علينا أن نصبر. نحن على أول درب والمشوار طويل يا أخي ومعقّد. وليس لنا إلا الصبر.
بهذه الكلمات واساني موظف في الجمرك الفلسطيني الذي كان آخر من تعاملت معهم، فعرفت أنه قد انشغل بالمشكلة هو الآخر. وهذا الموظف هو الذي دلّني على الباص الذي يحمل العابرين إلى الاستراحة المخصصة لهم في أريحا وقال: "في الاستراحة تجد السيارات التي تنقل المسافرين إلى شتى الاتجاهات".
غادرت عمان في السابعة صباحاً. وغادرت المعبر الأردني بعيد الثامنة. ولو لم يكن الاحتلال الإسرائيلي موجوداً لبلغتُ أريحا بعد دقائق، سبعة أو ثمانية.
مرورك يجدّد الهواء
نظراتك تغسل المدى
يا لهذا الصحو، يا لهذا المطر
يا لهذا العطر الذي لا تحيط به
قامة أو قارورة
يا لهذا النهد المتقدم في الشهد.
أنا في الطريق إليك يا أمي.
- تَعِدُني ثمّ لا تجيء.
- أقول لك هذه المرّة إني على الطّريق. أنا قادم إليك غداً من كلّ بدّ.
لا بدّ من أن نبرة الصوت الجازمة حملت إلى الأم المتشككة ما طمأنها.
- أنت متأخر في كل حال. الذين سبقوك لم يبقوا لك منصباً تشغله أو شيئاً تسرقه.
خيال واسع يستهل به أدونيس مجموعته الشعرية الصادرة حديثاً عن دار الصدى
/ فضاءٌ لغبار الطَّلع/ ذاك الخيال الذي يأخذنا اليه نتوه فيه تيه الشاعر في المعنى المعنى الغامض تقصُّداً من الشاعر كأنه يحاول استنهاض فكر الانسان من سباته ضياع يلتهم ادراك القارئ و حسَّه باستثناء ادراكه لجمال الغموض في شعره يستجوب ادونيس بادئ الامر شعراء العرب القدماء بطريقته مستطرقا الى حياة العرب القديمة مطلا باسئلته من احدى النوافذ على شرفة امرئ القيس مصاحباً اياه رحلته متهماً طرفة بن العبد
قد لا ينجحُ الشعراءُ بمحاولةِ الاختلافِ عن السائدِ والرقي إلى الأفضلِ دائماً، بل تكون محاولتهم تراجعاً عن هذا السائدِ، بالأحرى حين يتقمصُ الشاعرُ دورَ المتفردِ على صعيدِ اللغةِ والفكرةِ والصورةِ عن طريقِ العبثِ غير المُتقنِ لا يصل إلى مرادهِ، فالبطولةُ تعني التفردَ مع العمقِ في كلِّ شيءٍ، كما كان زوربا في الحياةِ، ولوركا في الأدبِ وبالتالي في الحياةِ أيضاً.
في ديوان(متى أصبح خبراً عاجلاً) لعمر الشيخ نجدُ الكلامَ المجاني غير ا،
صدرَ عن (دار الحضارة للنشر) في القاهرة كتاب جديد عن الشاعر العراقي باسم فرات يحمل عنوان (الرائي). وقد تضمّن الكتاب، الذي ينقسم مبدئياً الى أربعة أقسام، مقدمة دبّجها الشاعر عيسى حسن الياسري، وخمس وعشرين قصيدة كتبها الشاعر في أربعة بلدان متفرقة وهي اليابان، لاوس، كبموديا ونيوزلاند، ثم دراسة نقدية بقلم الناقد العراقي فاضل ثامر، وأخيراً الحوار المطوّل الذي أجراه الكاتب والصحفي العراقي ناظم السعود.
