هذه المختارات من رواية ( حياة قصيرة ) لرينيه الحايك ، المرشحة للبوكر العربية في قائمتها الطويلة لهذا العام . صدرت عن المركز الثقافي العربي ببيروت و الدار البيضاء في طبعة أولى عام 2010 . الكاتبة لبنانية و قد صدر لها من قبل عدد من المؤلفات الروائية من أهمها : صلاة من أجل العائلة ، أيام باريس ، بلاد الثلوج ، بورتريه للنسيان ، و غير ذلك. و هي في جميع كتاباتها تدمج تفاصيل من حياة أفراد في مجتمع ساكن لا يتحرك ، و لكن تدور في الخلف الأحداث الجسيمة كالحرب الأهلية و النزاع بين الدول و ما يترتب على ذلك من إحساس بالتشاؤم و النوستالجيا. تعتبر رينيه الحايك اليوم من أفراد الجيل الضائع الذي أفرزته الحرب الأهلية
كلمات ماري – كريستين تعريني ، تسحب الغطاء الرقيق الذي يلف ضعفي و تتركني مرتجفا وسط أرض مقفرة ، أرض محروقة تعبث بها الرياح. تلومني و أنا لم أختر. ما فتئت أتأرجح بين إقدام باتخاذ الحياد لا يلبث أن يطغى عليه شعوري بالمسؤولية و بضرورة إحداث تغيير.
أتوق إلى قراءة ما كتبته المرأة التي أحببت. و أخاف من أن تتحول الوريقات إلى مقبرة يقبع فيها كل ما آمنت به. أفتح الدفتر بخشوع ، فتنبعث منه رائحة الذكريات. أبحر على متن الكلمات عبر ساعات الليل الأولى.
(تفتح الشباك على مصراعيه، و ينسكب الضوء على أرجاء الغرفة المعتمة، وأصوات جماهير تصرخ بصوت عال وحاد)
الجماهير: الشعب يريد التغيير
(مريم تضطرب أكثر وتشعر بالدوار، فتتكىء على ذراع الأريكة)
الجماهير: الشعب يريد الحياة
الشعب يريد التغيير
إن واقع التبدلات القسرية التي فرضتها أمريكا على أفغانستان و العراق أولا ، ثم ساهمت في انتشارها في عدةة مناطق من إفريقيا ، أثمرت على مستوى النخبة. لم تكن الأنتلجنسيا بمنأى عن الشارع ، و لذلك وصلت في العام الماضي الرواية النيجيرية ( ثلاث نساء قويات ) إلى جائزة الغونكور.
و في هذا السياق تأتي روايات السوداني أمير تاج السر. و هو إن شئت الحقيقة استمرار لخط بدأه الطيب صالح و محمد الطاهر مكي و أبو بكر خالد و سواهم ، و إنه .
أنا أبو الرووس ملك التنفس ، اللقب الذي استحققته من مهارتي في مواجهة المستحيل ، فحيث إنه لم يعتن بتنويري قط فلقد تعلمت أن أجلس في العتم مخدرا و أسحب نفسا عميقا من الأنف ( معبأ بخمائر فضلات و نز بالوعات و نشاز أصوات ، كشان روائح الحواري المنسية ) و أحبسه لدقائق قبل إطلاقه بتأن من الفم في هيئة إشاعات و خرافات و محظورات أخنق بها سكاني ، الذين يبدأون في النبش عن مسكنات في تاريخهم ، لعجزهم عن احتمال واقعهم الكالح أو تفهم العصر الذري الذي سيدوسهم.
نلت من ياسر عرفات في هذا اللقاء أكثر مما توقعت. ولكم أن تعرفوا أن غُلـّي الشخصي غاص. أما ما لم يغص أو يتبدّل فهو رأيي في السياسة التي ينتهجها من صار حقّا القائد المتفرد، السياسة التي أفضت إلى مصيدة أوسلو. على الصعيد الشخصي، رضيت وراق مزاجي. أما على الصعيد العام، فقد تفاقم لديّ الإحساس بعجزي عن التجانس مع سياسة القيادة أو إيجاد هوامش مشتركة معها تعيدني إلى وضعي السابق: الكاتب اللصيق بالقيادة الذي يؤيد أشياء وينتقد أخرى. ومع هذا، وبالرغم منه، عليّ أن أقر بأن إصغاء عرفات إلى ما بُحت به دون أن يبدو عليه أيّ استياء قد جذب انتباهي.
أمي رحلتْ دون أن أراها . كنتُ مشغولةً بإرضاء سعيدٍ عندما يأتي إليّ أحياناً . أردتُ أن أكونَ مخلصةً وفيةً مثل أغلبِ النساءِ . اعتقدتُ أنّهُ قامَ بعملٍ نبيلٍ تجاهي . صدقتُ كلّ أقواله . كلّها كانتْ كذباً . اعتقدتُ أنّ للرجلِ قدسيةٌ لا أدركُ سرّها . عندما كانَ يمثِّلُ الغضبَ والانفعال . كنتُ أخافُ عليهِ . أتمنى أن أفعلَ أيّ شيءٍ ليهدأ فأكتشفُ أنّهُ كانَ هادئاً كالثلجِ . كانتْ مسرحيةً يقومُ بها كي لا أطلبُ منه شيئاً .
كوابيسي تعودُ إليّ اليومَ في لحظةِ فرحٍ ونجاحٍ .
أكتبُ على أوراقي قصةَ مدينةٍ اختفتْ في أعماقِ البحرِ
فظهرتْ على شكلِ جزيرةٍ صغيرةٍ أصبحتْ حلمي.
مادمتُ لن أرى في تلكَ المدينةِ الغارقةِ في البحرِ أميّ . لن تكونَ مدينتي .
ليس لي فيها أحبة . كلهم قضوا . هل أعيشُ معَ الأمواتِ ؟
لن أنساكِ أيتها المدينةُ الغارقة
على هذا النحو المباشر تعاظم حضور المرأة في قصائد مجموعة " كثيرة أنتِ " والذي سعت من خلاله سوزان إبراهيم إعادة الاعتبار للأنوثة ووضع حد لغيابها المزمن على مختلف الصعد وإذا كان ذلك جاء بمثابة رد الأنوثة على الذكورة وممارساتها الفردية والجمعية في آن, فإن ما ذهب إليه الخطاب الشعري في النصوص التي سُميت " بالمرايا " يضع ذات الأنوثة والذكورة أمام مواجهة لشخصها الداخلي أي نظرة الذات لذاتها وإلى مكنونها الذي سلكت سوزان إبراهيم
يتركنا على عروة النص, بلهاء مفلسين تماما, فهو الثري ونحن المعوزين , مكدسين بسطحيتنا أمام بحره المحيط , نرتدى لغة رثة وحناجر سبخة, تفرخ فيها الديدان, وهو الألف المهموز الذي يسافر في فضاء من الجرح بعد أن هجره الوطن, وتكاتفت ضده المآسي واقتلعت جذوره رياح الفتنة 0
نتلمس رؤاه بلغة كفيفة ,هو المبصرفينا, يمتشق حرفه ويبحر فينا بعيدا بعيدا , ينغلّ فينا , يقبض على فعل الجمال بحرف واحد ونقطة ندية0
تجلس على متكأ من اللذة وأنت تحاور هذا النزيف الشعرى المحمول على معراج من الشعرية السامقة