعض هنا بأنها أمور خاصة تتعلق بهم ولا يرغبون أن يضطلع عليها غيرهم، كأشياء لا تعدوا أكثر من تفريغ انفعال في لحظات معينة، أو ملأ فراغ ! .
حتماً .. الإيرانيون لم تفتهم هذه اللعبة، فبدأوا بالضغط على الغرب وأمريكا بمسألة وجودهم الفعال في سورية وقتالهم إلى جانب النظام السوري ودعمه من خلال مليشيات طائفية عراقية علاوة على وجود مخلبها منذ بداية الثورة السورية ( حزب الله ) على الأراضي السورية ومساندته بأوامر عليا تم توجيهها من ــ قم ــ العاصمة الضاربة في إيران التي تقود كل المسائل وتعطي كل القرارات الحاسمة بإيعاز من ( الخامنئي ) مفتي الدم والأحقاد.
هناك الكثير من المجلات والجرائد تنشر مقالات أو نصوص وبدل كتابة اسم صاحبها يضعون عنوان موقع، له اسم يشبه اسم مشروب غازي أو اسم محل تجاري للألعاب، فيندهش صاحب المقال عندما يجد نصه مرفوقا بموقع مضحك لم يسمع عنه يوما(هذا إن لم تنسبه لنفسها)؛ زيادة عن بعض الصفحات التي تعنى بالثقافة في المواقع الاجتماعية، تقوم بسرقة المقالات أو الاقتباس من نصوص وتنسب ذلك لنفسها لزيادة المعجبين،
أما أن نرى ما يُسمى " رئيساً عربياً" يدمر وطناً بأكمله ويقتل شعبه ويشتته ويضعه في المعتقلات والأقبية الأمنية، ويطمر الآلاف منه في المقابر الجماعية ويفرض أبشع الأساليب الممنهجة بحقه أمام خرس العالم قاطبةً وبمباركتهِ !! فهذا شيءٌ يدفع إلى البكاء والضحك في آن واحد ويجعل من المواطن السوري أولاً عبارة عن إنسان يحيا في أساطير لم تُسرد على ألسنة الأبالسة والكائنات الفضائية، ويرميه في لجج الدهشة والغضب في آن واحد!.
وليس بالبعيد عن كل هذا .. فإن النظام السوري اشتغل على عامل كسب الوقت في كل تسوية يحاول العالم القيام بها متذرعاً بالمعارضة المعتدلة. ومن العوامل هذه وأبشعها في التاريخ، ما قام به في الغوطتين الشرقية والغربية عندما استخدم السلاح الكيماوي ضد أبناء المنطقتين تمهيداً لإقامة صفقة عالمية في تسليم ترسانته الكيمائية لكسب أكبر مدة من الوقت فوق " عرشه ".
الكتابة تأتي من منطقة يستوي فيها المذكر والمؤنث، تعتني في المقام الأول بالذات وتطلعاتها، لكن المشهور أن تغلب روح ما على النص، أو على مجموعة نصوص، أو على نتاج أديب ما كاملا، فيعمل قلم التصنيف على ضمه حسب اعتبار ما إلى مجموعة من الكتابات المشابهة، التي لا تخلو من فروق أيضا، حتى يسهل تناوله وتبويبه ونقده والتعرف إليه، دون النظر إلى تلك الفروق أهي متعلقة بالجوهر أم باللغة أم بالمقصد أم بالدافع،
الصورة هنا هي الضحية الحية، اللجوء لتلميعها وتغطيتها بالزجاج، احتياج العائلات التي فقدت أبنائها لجمالية المشهد المنتقى لحظة التصوير، لطريقها الأقرب لذاكرة العين الهانئة. أليست الصورة كثبات كامل شكلٌ من أشكال الجينات التي يُمكن استعادة حياتها؟ نعم إن الصورة خط دفاعنا الأخير، لكنه الأول في وجهِ الموت. هنا السوريون يُقلبون دفاتر صورهم دفاعاً عن الحياة، التي ما عادت الحرب تعرفها.
وقتَ قيام الثورة السورية الحرة في آذار مارس 2011، كان معظم السوريين الأحرار يتوقعون قيامها في المناطق التي عانت قديماً من بطش النظام وسحقه لمكونات تلك المناطق على كافة الأصعدة! إلا أنّ خروجها من الجنوب لم يقلل من شأنها، بيد أنّ جميع السوريين ذاقوا الويلات من هذا النظام وأجهزته القمعية خلال فترة حكم قسري تجاوزت الأربعين سنة