اللافت هو الاحتفال الإعلامي بخسارة "العدالة والتنمية" مدينتي إسطنبول وأنقرة، وظهر ذلك بمثابة عيد لدى وسائل إعلام عربية ودولية، وكان الملاحظ أن هناك إجماعا على نسب الهزيمة الانتخابية إلى أردوغان وحده، واعتبارها "نكسة انتخابية" ستكون لها تداعيات سياسية لاحقة، تتعلق بمشروعه ومستقبله السياسي. وعلى الرغم من شخصنة العملية، والتركيز على الرئيس التركي،
وأذكرُ جيّدا حين مالَ عليّ أستاذٌ في العلوم السّياسيّة في دمشق؛
قائلا: لم يبقَ إلَّا أن يعلنوا أغنية "سمرا وأنا الحاصودي"
نشيدا وطنيّا لسوريا.
ثمّ أردف قائلا:
لقد شوّهونا؛ لقد شوَّهوا وجهنا السّوريّ.
ما حدث في حرب التحرير التي قادها الأسد، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، قد يلقي بصيصًا من الضوء، ليس على مجريات المعارك العسكرية التي استمرت من خلال حرب الاستنزاف التي انتهت باتفاق الهدنة بين سورية و”إسرائيل”، بل على النتائج العسكرية والسياسية لتلك الحرب، التي اعتبرها البعض حربًا تحريكية أكثر منها تحريرية،
اللافت في الأمر أن أغلب هذه الشركات الدرامية كان يديرها فنانون من الدرجة الثانية، أو من غير الموهوبين أو المعروفين أحيانًا، وُضعوا في الواجهة مقابل أن يقوموا بأدوار “البطولة” في تلك المسلسلات التي ينتجونها، ليكَرَّسوا، بعد فترة وجيزة، نجومًا للدراما السورية، عن طريق الإعلام السوري ورأس المال الخليجي
سحرتني حسيبة عبد الرحمن بحضورها الطاغي. كانت تمثّل كلّ ما يحبّه الفتى الثوري في الفتاة الثورية: تدخّن السجائر الوطنية بشراهة، تغب العرق البلدي ولا تسكر، تناقش في السياسة والفكر، مغرمة بروزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت وتروتسكي، تقرأ بمتعة كتاب “استمع أيها الصغير” لفيلهلم رايش، وتحب بابلو نيرودا ولوركا ومحمود درويش. وكانت جميلة.
.
غريب هو الليل في دمشق. بيت القصيد خاوٍ من أرق الفوضويين وأجملهم،
والشعراء الشجعان الذين يلقون القصائد أمام حشد الشعراء الذين لا يعجبهم العجب فروا من الموت.
الصالة الواقعة في قبو برج الفردوس غاب عنها الضجيج، وفوضى الصعاليك
في عالم الإنترنت الواسع، وخصوصاً في فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي، يتكاثر وبشدة ذبابٌ يُدعى بالإلكتروني، ولكنه أيضا يحمل صفات الذباب الحي.الفارق الوحيد أو الأساسي هو أن الذباب الحي يتجمع على الفضلات ويقتات بها. كما يمكن له أن ينقل أمراضاً، ومن دون الغوص في نفسيته وتركيبته الاجتماعية، فيبدو من المؤكد بأنه لا يسعى كيدياً إلى القيام بدور ناقل الأمراض وناشر الأوبئة،
لكن الذكرى الأشد غرابة كانت في مدينة الحسكة حيث دبر لنا الزميل طارق حريب حفلا كان يحدثنا عنه طيلة الرحلة وهو عن مجموعة متصوفة لم أعد أذكر اسمها, ولكني أذكر الرجل الذي كان يدس السيخ الحديدي في بطنه وهويهتف باسم شيخه, وأعتقد أنه الرفاعي, ثم يدس السيخ أو السيف حتى المقبض في عنقه أو خده.
وبينما لم تشغله السياسة، فإن شاغلاً آخر كان يحتل كيانه: الموت. لم أعرف شاعراً حكى عن الموت في هذه السن المبكرة مثل رياض. فبينما كنا نتحدث عن الثورة والتغيير وحكم البروليتاريا، كان رياض يتحدث عن الموت، وبينما كنا نتشاجر حول طبيعة الثورة: هل هي ديموقراطية أم اشتراكية، وعن الفرق بين الديموقراطية البورجوازية والديمووقراطية الثورية، كان رياض يتحدث عن القبور:ومات جميل
ورحل بشير
حاولت ربط كل وزن بأغنية أو بنشيد معروف لجيلنا، مع تطبيقات على أداء بعض القصائد بلحن الأغنية نفسه أو النشيد، فبحر “الرمل” -مثلًا- أدّيناه على نسق نشيد الجزائر “قسمًا بالنازلات الماحقات”، والبحر “الكامل” على نسق النشيد المصري “الله أكبر فوق كيد المعتدي”، والبحر المتقارب على نسق النشيد السوري “حماة الديار عليكم سلام”، والبحر “الوافر”