في أحد المؤتمرات الروائية العربية، وكنت قد ألقيت محاضرة تحدثت فيها عن الكاتب الروائي السوري العظيم لوقا، أو لوقيانوس السميساطي،
وقلت فيه إنَّ لوقا في روايته المبكرة (قصة حقيقية) قد ابتكر الأخيولات (الفانتازيات) التي سيستعيرها مؤلفو ألف ليلة والملك سيف، وعجائب المخلوقات مثل طائر الرخ العظيم وبيضته بحجم القبة، والحوت العملاق حتى ليظن البحارة حين يرون جزيرة نبتت عليها الأعشاب أنها جزيرة، فينزلون عليها ويشعلون ناراً فتهرب الجزيرة بتأثير الحريق، ليكتشفوا أنها حوت. و.... الأشجار التي تحمل ثماراً من نساء إلخ.
بعد المحاضرة التقيت بالناقد المصري الكبير صلاح فضل ليقول لي: إني بمحاضرتي هذه قد قدمت له تفسيراً عن تساؤل شخصي طالما تساءله وهو: كيف استطاع الشاعر (الأدلبي) الكبير أبو العلاء المعري في رسالة الغفران وهو الأعمى أن يكتب عن أشجار تثمر حوريات فاتنات!! في الجنة!!
في قراءتي لديوان الشاعر الحروفي “أديب كمال الدين” المعنون (شجرة الحروف) والذي أرسله إلي مؤخرا من استراليا وأنا في دولة الإمارات، حاولت أن أقرأ شيئا مختلفا عن المهيمنة الرئيسة في الديوان، وهي الحروفية وما يتمحور حولها من جماليات في مستوى الكتابة وما تلبسه من لبوسات في مستوياتها الدينية والرمزية والصوفية وغيرها، وذلك لرغبتي في القراءة المختلفة، ولقناعتي أن منجز الشاعر “أديب كمال الدين” سيظلم لو قمنا بتأطيره ضمن الحروفية فقط، خصوصا أن لديه استثمارات أخرى غير الحروفية، وهي لا تقل قيمة عنها بل تضارعها من حيث الأهمية.
نصوص الشاعر”أديب كمال الدين” في واقعها أساطير معاصرة، يكتبها الشاعر موظفا خبراته الحياتية والقرائية، وكي نفهمها ونقرب وجهة نظرنا للقارئ لابد من تعريف الأسطورة التي هي حسب
القاهرة/ يونيو 09 وسط حشد أعلامي وأدبي وقعّت الشاعرة فاطمة ناعوت لقرائها ديوانها السادس "اسمي ليس صعبًا" الصادر عن "الدار" للنشر والتوزيع بمصر. شهد الحفل رواد مكتبة حنين بجاردن سيتي. قدمت الحفل د. نوال مصطفى مدير المكتبة ورئيس سلسلة "كتاب اليوم" الذي يصدر عن مؤسسة الأخبار، قائلة إن فاطمة ناعوت شاعرة لها صوت شديد الخصوصية، وكاتبة ومترجمة جادة. استطاعت عبر عشر سنوات أن تصنع لها مكانة مرموقة في عالم الأدب والصحافة على السواء. تشي كتبها الاثنا عشر التي أصدرتها حتى الآن أن وراءها كاتبة تعرف ماذا تريد، ولا تهدر وقتها إلا في العمل الجاد
إنّ مجرد كلمة " دراسة " كافيةٌ لتضعنا أمام نمطية معينة من الكتابة ما يجعلنا متوجسين حذرين لحظة القراءة التي تحيلنا إليها تلك المفردة فيما هي مرسومة على جدار الكتاب وهذا الرسم هو ما يجعل الأعصاب مشدودةً ويتطلب منك تركيزاً مضاعفاً للسيطرة على تفاصيل المفردات وخاصة تلك الإحالية منها لأنّ أيّ حلقة ناقصة في السلسلة ستؤدي بك إلى الضياع، وإن النسيان لن يقودك إلى الحكمة كما في حكاية فتى موسى، لكن ماذا لو كان مرسوماً على الجدار ذاك مفردة من مثل / رواية- مجموعة شعرية..../. هنا مكْمن اللذة، فإنّ اللذة تكمن ربّما في ذلك الشرود الذي ينتابنا ونحن نقرأ دون أن تستدعينا القراءة إلى الانتباه وإعادة المقروء في أول حالة شرودٍ جميل، وهذا بالضبط هو أحد مميزات الأدب الجميلة
كتاب يفكِّك مملكة الارهاب الفكري عبر مقاربة وجودية
"فكرعلى ورق" كتاب غزير المعاني يطرح أعقد الاشكاليات وأعمقها بهدوء، تبتعد فيه الكاتبة مروة كريدية عن مألوف الكتب الفكرية الرصينة فهو لا يخلو من سرد تجربة أو رسم لوحة واقعية تنبض حياة، فتطرق باب السياسة من عالم المثال بأبسط العبارات، وتخوض في معالجة الفكر دون ان ترهق القارئ بالمصطلحات، وتقارع فيه سيوف السلطة بقلوب العارفين.
تلخّص المؤلفة على الغلاف الخلفي منطلقات الكتاب ومآلاته فتقول:
"من قلبٍ تَعشَّق بالمُكون وجْدًا، وتجلّى بالكوْنِ وجودًا
ومن روحٍ حرّة تتََحرَّرت من كلّ معتقدٍ
صدرت عن دار "بدايات" في سورية المجموعة الشعرية الجديدة "زهرة الجبال العارية " للشاعرة السورية فرات إسبر وهي المجموعة الثالثه للشاعرة
احتوت المجموعة على واحد واربعون نصا، ولوحة الغلاف "إمراة وزهرة "للفنانة فاطمة إسبر، وتنفيذ الغلاف: جمال سعيد .من أجواء المجموعة :
في رئة المجهول
رمتْ بحبل أسرارها إلى الجب.
