بعد انتهاء العشاء الأخير ليسوع مع تلامذته، خرج بهم قاصداً بيت عنيا كعادته، ولكنه كان يعرف في سريرته أنه ربما لن يصل إلى هناك أبداً، لأن يهوذا لا بدّ فاعل ما هو بصدده هذه الليلة بالذات بعد افتضاح أمره. وبعد أن قطع يسوع وادي قدرون الذي يفصل أورشليم عن جبل الزيتون شرقاً، توقّف ودخل بستاناً تعوّد ارتياده مع تلاميذه في ضيعة صغيرة تُدعى جتسماني.
في وقفة عيد الفصح تذبح كلّ أسرة يهودية مقتدرة خروفاً أو جدياً يُدعى بحَمَل الفصح، ثم يتناولونه مساء وفق طقس خاص يُدعى عشاء الفصح، وذلك احتفالاً بذكرى الخروج من مصر. وقد استنّ الإله يهوه لموسى وشعبه هذا الطقس عشيّة الخروج على ما نقرأ في سفر الخروج : "وكلم الربّ موسى وهرون في أرض مصر قائلاً: هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو لكم أوّل شهور السنة. كَلَّما كلّ جماعة إسرائيل قائلين: في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كلّ واحد شاة بحسب بيوت الآباء، شاة للبيت (الواحد). وإن كان البيت صغيراً عن أن يكون كفؤاً لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس… تكون لكم شاة صحيحة ذكراً ابن سنة تأخذونه من الخرفان أو الماعز، ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه
خاص ألف
يقول البوذا: ((لا اعرف شيئا عن أسرار الرب لكني اعرف أشياء عن بؤس البشر)). بهذه الكلمات يلخّص البوذا غايته ويذهب مباشرة إلى الهدف من البوذية. فبمعرفة الكثير عن البؤس الذي يعيشه البشر,والطريق الحافل بالآلام والمرارة الذي يسلكونه, وبفيض التوق إلى الإشباع الذي يَسمُ النفس البشرية,أعني التوق إلى إشباع الغرائز والاستمتاع باللذات التي لا تنتهي والتي ينطبق عليها ما تقوله الحكمة المتوارثة- إنما مثل الدنيا كالماء المالح كلما شربت منه ازددت عطشا – ثم الوصول الحتمي إلى المعاناة التي تسببها حالة عدم الإشباع والظمأ الدائم بالإضافة إلى آلام العجز
والخوف والمرض وخشية الموت وكل أسباب الشعور بالتيه والفقدان والاغتراب كل ذلك كان يدعو البوذا إلى التأمل من اجل الوصول إلى الخلاص وتجاوز كل العقبات التي
تحتضن الذاكرة الشعبية في سوريا تاريخها بواسطة المعارف التراثية FOLKLORE وتمر الإشارات والرموز التاريخية هنا وهناك في المواد التراثية، ولا بد من فحص المنتجات التراثية وغربلتها لقراءة التاريخ فيها.
ذلك لأن التاريخ الذي تختزنه الشعوب هو بُعدٌ لا مجال لتمييز مسافاته. والتراث عامة هو مخلفات الماضي الحضاري التي يضمها مخزون الفكر الشعبي المولع بحفظ الأحداث الهامة وتلوينها بالمرح حيناً وبالحزن أحياناً.
ولكن المعارف التراثية تأخذ طابع الاستمرار من الماضي إلى الحاضر وتعيش مع الناس في متحدات اجتماعية مغلقة. فتنمو وتزدهر كلما حافظت الجماعة على ملامحها الفكرية الخاصة بها وتعلقت بحضاراتها السابقة.
خاص ألف
يعتبر هذا الكتاب القشة التي قضمت ظهر البعير، فقد صبرت المؤسسة الدينية التقليدية بمضضٍ على د.أبو زيد وكتبه السابقة مثل الإمام الشافعي ومفهوم النص والاتجاه العقلي في التفسير وغيرها، ولكن الآن، ومع (نقد الخطاب الديني) بدأت هذه المؤسسة تفقد صبرها بعد أن أحست بالماء قد صار في قمراتها، بل وإنها على وشك الغرق فتنادت عليه مكفّرة، متهمة، مطالبة رأسه.
والكتاب عبارة عن دراسة تقوم على تأمل فاحص، واع للتراث مع مناقشة كافة الاتجاهات الحديثة لتوجه الخطاب الديني، دون أن يتناسى المؤلف التركيز على (الاعتراف بالدين بصفته جوهرياً في أي مشروع للنهضة) ولكن بعد فهم سليم له وتأويله تأويلاً علمياً ينفي عنه ما علق به من خرافات، مستبقياً مضامينه العقلانية التي ستكون قوة دافعة نحو التقدم والعدل والحرية.
