لم كن لتستسلم للغواية ذاتها التي طالما استسلمت لها الغالبية الساحقة في منطقتها، غواية التماهي مع هوية "كمّية" أقلّوية، ومع السلطة الأسدية في زعمها "حماية الأقليات". ولم تكن لتستسيغ الانتماء إلى "هوية ثقافية اجتماعية دينية طائفية" لم تشعر قط أنها تخصّها أو تعنيها. هي لطالما أمضت شطراً من حياتها قبل اندلاع الثورة، ولا تزال بعد اندلاعها، باحثةً عن هويتها الأرحب والأعمق والأصدق.
كانت العلاقة بين الثورة واللاثورة , والحرب واللاحرب علاقة مربكة دائما لدارس تحولات الإنسان الفرد, فهو في الوقت الذي يكون فيه نموذجا للإنسان المنضبط الذي نادرا ما يصطدم بالأعراف والدين والقانون تجده لدى الثورة أو الحرب, أي لدى حالة الخروج عن المدينية, وقد تحول إلى المحطم ,المخترق للأعراف وللقوانين حالما...
ليست المشكلة في الموت , المشكلة الحقيقية في أني أموت , هكذا قال الوجوديون, لكني أعتقد أن المشكلة تكمن في الموت وأني أموت وكيف أموت, المشكلة في أني أموت لأن الموت يعد مصيبة يجب على المؤمن تقبلها , وهو مصيبة لأنه لا يمثل فقدان تام للوجود, أي لا يساوي العدم , بل هو محنة لابدّ منها , لأن هناك حياة أخرى في مكان أخر وهي الحياة الآخرة , المشكلة في الموت لأنه يمثل فقدان لمن أحب ,
"حب في حقل ألغام" عنوان لفيلم من أميركا اللاتينية, عُرض في أحد مهرجانات السينما في دمشق منذ أعوام خلتْ. نستذكره الآن ونحن نمرّ بحوادث اليوم وفجائعه التي يسمعها المرء مرغماً في الأماكن العامة ووسائط النقل ويحمد الله أنه لم يكن من الشاهدين. دمشق أصبحتْ تشبه إلى حد بعيد بغداد بحواجزها ونقاط التفتيش والكتل الخرسانية ولون الرماد. جحافل الرماد تزحف كالأفاعي في شوارع دمشق لتقطعها مربعات وسواتر وأسئلة, حواجز تسألك عن الهوية, وأخرى أبعد قد تقتلك على الهوية, ولكي يكتمل المشهد تمطر السماء لهباً ينزل على رؤوس المارة قذائف هاون أو صواريخ
بالرغم من كل ما يحدث في سوريا من خراب ودمار وقتل يومي، ولكني حين رأيت بيروت المقسمة بكتل إسمنتية خرقاء تنبهك وتقول: خذ حذرك، أنت لست آمن! أو بعسكر مسلحين يسألونك والشك يملأ عيونهم: من أنت؟؟ إلى أين المسير؟! خفت، وعلمت علم اليقين أن النأي بالنفس أصبح كلاماً خاوياً من المعنى حين ترى الخوف بعيون المارة...حين تلمس الشحن الطائفي ينبت فوق الأرصفة، خفت من نار سوريا أن تمتد إلى لبنان،
كتبت في يومياتي" اسطنبول " كيف أن كل أفراد عائلتي اعتادوا على الحياة في شقق ضمن بناية آل باموك في نيشان طاشي. و أمام هذه البناية وقفت شجرة كستناء عمرها خمسون عاما، و لحسن الحظ لا تزال في مكانها. في عام 1957 قررت البلدية قطع الشجرة لتوسيع الشارع. و قد تجاهل الحكام البيروقراطيون و السلطويون المتعنتون معارضة أهل المنطقة. و حينما حان الوقت لقطع الشجرة، قامت عائلتنا بنوبات حراسة للشجرة تطلبت منها أن تكون طوال النهار و الليل في قارعة الشارع. بهذا الأسلوب، نحن لم نتعمد حماية شجرتنا فقط و لكن أيضا ابتدعنا شكلا من أشكال الذاكرة المشتركة،
أما «كبيرهم» محمد حسنين هيكل، فإنه كان وما زال قائد كتيبة الإعلام الإيراني في مصر، مدافعا عن سياسات نظام طهران في إيران، وسوريا والعراق ولبنان، مدافعا عن احتلال حزب الله لبيروت عام 2008، مبررا قمع الثورة الخضراء في إيران عام 2009، شامتا بثورة الشعب السوري ضد المجرم الذي يحكمه عام 2011، تحت زعم أن الثورة لا يمكن أن تنتصر لأن حلب ودمشق لم تشارك فيها، فلما خرجت حلب كلها ودمشق وريفها من تحت حراب عصابات الأسد.. صمت هيكل عن الثورة صمت القبور. وهكذا..
طالت هذه الضغوطات الحياة المهنية والأسرية لجيبسون ، حيث توقف عن العمل لسنوات عديدة ، بسبب رفض اليهود صناع السينما العمل الى جانبه كممثل وكمخرج ، توقف مسلسله ولكنه عاد للعمل عودة متواضعة بفيلم اسمه حافة الظلام ، الا انه على الرغم من كل شيء قاوم هذه الاتهامات ، وأكد أن الاحتجاجات والادعاءات اليهودية ليست في محلها ، كون أن الام المسيح وعذاباته يتحملها اليهود في البداية وكل من ساهم من المسيحين المخطئين بعذاباته وصلبه .
ما يدورفي سورية جعل الاصطفاف حاداً ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تقود روسيا [3] وإيران وأدواتهما في المنطقة تحالفاً يدعم النظام السوري برؤية واضحة وأهداف ومصالح محددة الملامح، بينما لم يستطع الطرف الآخر والمتمثل بأمريكا وأوروبا أن يخرج من الفصام السياسي بين ما يدعيه من مبادئ ومصالحه في المنطقة، ليبني رؤية واضحة ومحددة الملامح حول صياغة موقف وفعل تتقاطع فيه مصالحه مع مصالح الشعب السوري.
حين تقع الحرب، أي حرب على الإطلاق، وتطرح ما في جوفها من ويلات، وتنجب ما في رحمها من مسوخ، لا يعود مهماً من الذي بدأها، وما كانت أسبابها. فمن الضلال الزعم بأن هذا ضروري لإحقاق الحق، ما دام الحق هو حق الأقوى، أو لاستخلاص العبر وتعلم الدروس، ما دامت تجارب البشر لا تتكرر، والمجتمعات والدول لا تطابق نفسها في كل حين. فليس مهماً اليوم أن نقرر أن السلطة هي من بدأ هذه الحرب القذرة، وهي من بدأها بالفعل،