في اليوم التالي، وفيما كان السيّد المدير العامّ، يقوم بجولته التفقّديّة اليوميّة للاطمئنان علينا، حاملاً معه باقة وردٍ، يهديها لنا ـ نحن الموظفين ـ كعادته كلّ صباحٍ، سألني عن سبب تغيير غرفتي، وعندما أخبرته، لطم وجهه بكفّيه، و مزّق قميصه تفجّعاً، و أرسل طالباً حضور رئيس الدائرة، متحرّياً تفاصيل القصّة.
صحيح أن هناك من أعلن منذ بداية الثورة أنه ضد أسلمة الثورة، وتسليحها، إلا أن ذلك كله لم يكن في بدايات الثورة، وكان مجرد تهمة استباقية، وما كان ليتم لو أن رأس السلطة - وهو رأس النظام السياسي - قبل بالانتقال السياسي، على نحو سلس إلى "أيد آمنة"، وتحت رعايته، بالرغم من أن مطالب مشعلي شرارة الثورة في المكان، ما كانت لتتعدى بعض الإصلاحات السياسية، ومن ثم الإصلاحات الشاملة،
ان واضحًا منذ البداية أن اللاجئين الحاضرين والراغبين في النقاش، وهم من أصقاع مختلفة من العالم، قد وصلوا إلى مرحلة مناسبة من تعلّم اللغة تتيح لهم متابعة النقاش في أوضاعهم، كما في أوضاع البلد المستضيف. وقد حرصت بداية على أن أتعرّف إلى مسارات حيواتهم من دون الولوج في سبب انتقالهم إلى بلد اللجوء، لكيلا أحرّك مشاعر الحنين التي غالبًا ما هي مؤلمة.
ويبدو أن ترامب لا يسعى من وراء الحصار الاقتصادي إلى تحقيق مطامح حلفائه العرب في تقزيم إيران، بقدر ما يستهدف حماية “إسرائيل” عن طريق إرغام إيران على الاستجابة إلى مطلبين رئيسين: إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي وإدخال تعديلات جذرية عليه يحرم إيران من أي إمكانية مستقبلًا لتطوير أدنى قوة نووية عسكرية من ناحية، وإنهاء أي تواجد عسكري لها في سورية ”
بعد تلك الجريمة المخالفة للقيم الإنسانية والأخلاقية، ولنصوص واتفاقيات القانون الدولي، حدث تحرك في مستوى الهيئات الإنسانية والحقوقية، والمنظمات الإقليمية والدولية، وعلى مستوى الدول، كان الأهم بين أهدافه ادانة نظام الأسد على جريمته، بل ان ردة الفعل تجاوزت ادانة الجريمة الى ضرورة محاسبة النظام، ولان انصار النظام وحلفائه، احبطوا صدور قرار من مجلس الامن الدولي، فان بعضاً من الدول بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، شرعت في اجراءات عملية عسكرية واسعة لمعاقبة نظام الأسد،
ففي ذلك العام بلغ الصبر التركي إزاء نشاطات حزب العمال الكردستاني(pkk) فوجهت الحكومة التركية تهديدات علنية لنظام الأسد بدفع قواتها وصولاً إلى دمشق، إذا لم تقم الأخيرة بوقف دعمها (pkk) وعملياته المسلحة في تركيا، وأن تطرد قياداته وكوادره وعلى رأسهم عبد الله أوجلان من سوريا، وأن تعتبره تنظيماً إرهابياً.
كان المستشار قد انتهى من القراءة، حين استند بوتين إلى طاولة المكتب، واضعاً إبهامه تحت ذقنه وسبابته على صدغه، وإصبعه الوسطى تحت أنفه، قال لكننا تعودنا أن نصدر منظومات "إس إس" بمختلف أجيالها، ومنظومات صواريخ ودبابات وطائرات، أما منظومات كذب فهذا أمر مستجد علينا، ثم إننا ننتج كذباً لا بهدف التصدير، بل لترويج مشاريعنا ومنتجاتنا، للتغطية
استرجاع تاريخ الجيش منذ الاستقلال قد يضيء لنا على الفرق بين سوريا ودول أصابت بعض النجاح في التغيير بناء على موقف الجيش من مطالب الشعب، ولعله أيضاً يبتعد بنا عن الاعتباط الذي يشوب التعميم. فأول انقلاب حدث في سوريا أتى على خلفية حدث خارجي هو ما سمّي نكبة 1948، وحينها كان ثمة سخط شعبي واسع بسبب الهزيمة أدى إلى تقاذف الاتهامات بين السياسيين والعسكر
تنحو المعارضات العربية التي تحمل راية التحرر والديمقراطية، عن قناعة أو اختيار ظرفي، في أثناء حواراتها مع الدول الغربية، إلى رفع عيار التظلّم المستند إلى معايير إنسانية وحقوقية دائمًا. فلا تنفّك تعرض أرقام الضحايا وظروف الاعتقال ونسب التهجير ومستويات الفقر والخروج من الحقل التعليمي للآلاف من البشر. من جهته، المحاور الغربي، يتأثر شخصيًا بما تقدم،
في تلك العصور السحيقة كان الظنّ بأنّ الأسوار تقي السكّان شرّ «البرابرة» أمراً مفهوماً. فالاعتقاد بأنّ المصالح المشتركة تقرّب بين البشر المختلفين وتُزيل مخاوف بعضهم من بعضهم الآخر، لم يظهر إلاّ في وقت متأخّر. ومثله تأخّرت وفادة الفكرة القائلة إنّ الأحياء على اختلافهم يجمعهم جذر إنساني واحد. بيد أنّ ظهور تلك المفاهيم في الأزمنة الحديثة لم يؤدّ إلى استئصال عقليّة الجدران