أرغبُ أن أراكَ . أسمعكَ . أحبُّكَ . اخرجْ إذنْ من فقاعتك
لا تختبئ منّي بعدَ اليوم. العالمُ لا يحبُّ الاختباء . الشمسُ تضيءُ كلَّ الأشياءِ .
لماذا الاختباءُ ؟ فغداً نزولُ . لن يبقى لنا هنا مكان .
تسألُ عن معنى الارتحال !لا تسألْ . ألستَ أوّلَ من ارتحلَ
سيكونُ ارتحالي مختلفاً . رحيلُ الروحِ إلى النورِ
للروائي الجزائري عبد الوهاب بن منصور
تقنية التكرار التي تصف الزمان بالوحشي والبرودة الشديدة، كأنّه تذكير أراده "عبد الوهاب بن منصور" ليبيّن الجو العام المخيّم على فضاءاته،ونفسيته التي عانت حرمانا وبرودة مشاعر أبويّة. الزمان المتعاقب والمتراجع هو زمن واحد عند السارد، زمن يبقى باردا، باردا جدا.
"وتقنية التكرار هذه، تكاد تكون أهم عنصر في المحاولات التجديديّة التي اقترحتها الرواية
نكتب رواية ليكن – ولكن شرط أن نقوم بتوظيف الحقيقة مهما كان شكلها أو لونها أو موقفنا منها – معها أو ضدها, باعتبار أن الرواية في جانب منها هي انفتاح تاريخي يسبق يستبق, يدشن يندشن بلحظة زمانية تنمو نمواً عفوياً- لحظة تاريخية وليس ذهنية فجملة(أنا لوطي) الاسمية والتي يقولها أحدهم للروائي أو لطارق فاضل بطل الرواية عندما اقترب منه فيما كان في رفقة ابنه في آخر صفحة من الرواية ص 379 فيقرر الاستماع إليه- الاستماع إلى اللوطي ليروي له حكايته التي تتشكَّل منها الرواية هي جملة غير محرِّضة, وليست استفزازية لأنها حدث لساني.
ومن هذا الجدل يأخذنا الناقد الدكتور حسين سرمك في كتابه الجديد "الفردوس المشؤوم دراسات في منجز حكاء المنافي -علي عبد العال- الصادر عن دار الينابيع في دمشق, في رحلة نقدية جديدة -كما عودنا- عبر المنهج النفسي لتحليل الأعمال الروائية والقصصية للروائي المغترب علي عبد العال الذي أمضى أكثر من ربع قرن في السويد فردوس الخلاص المشؤوم الذي يفتح الباب واسعا للموت الأبيض, أي موت العزلة والوحدة واللاجدوى. فمن ينجو من العراقيين من الموت الأحمر الدامي الذي دفن الوطن لعقود ولايزال يحفر قبوراً مدماة لضحاياه,
- ليس صحيحاً. أغلبيةُ البشرِ في قلوبهم رحمة. ماذا تنتظرينَ؟ لن يساعدَكِ أحدٌ إذا لم تساعدي نفسَكِ. أنتِ قادرةٌ على إقامةِ بعض العلاقاتِ شرطَ أن لا تحدّثي الناسَ عن معاناتكِ الماضية. الناسُ لا يرغبون أن يروا بائساً أمامهم. ربما الأشباحُ تتحملُ المعاناةَ. لكلِّ إنسانٍ متاعبه. قد يتعاطفونَ معكِ من خلالِ رؤيتِهم. عليَّك أن تغيّري من نظرتك للعالم . العالمُ ليسَ لوناً واحداً. فيهِ الغثُّ والسمينُ وما بينهما. ليسَ كلُّ العالمِ هؤلاءِ الأشخاصِ القليلونَ الذين رأيتهم من قبل .
جئتُ إليكِ
سأحكي لكِ عن حبّي
عن أوجاعِ قلبي
إنّي معذبٌ في حبّكِ
قلبكِ يعيشُ
في قلبيَ
الآن، أستطيع أن أموت وأنا مرتاحة البال.
حظيت من أمي وأنا في المنافي بأربع زيارات قصيرة، زارتني مرة في دمشق، ومرة في بيروت، وثالثة في قبرص، ورابعة في عمان، ولم تبدر منها في أي مرة إشارة ضعف أو يأس. وعندما قالت أمي هذه العبارة، لم أتلقّها بمعناها الظاهر بل حسبتها طريقة في التعبير عن ارتياحها لعودتي. وحين زغردت أمي من جديد وهاهت وتتابعت زغاريدها وأطربتني مهاهاتها المبتكرة، لم يتبق لعبارتها هذه أي أثر.
جلبتُ جملتي هذه معي . كي أعيشَها حباًّ حقيقياً معكِ في ليلٍ قاسٍ عليكِ . نتشاركُ معاً متعَ الحياةِ . أعرفُ أنكِ تتوقينَ لليّلٍ فيهِ عاشقٌ أضناهُ الصبرُ يحلمُ بكِ . إنّني لستُ مثلهم . هم يريدونَ امرأةَ تحبّهم . لتردّدُ على مسامعهم كلماتٍ ترضيهم . ينتظرونَ أن تصفهم بالعظمةِ . هم مغرورون يا عزيزتي . يسوّقونَ أنفسهم كمعشوقين . تعشقهم كلُّ النساء وما أنتِ سوى واحدةٍ ضحكَ الحظُ لها عندما اختاروكِ لمحبّتهم ، من عشقتِ عظمته اختاركِ له عاشقةً . أما أنا فعاشقٌ ، وأنتِ المعشوقة التي ستملأ قلبي بالحياةِ .
قضاة الشرف للروائي الجزائري "عبد الوهاب بن منصور
" قضاة الشرف " حكاية تتخذ التراث موضوعا يطرح فكرة السلطة، وما يترتّب عنها من صراعات اجتماعيّة، وعائليّة أكثر(صراع بين الأب وابنه )، حيث يتلخّص موضوعها في حدث يشكّل بؤرة النزاع، حين يورّث الجد وهو في حالة احتضار الحكم إلى حفيده ( البطل/ الراوي ) بدلا من ابنه، فينتج صراع بعد أن يغتصب الأب الحكم من الوارث المنفي فيما بعد.
"أنا لست أنا، أنا طيف الولد الذي كنت ومات بالحمى".
هكذا يهيئ خالد درويش، الروائي والشاعر الفلسطيني أذهاننا ومشاعرنا لنستقبل أول غيثه في مضمار الرواية؛ "موت المتعبد الصغير" التي صدرت العام الماضي في رام الله عن "المؤسسة الفلسطينية للنشر-جهات". هكذا يبدأ، ثم يتحدث بإسهاب عن طيف سكنه لفترة وجيزة حينما كان برعما غضا لا حول ولا قوة له....، إذا، إنه الـ "أنا" التي طرأت عليه ذات يوم، الـ "أنا" التي أرادها الآخرون له، لا أناه هو.