المرأةُ تعرفُ أسرارَ الجسدِ أكثرَ مِن كلِّ الكائناتِ) الجسدُ ذلك الكائنُ الوجودي الذي يحملُ دلالاتٍ كثيرةً تعكسُ الفضاءَ القيميّ الدالِ على المنظومةِ الثقافيةِ المنتسبِ إليها ، فالجسدُ كائنٌ لا يفهمُ بغيرِ سياقِه التاريخي والثقافي والإيديولوجي، وبقدرِ ما يحاولُ الإنسانُ التعرفَ على فهمِ لغةِ الجسدِ فأنه سيعرفُ ما حوله من أسرارِ الكون، لأنّ الجسدَ اختزالٌ للعالم،بل هو كما يصوره إبراهيم محمود هو الكائنُ في العالم،ولكنه المكونُ فيه والمتكون به،
لا أرض واضحة للروائية المتمردة لينا الهويان الحسن في روايتها ( سلطانات الرمل ) , لا أفق لها ولا زمن يكشف لها عورة ماضيها , راويةٍ تروي روايتها و هي تمضي دون أن تلتفت أو تتوقف أو تتحرك متفرجة على نفسها ككتلة كامدة و عينها المستيقظة على الحدث الروائي ناقلة له أو واصفة به احاسيساً غامضة و مشاهد متشابكة و بأوضاع متناقضة , روائية بحواس كاذبة تتوارى خلف أوصاف أبطالها تحاول معهم و بقدر المستطاع إشعال الفتنة بين شخصياتها أو جعل الاقتتال أمراً مباحاً ميسّراً و تقليداً شائعاً لا يختلف عليه الاثنان ضاربة الأعراف الروائية عرض البحر كأن هذه الروائية نذرت نفسها لإراقة الفوضى و بث الرعب في نفس كائناتها الموزعة بكسل على طول الرواية و دون مسائلة ضميرها الإبداعي اليقظ في كل ما تجنيها يدها من إشعال الحرب و الفتن بين أبطالها الواقعيين و أبطالها المصنوعين
هذه هي المجموعةُ الأولى للشاعرِ وائل زكي زيدان ،التي يشدَّك إليها عنوانُها الملفت الذي عَنْوَنَ بها مجموعتَه :( ما سأعزفه للتماسيح في الغدِ ) ، حيث يدهشك الإهداءُ في أولى صفحاتها إذ أهدى الشاعرُ تلك المجموعة لنفسه مما يثيرُ بعضَ التساؤلاتِ لدى القارئ عن قصديَّة الشاعر من ذلك ثم تزدادُ وتكبرُ دهشتُك من خلال العناوين الملفتةِ التي اختارها وائل لقصائده فيدفعك الفضولُ لاستكشافِ واستقراءِ ما تحت تلك العناوين ومابين ضفافِ الكتابِ وغلافهِ الأنيق الذي يحمل بواجهتهِ لوحةً للفنانِ كوفاني وذلك يدل على عشقِ الشاعرِ للفنِ بكلِّ أشكالهِ إضافةً لعشقهِ للمسرحِ كتابة ً وقراءة .
تنفجر نصوص الشاعرة وفاء شيب الدين ( توفيت 1997 ) بالصور الكثة السريعة التي لا تأنس على منحى بازغ أو خاتمة حقيقية ظاهرة , كتابتها ( نصوص متفرقة في موقع ألف الالكتروني ) محاولة متشعبة لقبض الصورة أبعادا إيحائية تتطلب أحيانا العبث على اللغة و تشتيتها بطريقة أخرى تقترب من جمالية ( المفردة ) المرتجعة المستعادة كإثبات على المعنى و ليس كمنبه له أو تقّلده ما لا يحتمل , لهذا تنفجر الكلمات و تتدحرج لتمنح مدى أوسع للمعنى في أن يتكشف و يستظهر عارياً و يستكمل جماليته أو فكره ( لكثرة الحب سَوًّاني الريح غبار طلع وانتشرتُ ) و ربما ليس مرغوباً من المعنى أن يكون مراما لنص طقسه صور في صور