يدخل عمر الشيخ معترك الشعر متسلحا بالنزق كمحاولة أولى للخروج عن السائد والمألوف محاولا أن يجد لنفسه موطئ قدم في الضجيج الذي هو منتج حداثي بجدارة للألفية الثالثة عبر ضجيجه الشعري الجميل.
قد يفهم من التقرير السابق نوعا من السلبية تتناول مجموعة عمر الشعرية الأولى الموسومة بعنوان"سم بارد".
طبعا هذا ليس صحيحا فالضجيج كمنتج حداثي هو أول رد فعل وجودي على الماكينة الهائلة التي تبتلع أصوات الناس الخاصة بحجة تكتكة مسنناتها كنغمة أساسية لا يجب أن يحيد عنها القطيع,فيقول عمر:
وداعا أيها الهواء/ أراك عند المقبرة"البوابة"/ عند انصراف المدارس/ لأعرافك على حياتي الأخرى ,الأجمل!/أعرفك على أصدقائي الجالسين/ فوق شاهدات قبورهم/ كل مساء كأنها شرفات فيلال فاخرة/يشربون حياة شهية كجنات عدن/منتعلين سطوة القدر ونحيب الرضا.
افتقدنا غياث المدهون في احتفالية «مسابقة شباب الشعر»، كما نفتقده كل اثنين في «بيت القصيد» فقد غادرنا إلى استوكهولم، وأخذ معه دراما قراءة الشعر. واليمامة البيضاء قلبه.. في كتابه الفائز «كلما اتسعت المدينة.. ضاقت غرفتي» تمتزج القصائد بين الشاعر ومدينة دمشق، وكأن المدينة منه، وله «دمشق منزلي المتصدع، وقاسيون ندبتي». والنصوص تعبر في مجملها عن تجربة الشاعر في كتابة القصيدة، التفعيلة، والنثر، إلى المقطع النثري الذي افتتح به الكتاب.
خلف المعاني والتوريات هنالك كائن فقد طفولته فجأة، ليجد نفسه وحيداً، وحيداً جداً وهو يدخل إلى جحيم يستعين عليه بعصا المتصوفة، لكنه يعبره في النهاية، ثم يعود إلى أوراقه ويبوبها في مقاطع شعرية تحمل عناوينها الخاصة ويجمعها عنوان رئيس، فمن إلى الشام.. وتحت
تلفت تجربة الشاعرة العراقية الشابة رنا جعفر ياسين في صدورها الحيوي عن الحياة الراهنة في بلادها في زمن الحرب والمحنة، واشتغالها على قضية التعبير بحرية تجعلها تذهب إلى رؤية مشاهد الدمار والموت من خلال شاشة الروح الفردية.قدّمت رنا جعفر ياسين قبل عام ويزيد مجموعة شعرية لافتة هي "مسامير في الذاكرة"، لاحظنا فيها سطوة المشهد العراقي الدامي وكيفيات قراءته شعريا على نحو يتجاوز الخطابة وقصديات التحريض والإثارة، وهي تصدر اليوم كتابين جديدين "مقصلة بلون جدائلي" (مجموعة شعرية) و"المدهون بما لا نعرف" (منشورات "دار سنابل للكتاب"، القاهرة) الذي تصرّ الشاعرة الرسامة على تسميته نصوصاً تحاور اللوحات التشكيلية التي رسمتها."مقصلة بلون جدائلي"، قصائد تستلهم "فداحة" الأشياء كلها: الحرب، مشاهد الذبح، الحب الصعب إن لم نقل الضائع وشبه والمستحيل، والأهمّ شتات الروح الفردية واحتراقها بتلك النيران كلها. خلال ذلك الإشتعال، تعرف الشاعرة أيضا كيف تشعل نيرانها و"تؤثث" حرائقها
عتبة الدخول
ما أن تطأ عتبة الدخول للمجموعة القصصية " والبحر يعطش أحيانا.." حتى تقع في حالة من اللهاث الحميد تواصلا مع الشاعرة والقاصة يسرا الخطيب, وتدرك منذ البداية أنك أمام كاتبة تجاوزت تأتأة البدايات وقطعت أشواطا في التفاعل مع أرق الكتابة, يحدوها هاجس التميز والإضافة, ووضع بصماتها الخاصة في ملعب السرد القصصي, متكئة على اطلاع كافٍ على تجارب الآخرين, وقابضة على أدواتها بثقة, يظهر ذلك من خلال قصص تنفلت كرشق السكين لفصد الخبائث عن جسد الحياة ونصوصاً أخرى ممتدة توفر مساحات للوصف والتأمل والتفاعل والتداعي واختبار الرغبات والشهوات الإنسانية..