خاص ألف
في تمهيد الكتاب يرى أبو زيد بأن القرآن نص لغوي يمثل في تاريخ الثقافة العربية نصاً محورياً وبذلك فمن الطبيعي أن تتعدد تفسيراته وتأويلاته، والتأويل ليس إلا الوجه الآخر للنص الذي يمثل آلية هامة من آليات الثقافة والحضارة في إنتاج المعرفة.
كما يرى المؤلف بأن السلفيين قاموا بدور هام حين واجهوا الزحف الصليبي فحافظوا على الذاكرة الحضارية للأمة وذلك بالحفاظ على ثقافتها وفكرها رغم ما فرضته هذه الاستجابة الحضارية من انسحاب للعقل العربي إلى الداخل والاعتصام داخل حدود علوم النص، ورغم أهمية العملية من الوجهة الثقافية إل أنها كانت تتم من منطق تصور ديني للنص صاغته اتجاهات الفكر الرجعي في تيار الثقافة العربية الإسلامية، وهو التصور الذي قام بعزل (النص) عن سياق ظروفه الموضوعية والتاريخية بحيث تباعد به عن طبيعته الأصلية بوصفه نصاً لغوياً وحوله
تُدعى الأيام الستة الأخيرة التي قضاها يسوع في أورشليم بأسبوع الآلام. وهي تمتد من يوم الأحد الواقع في 10 نيسان/إبريل إلى يوم الجمعة الواقع في 15 نيسان/إبريل وهو أول أيام عيد الفصح اليهودي. في مساء اليوم السابق للعيد أي يوم الخميس الواقع في 14 نيسان/إبريل (والذي سندعوه هنا بوقفة العيد)، يتناول اليهود في بيوتهم عشاءً طقسياً يُدعى عشاء الفصح. فما الذي قام به يسوع خلال هذه الأيام الستة التي انتهت بموته على الصليب؟ إن الأناجيل الأربعة ليست على اتفاق فيما يتعلق بأحداث هذه الفترة. فشهادة إنجيل يوحنا تُعارض شهادات الأناجيل الإزائية، وهذه بدورها غير متفقة فيما بينها.فيما يلي من هذا البحث سوف نستعرض الروايات الإنجيلية الأربعة ونُقارن فيما بينها، لنصل إلى نتيجة مرجَّحة بخصوص ما حدث، لاسيما فيما يتعلق بيوم العشاء الأخير ويوم الصلب، لما لهذين التاريخين من أثر على العقيدة المسيحية.
خاص ألف
قبل البدء بكتابة أي حيثيات عن تراث العلويين وتاريخهم والجوانب المتعددة من حياتهم الروحية والانتروبولوجية والاثنولوجية ..والقوانين والنظريات التي تحكمها، لابد من امتلاك رؤية شاملة لواقع مجتمعنا العربي الاسلامي العام ،وآليات تطوره عبر صورته المستمرة منذ الزمن الموغل بالقدم، ومعرفة الجذور الفكرية والمعتقدية التي حكمته
خاص ألف
الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية
يعتبر الشافعي (150- 204 هـ) المؤسس الحقيقي للوسطية في مجال الفقه والشريعة وإليه يعود فضل الريادة في تأسيس التيار الأصولي لما يسمى بأصول الدين وأصول الفقه بكل دلالته الاجتماعية والسياسية.والتيار الأصولي (الشافعي) – كما يرى أبو زيد – قد دفعت به أسباب تاريخية - اجتماعية اقتصادية سياسية إلى موقع السيادة والسيطرة، بمعنى أن تغير الظروف والملابسات كان يمكن أن يدفع بتيار آخر، وهذا الكلام موجه للذين يريدون أن يجعلوا من هذا التيار الخاص حاكماً على الثقافة والتاريخ والواقع، فالقول بجوهرية (الوسطية) واعتبارها سمة أصيلة من سمات الفكر الإسلامي والثقافة العربية قول يحتاج لمراجعة تكشف بعده الأيديولوجي وتعريه من ثياب القداسة التي ألبست له في تاريخنا الثقافي والعقلي.
"… وكلّ من يستخدم فنّ «النبوءة» الموحى من عند الآلهة، فإننا قد نجدهم قد تنبؤ لكثير من الناس وفي مناسبات كثيرة عن الطريق السحري فيما يتعلق بمستقبلهم، وهذا كلام لا شك واضح للجميع" (من "محاورة فايدروس لأفلاطون"(1))
في طريق من طرق يثرب قديماً، وبينما كان "حسّان بن ثابت" (شاعر محمد لاحقاً) ماشياً، إذ بسعلاة من الجنّ، ظهرت له، وكان حينها غلاماً : "قبل أن يقول الشعر، فبركت (سعلاة الجن) على صدره، وقالت : أنت الذي يرجو قومك أن تكون شاعرهم؟ قال : نعم". فبقدرة هذه الجنية السحرية وهي فوق صدره، نطقَ أخيراً حسان بالشعر،