وجهلتْ ما كان به من نار.
أيتها الأنثى،
نشر السيد اسماعيل مروة في جريدة "الوطن" (الأحد 26/4/2009) مقالة (وكرر الكتابة غير مرة) حول ترجمتنا كتاب "سورية في رحلات روسية خلال القرن التاسع عشر" وصف فيها الكتاب بأنه "ينتقص العرب وعقائدهم ومذاهبهم". بينما وصف نفسه بـ "الباحث العلمي الذي يتحرى الصواب والدقة". على أن أقلّ ما يُفتَرض بـ "الباحث العلمي" أن يعرفه جيداً هو أن هذا الكتاب ليس "دراسات استشراقية"، أي أن يميز بين الدراسة واليوميات وأدب الرحلة...؛ وأنه لا وجود لمنهجية أو طريقة في البحث البحث العلمي تسمح بـ "التدخل في سياق النص"، ولا معنى لقوله: "التدخل الإيجابي العلمي"؟! أمّا اتهامنا بأننا تركنا "القضايا الإشكالية دون أي تدخل، ودون أي حاشية" فمردود عليه سلفاً وبقوة في مقدمتنا للكتاب! ذلك أننا، احتراماً لعقل القارئ قبل كل شيء، ما زلنا مقتنعين بأننا في غنى عن التعقيب في الهامش ( وليس في سياق النص!) على كل
أكثر الشعراء انبهارًا بالخيال و المخيلة هو محمد أبو اللبن ضمن المجموعة الفائزة في احتفالية دمشق عبر مجموعته ( مفارقة العابر ) و يمكن وصفه بشاعر اللحظات الذهنية الأكثر انصياعاً للعقل ,شاعر بمخيلة عاقلة ( إن صح التعبير ) المخيلة التي تنظم شبكتها الشعرية عبر التحام العقل مع الذهن و زواج الصورة ( المتخيلة ) مع المعنى المتزاحم الذائب , خياله يشبه اتقاد الحجر بنار سقيمة , المستسلم الناعم و المستغرب الذي يرتب مفاصل الصورة و يبددها كشبهات عابرة , مخيلة منبسطة كمعانيه المنزلقة من تلال ذاكرة محصنة , شعرية ( مفارقة العابر ) طافحة بالحكمة بالفلسفة بتعدد الحيل و الشراك للكلمات الطاهرة المبتدئة في استعمالها , كلماته المتساقطة كريش الهواء , كالرغبات المحظورة التي تعتصر و تتقّوض كالرئات التي تنادي الأوكسجين : وما وقتي إلا خيالٌ يتداعى.. لو يُشرِقُ بين داعيين جوابُ سؤالي لانفضَّ هذا الزَّمان كمزحةٍ ساخرةٍ لما يمكن لزمانٍ أنْ يكون...
تعتبر القصة القصيرة جدا أو القصة الومضة فن التركيز اللغوي والمشهدي، فن الحذف والاختزال، الإيحاء والإدهاش... وقد أغوت مجموعة من القصّاصين المغاربة، ومنهم من أفرد مجموعة قصصية لهذا اللون السرد ، من بينهم القاص والروائي مصطفى لغتيري الذي صدر له قبل أضمومته الأخيرة "تسونامي" مجموعة "مظلة في قبر"، و يطغى على المجموعتين الطابع الذهني والثقافي، تحفلان بالرمز والتناص وتؤنسان الأشياء/عناصر الطبيعة، مما يجعله متفردا عن بقية كتاب القصة القصيرة جدا في المغرب.
وفي نصوصه الذهنية وغيرها، ينتصر مصطفى لغتيري للإنسان كقيمة، كما يشي بذلك الإهداء : "إلى كل من آمن بالإنسان كقيمة تسمو على ما سواها من القيم"، وفي هذه الورقة العجلى سنتوقف عند هاجس الطفولة والهم الأنثوي في "تسونامي" لغتيري.
في "حذر" : نصطدم بتلك المفارقة الاجتماعية القاسية، حيث الطفولة المقهورة،
ضعيفٌ وسقيم، هشٌُ سريع العدوى، لا يقوى على الوقوف يتهاوى كملاكٍ بنعلين مختلفين.
مخاتلٌ وغدار لا يؤتمن، قويٌ وسليط، لا يحفظ سراً حتى ولو في بئر، والويل الويل لانفلاشه بين القصب؛
حيث الريح صوته الفاضح، فهو كحاله لا صوت له.
الكلام أثقل منه فكيف يحمله الكلام؟، وهو أخفُّ من الحبر فكيف يطيقُ الأرق ألكحلي معه صبراً؟
كُثرٌ قالوا إنهم رأوه في تناثر الجهات، في لا جدوى الأماكن وأقسموا أنه مرّ بينهم، إلا أن أحداً عجز أن يصف ولو رائحة اللون المالح فيه، إذ غالباً ما يتركها إثر مروره في الصابحة والمسء تماماً من كل نوم. أن تكتبَ عنه يعني أن تذهب أبعد منه فتفقدهُ، لأن الكتابة بائسة، فغالباً ما تصبح معه وعنه وحوله ماء