ا لن أقدّم للجمهور ما يريد!، فالجمهور قد يريد أن يراني عارياً، فهل أتعرّى أمامه؟، الجمهور لا أفضل لديه من كرة القدم، فهل أترك الحبر جانباً وأصبح لاعباً أو قدماً كي يصفّق لي الجمهور؟، الجمهور ما عاد يهمه النصف الأعلى من الإنسان بقدر ما يهمه النصف الأسفل منه..فهل أعطي الجمهور ما يريد؟ لا لن أعطيه ما يريد، لأنه لا يعرف أساساً ماذا يريد "أعطِ الجمهور ما يريد"مبدأ ٌإعلاميٌ سمعنا به في الصغر(كانت جدتي تقول دائماً: اضحك في وجه الآخر ولو كذباً لتكسب وده، فكنتُ أكذبُ على الصدق لكي أرضي الآخرين، فأخسرُ نفسي والآخرين التائهين).! .
خيرا ً أجبر البحارة الكنعانيون على مغادرة مرافئهم
وتم سجنهم في علب ٍ كرتونية ٍ اسمنتية ٍ أنيقة
أبدعتها لهم شركة الديار القطرية
بعيدا ً عن مراكبهم وبحرهم الأبيض المتوسط
ذكرني ذلك بمقدمة كتابي (اللاذقية حضارة المتوسط الأولى ) الصادر عن دار المنارة في اللاذقية عام 1988 وبالمقدمة التي كتبتها نيابة
عض الحضور بدا مندهشاً وتساءل بعضهم حول مدى صلتها وقرابتها بالعالم البدوي، وسألها أحدهم غير مخف استغرابه من هيئتها الخارجية ومظهرها الذي لا يوحي مطلقاً بجذرها الصحراوي قائلاً: أنت جميلة وأنيقة وترتدين ملابس (آخر موضة).
في حين قابلتهم لينا بسرد حكايا متنوعة عن طفولتها وأكدت أن المدن قادرة على طبعها بطابعها العصري من حيث اللباس والكثير من العادات، لكن الجوهر أو النسغ في الأغلب يظل خاماً إلى حد كبير
هنا وجوب ذكر خلق آدم وحواء وكيف غرر إبليس بهما (( هي مسألة مرتبة مسبقا ً وسبب لوجود البشرية كما ذكر العلماء وأضافه الزميل سحبان في افتتاحيته .. إذن قلما يتفكر المعظم في سبب عصيان إبليس لأوامر الله عز وجل وطرده إلى الأرض وهو الذي كان طاووس الملائكة ولا يوجد موضع قدم في السماء والأرض إلا وإبليس سجد لله فيه ! فهو كان أكثر الملائكة تعبدا ً للمولى عز وجل .
فمسألة العصيان إما مسألة " قسرية " ( سببية ) لوجود الخير والشر ( إبليس ) وهناك (( أنفسٌ أمارة ٌ بالسوء ))
في القرن التاسع عشر وبعد الاختلاطات القهرية مع الغرب، قناصل، ومستشرقين ورحالة، وإرساليات اختصَّت كل منها بمجموعة سكانية تعلمها، وتقودها إلى الغربنة على طريقتها، وليس عبثاً أنَّ الكاتب الكبير ميخائيل نعيمة كان من أوائل المتعلمين في روسيا القيصرية الأرثوذكسية وهو الأرثوذكسي، وليس عبثاً أنَّ فارس الشدياق الذي تحول أخوه إلى البروتستانتية، فسجنه البطريرك الماروني واضطهده حتى مات في السجن، فغضب فارس، وتحول إلى الإسلام
أمور أخرى حدثت في سياق العمل جعلتنا نحتار ونتساءل:هل هو مقصود في تناول الدراما الحديثة,أم هل سقط الحدث أو الشخصية سهواً في غياهب المجهول؟ فدور (جهاد) سعد مينة حبيب ابنة الشيخ الذي ضُرب بعنفٍ ووحشية والذي شوّه وجهه,وانتقلت الكاميرا إليه في المشفى مرّات عدة اختفى.فإذا كان المخرج لايريد أن يتابع مصيره بشكلٍ ما ,ماسبب تلك المشاهد المتكررة في المشفى إذن؟لقد كان الأجدر به أن يركز على معاقبة الفتاة لفعلتها فقط,وإلا مامعنى ذلك ؟
أريد أن أشير هنا الى الجدل الذي قام على تسمية المسلسل ب ـما ملكت أيمانكم ـ والمأخوذ من جملة أو شبه
ما لذي يمكن ونطرحه ونتناوله من أطروحات ليستقبله العقل العربي بالهتاف والإشادة والتصفيق الحاد دونما الاقتراب من مناطق إثارة التفكير هل تستوعب عقولنا مثلا ما يحدث من انتهاكات مخجلة على امتداد أبعاده المترامية من ماء محيطه وحتى نفط خليجه وكما يحدث في السودان مثلا لتتعرض فتاة للجلد على مرأى من جثث المتفرجين وضحك القائمين بالتنفيذ – أم صرنا نعاني من الأوجاع النفسية والبلادة الإنسانية لفرط
يتساءل الياس خوري قائلا: 'لا أدري ما علاقة الشهادة بأبطال الروايات؟ هل موت أبطال النضال الوطني يطردهم حكما من الرواية؟ هل استلهام تجاربهم وحيواتهم في عمل روائي هو اغماط لدمهم؟'.
الغريب أنني لم أطرح شيئا كهذا في مقالي السابق، فكل ما قلته ان فتحي البس اختار شكلا كتابيا قريبا من الشهادة على الحدث، أو الزمن، هو السيرة الذاتية. ما كتبه البس في 'انثيال الذاكرة' هو شهادة شخصية على زمن عاشه ووقائع شارك فيها أو كان قريبا منها،
حين همَستْ له "أحبكَ": انساب صوتها شلالاً بإيقاعٍ فاتن، فقال لها: أنا لا أعرف كيف ينكرون وجود النبيّات وأنتِ هنا! لقد كسرتِ القاعدة يا حبيبتي، القاعدة التي كانت حِكْراً على الرجال، فردّت: وأنا لا أعرف كيف جُعِلَ للأنبياء خاتمة، وأنتَ هنا! تثبت أنّ النبوّة لا تنتهي، وأن الأنبياء مستمرّون، فليحمِك ربي، يا مَنْ تعشقه روحي، وراحا في عناق طويل.. في ليلة حلّقت بينهما كفراشة، صارا واحداً.. وكوناً يكبر.. وحياة تستفيق..
نحن ننتمي إلى الدين بالقدر الذي نمتلكه من القدرة على التخلي عن القيم السلبية المتراكمة والمتجذرة في بنيتنا لاجتماعية وامتلاكنا لموقف نقدي فعال والذي يمكننا من البحث عن أدوات التغيير الجاثمة وراءَ بابين الحرية والمعرفة بغض النظر عن أيهما شرط للآخر , هل الحرية تستوجب المعرفة أولاً أم المعرفة تستوجب الحرية , تاركين الحديث في هذا المجال لموضع آخر .
ننتمي إلى الدين بقدر الانتماء إلى الإيمان مع التفريق بينهما تماما,