مرت العاهرتان من قرب طاولتنا ، و لم يهتم عمي بهما و لو مقدار نظرة واحدة. و أصبح صوته حزينا و ثقيلا و هو يقول : ذات يوم سمعنا صوت ثلاثة هيلوكوبترات تطير فوق رؤوسنا. كان التحليق منخفضا ، تقريبا بمحاذاة رؤوس الأشجار ، و انطلقت الشائعات تقول إنها تابعة للمجتمع الدولي. كان من الممكن أن نرى الحوامات الثلاثة و هي في السماء ، مع الأحرف الحمراء المكتوبة على جانبها : PITILOYI . كانت تابعة للشركة الفرنسية التي تنقب عن النفط. طبعا !. خطر لنا أنهم حضروا لنجدتنا. و خرجنا جميعا من مخابئنا ، مثل جرذان أدركوا أن القطة التي تطاردهم ليس لها أسنان و لا مخالب. و بدأنا ننادي بسرور و نرقص
اتسعت ابتسامتي ، هذا شيء آخر عن حسان ، هو دائما يعرف متى يقول الشيء الصحيح ، الأخبار كانت قد أصبحت مملة ، ذهب حسان ، إلى الكوخ ليتجهز ، و أنا صعدت إ‘لى ألأعلةى و أخذت كتابا ، ثم عدت إلى المطبخ و ملأت جيوبي بحبات الصنوبر ، و ركضت للخارج لأجد حسان ينتظرني ، تسابقنا خلال البوابة متجهين إلى التلة ، قطعنا الشارع الرئيسي ، و كنا نتقافز خلال منطقة وعرة تقود إلى التلة عندما فجأة ، أصاب حسان حجر في ظهره ، نظرنا إلى الخلف ، شعرت أن قلبي سقط من مكانه.
أعشقُ فيكِ.. الروحَ
توشوشني.. حيث أسيرُ
تعيدُ الصورَ الحلوةَ من قاع الذكرى:
( قفْ.. ولنقطفْ بعضَ الأزهارِ
لنحملْها للبيتِ..
سألته : " ماذا عن اليهود الذين يطاردونك ؟".
نظر حوله و فمه ممتلئ و قال : " أي يهود ؟".
" جماعة الأحجار الثمينة ؟".
" كلا. في الواقع هم لبنانيون. عملت بخدمتهم في نيحيريا ، و قطعوا لي وعدا بأشياء كثيرة منها جواز سفر أمريكي...".
رفعت من نبرة التلفزيون ، أعلى ، و أعلى حتى بدأ صوت الرئيس بوش يرن في أرجاء المنزل ، و ينهمر عبر الأرض الخشبية الصلبة ، و يفيض من النوافذ إلى الشارع.معا ، أنا و جيمس ، جلسنا في أحضان كنبة العشاق ذات اللون الكريمي ، و بدأنا نصغي إلى بيتر جيننغز ( 1 ) و هو يعلق على أحداث هذا اليوم: لقد بدأت الحرب. صفارات الإنذار تدق في سماء العراق. و القنابل تدك أهدافها حتى في الليل.
وضع جيمس راحته على ساقي اليسرى ، لقد سقطت فوقي كأنها عضو معطوب مفصول عن باقي أطراف جسده ،
قال العجوز : " قبل ليلة واحدة من الهجوم على العدو ، استلقينا أنا و النيكاراغوي على الأرض لنراقب النجوم. و سألني بمن أفكر. فشعرت بالخجل من الرد. لذلك قلت له : بأمي. فقال : أما أنا فأفكر بصديقتي. ربما لن نلتقي ثانية. أحببت ذلك منه. كم كان شجاعا. و رأيته يخرج صورة من جيبه و يتمعن بها لفترة من الوقت".
و هنا تخلى العجوز عن نظاراته لينظفها و هو يقول : " في تلك الليلة أطلق الإسرائيليون عليه النار ".
استدعى في رأسه أحداث ذلك الشهر ، عشرات المعابد و دور العبادة ، و مئات من محلات و منازل الهندوس قد دمرت و أحرقت و نهبت, تذكر سورنجان الأماكن التي خربت في مذبحة 1990 واحدا وراء الآخر ، هذه الأحداث التي وصفت بأنها اضطرابات!
هل كلمة اضطراب – أو شغب – تعني قيام طائفة ما بالاعتداء الوحشي على طائفة أخرى لا ترد الاعتداء ؟, لا ، مثل هذه الظاهرة لا يمكن أن توصف بأنها اضطرابات ،
أول الأمر كانت الحياة في القرية طبيعية ظاهرا. تابع تجار الهوسا بيع حجر القمر و السلع الجلدية في الأسواق ، أما رعاة الفيولاني لم يتوقفوا عن قيادة قطعانهم الجاهزة إلى مسالخنا كالعادة. و عندما ذكرت ذلك لدوم باعتبار أنه إشارة طيبة على الهدوء، هز كتفيه. فالسياسة ليست من ضمن اهتماماته. إنها شأن خطير و تتسبب بالإزعاج. كم كان هذا غريبا ، أن يلتزم الحذر بخصوص آرائه و حياته الشخصية. و على ما أظن لم يشعر بالسعادة أبدا في ننيوي. لقد كان بيته في مكان آخر. و ليست له عائلة بالجوار و لا حتى أصدقاء من الثقاة. من الممكن أن يرتبط الإغبو بقبائلهم ، غير أن دوم ركز على واجباته.
و النظرة المنصفة ، أن سيد قطب لم يقتصر على النقل و الاقتباس عن المودودي و إنما أعطى للمفهومين أبعادا ثورية جديدة ، و أعاد صياغتتههما و تسويقهما بشكل ألهب مشاعر الحركات الإسلامية ، و وضعها على مفترق طرق مع الأنظمة و المجتمعات الإسلامية.
إذ بات المفهوم يعني نوزع اي مظهر من مظاهر السلطة لغير الله تعاالى حتى على مستوى المشاعر و الأحاسيس و لم يقتصر على السياسية و الحكم. يقول قطب : ( إن الناس عبيد الله ، و لا يكونون عبيدا لله وحده إلا أن ترتفع راية لا إله إلا الله. لا إله إلا الله كما يدركها العربي العارف بمدلولات لغته ، لا حاكمية إلا الله ،
رد ونستون بسرعة : " أجبت على 109 رسالة إلكترونية اليوم. هذا ليس سيئا بالنسبة ليوم عمل واحد ، أليس كذلك ؟". كان صوت بيغي يشبه اقتراحا ، و هذا أثاره و أرعبه في نفس الوقت. فسأل بحذر : " ماذا لديك في ذهنك ؟".
" مطعم الغذاء الكامل لا زال مفتوحا و بمقدورك الحصول على شطيرة هناك – أو سلطة ، لديهم سلطات رائعة. و لكنه مكان غير آمن. ذهبت ذات يوم لهناك لشراء رغيف من الخبز ، و كان لديهم فريز طازج للبيع. و في النهاية حصلت على علبة منه. ماذا سأصنع بعلبة فريز كاملة ؟