فرات أسمر) الرعدة التي تقشعر لها الأبدان, فصول من الحمى حبلك السرى للرحيق, تعدك بأشياء كثيرة دون أن تنبس ببنت شفة تتركك مرتبكا كلثغة فصيحة في مداراللغة الفضفاض, تجوس خلالك, تتقن مداعبة التفاصيل الغامضة, وتقف مطولا أمام فخاخ الجمال,تستنهض خرابك المطول كمعلقة جاهلية على ستر الكعبة, تقف على إطلالك, فيزمزم فيك العمر الشارد في الفلوات, تتكىء على جمالها الغجرى الذي يَشفّ فيترك كل شيء قابلا للتأويل
(فرات أسمر) هي أرض الاحتمالات والربما
تتفقد أمريكا ملامح الفارس البلاستيكي وتغمض عيني الحصان حتى لا يخيفه ضجيج السيارات المختلفة، وتخفض من شدة الصوت والإنارة، وكالعادة تعود لترمي محصولها في البحر، وتظل تفعل هذا حتى يفقد الحصان أعصابه، فإذا لم يجد ما يأكل أكل العربـ..(ة).
ينفض المسرح.. يُسدل الستار، يتفرق العرب لمشاهدة أحد أفلام رعاة البقر، الفلم الحقيقي الذي لا ينقطع أثناءه التيار، ينبهرون بالحصان الأمريكي وفارسه المغوار، صاحب القبعة المُظلّلة والسيجارة المبلّلة،
فكر، وفكر وأخيراً خطرت له الفكرة المذهلة؛ الفتاة البريئة المراهقة ولا خبرة لديها ولكنها تضج بالشباب المبكر والصبا، والعهر المبكر، وها هو العجوز الروسي والكاتب غير المهم والأستاذ الجامعي المخفق في أكثر من حقل يصبح راعيها، فتستثيره براءتها وجمالها الغض والفج، فيراودها عن نفسها، والغريب أن هذه المراهقة كانت خلاصة العهر والابتزاز، ويقيم معها علاقة يدمر فيها بظنه براءتها وصباها وأحلامها وجمالها، ولكنها كانت بين الحين والآخر تتذكر صباها ورغبتها في شاب من جيلها،
فمثلاً نرى اضطهاد شريحة من المجتمع السوري والدمشقي تحديداً لأبي خليل القباني، واعتبار ما فعله من مسرح هو بدعة، يأتي من ضمن هذا السياق الذي تحدثت عنه علماً إن أغلب الحضور الذي واكب عروض القباني كان ينظر لما يفعله نظرة اشتهاء ورغبة في التقليد،ولكن النزعة التدميرية لكل ماهو ناشز عن المجتمع أو خارج السرب أو صاحب الريادة في كسر الرتابة الاجتماعية، والإتيان بما هو ترفيهي حصراً أي بما يشكل دعوة للحرية والانعتاق من المؤسسة ..هي ناتجة عن الغيرة وليس الحسد (فالغيرة هي محاولة للتشبه أما الحسد فهو ذو شكل تدميري للآخر).
وتخلت الحوامل الاجتماعية التي كانت تحمل فكرة الأمة العربية تدريجاً عنها، أو في أحسن الأحوال، – أبقت عليها مجرد شعار خال من أي مضمون. وتخلى حزب البعث السوري عن شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، ثم بدأ يتراجع في أدبياته تدريجاً عن فكرة الأمة العربية ورسالتها، إلى أن راح أخيراً يركِّز على شعار «سورية أولاً». أما حزب البعث العراقي فقدْ فقَدَ كل أيديولوجيته بعد أن أطيح به من السلطة بعد الغزو الأميركي للعراق وإسقاط صدام حسين، وتحول إلى مجرد ظلٍّ للقاعدة.
وفي نهاية الحديث عن مسلسل محمود درويش ، لا بدَّ من نصيحة يوجهها الكثيرون لـ " فراس إبراهيم " ، يقولون فيها : " ألا تخجل من نفسك ، حين تصرُّ على ما أنتَ فاعل ؟ . كيف ستقلّد ، ، قول درويش ( أعدِّي لي الأرض كي أستريح فإني أحبك حتى التعب ) ؟ ، وكيف ستحاول تقليد صدقه ، قائلاً ( أحن إلى خبزِ أمي ، وقهوة أمي ، ولمسة أمي ) ؟؟ .. ليتكَ تحنُّ إلى خبز ضميرك ، وتتركنا نحافظ على صورة درويش ، رائعةً ، في ذاكرتنا .. ابتعدْ عن هذا العمل ، واترك درويش يرقدْ بسلام في فردوسه
غياب قسري لبلاد الشام و العراق
تراجع من التصفيات النهائية لبوكر الرواية العربية في هذا العام الخط الجهادي إن صحت التسمية ، و المقصود بذلك روايات بلاد الشام التي تركز على بؤرة التوتر و مفهوم المقاومة و بنية المجتمع غير المفتوح. و يبدو أن نصيب هذا التوجه لم يكن محظوظا لسببين..
الأول هو انسحاب كتلة هامة و مؤثرة على الصعيد العام و الخاص من التأويل لمعنى المقاومة ، و لا سيما الجانب الفلطسيني و انحسار الصورة إلى قطاع الذكريات بصيغة الماضي التام.
واضحةٌ هي التغيراتُ الحثيثة والهامة التي تجري في سورية، وهي تغيراتٌ نحو الأمام، القيادة ُالسوريةُ العليا من رأس هرمها تعمل من أجل ذلك ولكن بصمتٍ ودون جعجعةٍ للسيرِ بهذا البلد نحو الأمام. فماذا يمنع أن نتشاركَ مع القيادةِ العليا ونقدم مقترحاتٍ تعنينا مباشرةً لتكون وللمرةِ الأولى هذه الانتخابات انتخاباتٍ تعني الشعبَ بكلِّ فئاته، ويستطيع الناخبُ أن يدلو بصوتهِ لمرشحه الذي يريد، هناك أمورٌ كثيرةٌ يجب تغييرها في قانونِ الانتخاباتِ، ليصبحَ قانوناً يهتمُ بسورية، ويهتم بالمواطن السوري..
بناء على ذلك هل يمكن القول: إن العرب ما زالوا في كثير من نواحي حياتهم قبائل بدوية تتنقل على خارطة الرمل, ولذا ما زالت آلهتهم بدائية وثنية عشتاروتية تتعلق بالخصب ؟! فهل يمكن للعرب أن يؤمنوا بالفلسفة التي تخاطب العقل وتدحض الأوهام؟ هل يحق للعرب أن يحتفوا بالفلسفة, وما زال مفكروهم وفلاسفتهم مضطهدون في الأسر أو في المنفى أو في النسيان!؟ أي سخرية في احتفاء مجتمع يمسك بخناقه رجال الدين والسياسة بالفلسفة, وهو المجتمع عينه الذي كفّر نصر حامد أبو زيد وقتل فرج فودة, !
ذا كان من الطبيعي والمنطقي ان تعرف المجتمعات «الحداثية» مثل هذا النقاش، وان ينخرط فلاسفة الحداثة في نقاشها، الا انه من غير الطبيعي ان تنخرط مجتمعاتنا العربية ومفكروها في النقاش اياه نحو تسفيه قيم الحداثة وحقوق الانسان، لأن الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية تستخدم هذه المبادئ في حملاتها الاستعمارية ضد العالم العربي، وبالتالي ان يتحول العداء الى هذه المعسكرات الغربية عداء ضد قيم الديموقراطية والعدالة والحرية والمساواة،