عبر استخدام واعٍ وقصدي لتكنيك السيناريو السينمائي تدور فصول رواية «لولو» للروائية السورية عبير اسبر، حيث تحمل الوحدات السردية شروط مشهد المشهد السينمائي، بحبكته وذروته وحدثه المتلاشي، كما تحمل بذرة تواصل وخيط حرير يلضم مفاصل الحكاية، ويخدم صعودها وتطورها الدرامي وبناء الشخصيات. اعتمدت الكاتبة في خصائص روايتها الفنية على خبرتها في الإخراج السينمائي، متفاديةً كل التقاليد التراثية في كتابة الرواية، وجاعلةً من آنيتها ومقاربتها للواقع اللحظوي ركيزة أساسية تنطلق من خلالها بفضل تقنية «الفلاش باك» التي تقترب مما يشبه التحميض الأدبي، باستخدام حوارات باللهجة العاميّة، تناسب حجم الإقناع اللازم لتوظيفه في الرواية. فالزمن الذي رصدته الكاتبة كان مليئاً بالأحداث التاريخية، كانهيار العراق، وانطلاق موجة الإرهابي أسامة بن لادن. وقد حشدت كل تلك التأثيرات بشخصية رئيسة هي خالد، الذي يتحول في ما بعد إلى «لولو»، بناءً على متغيرات الحالة الدرامية التي تجعله يستقبل مجموعة من صنّاع السينما،
أُتِيحَتْ لي فرصة التعرّف إلى أديب كمال الدين طوال سنوات عديدة من خلال منصبي في مركز اتحاد الكتاب الأستراليين- ولاية جنوب أستراليا. وحتّى قبل أن أقرأ شعره الاستثنائي، أدركتُ بسرعةٍ، ومن خلال محادثاتنا، أنه كان رجلاً حكيماً ومتكلّماً . هنا كاتب يبحثُ ليفهم العاطفة والمعاناة في عالم اليوم، ومن خلال شعره يشرك معرفته
صدرت رواية أولاد مزيونة للروائي الفلسطيني المعروف غريب عسقلاني التي صدرت طبعتها الأولى في القاهرة عن دار شمس للنشر والتوزيع في 180صفحة من القطع المتوسط.وفي الرواية تتناسل المليحة مزيونة عن سلالة عشاق ينشدون الحياة, ويحترفون الحب لدرجة العشق,
صدر العدد ( الثالث والثلاثون ) من مجلة أبابيل الشهرية التى تعنى بنشر الشِعر والمقالات النقدية ، وتشتمل على ثلاث فصول هي ، قوارب الورق وأشجار عالية وعائلة القصيدة.ففي باب قوارب الورق دراسة هامة لمحمد عبدالرحمن يونس عن ( الاسطورة بين الفكر والشِعر / مقاربات نظرية ) ،
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للشاعرة والقاصة الفلسطينية "يسرا الخطيب" مجموعتها القصصية الأولى، بعنوان "والبحر يعطش أحيانا".تقع المجموعة في120 صفحة من القطع المتوسط، وتضم سبعة وثلاثين نصًا قصصيًا توزعت تحت عنوانين جامعين، الأول "حافة الانتظار" ، والثاني "أوراق ملغومة"، لتتكامل النصوص في بانوراما سردية تعرض مكابدات الفلسطيني الشاخص نحو الانعتاق وإثبات الذات، والمشبوح على مدار الوقت بين حدي المقاومة والحصار.تسير نصوص المجموعة لكاتبة وشاعرة قد تجاوزت البدايات، وقطعت أشواطًا في التفاعل الواعي مع الكتابة، مدفوعة بطموح التميز والإضافة، وطبع بصمتها في ملعب السرد القصصي؛ عبر نصوص برقية قصيرة تنفلت كرشق السكين ( مثل قصص : نقطة الصفر ، عصي على النسيان ، حماقة ، العشاء الأخير ، قانون الطبيعة)... أو نصوص ممتدة تلج مساحات الوصف والتأمل والتفاعل والتداعي واختبار الرغبات
صدرت عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت وعمان، رواية "السيدة من تل أبيب"، للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون.
تختبر الرواية موضوعة التعايش الفلسطيني والعربي –الإسرائيلي، في علاقة إشكالية ملتبسة بين كاتب فلسطيني وممثلة إسرائيلية وابن زعيم عربي معروف. وتقدم من خلال سرد متعدد المستويات، تتولد في سياقه رواية أخرى، تجربتين لمغتربيْن فلسطينييْن يعودان من المهجر إلى قطاع غزة، تكشفان عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع الفلسطيني وانعكاساتها المتفاوتة على كل من الشخصيتين، وتجربة ثالثة لإسرائيلية تعاني من تمزق علاقاتها الاجتماعية، ومن مأزق وجودي تعمقه التحولات المقابلة على صعيد المجتمع الإسرائيليز.
بطل الرواية كاتب فلسطيني بريطاني الجنسية، ينشغل بكتابة روايته الرابعة حول شاب فلسطيني،