و نعود إلى الفردية في ذلك الحكم، فنجد أن السلطان هو سلطان الفرد، لكنه ليس سلطان الفرد كما هو عند الأمم الأخرى. فسلطان الفرد عند الأمم الأخرى وراثي، أما هنا فهو سلطان غير وراثي، لا يتصل بإنسان معين، و لا بجماعة معينة. و هذه ناحية أخرى من نواحيه الديمقراطية، فهو شعبي، فأي رجل من رجال الشعب يستطيع أن يكون خليفة، إن صحت له مزايا الخليفة.
على أن الخليفة واسع السلطان كل السعة، فليس في النظام الراشدي توزيع للسلطات، و تحديد لها. و من المعلوم أن السلطات اليوم هي ثلاث: السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية و السلطة القضائية.
الدولة الأموية و الأحداث التي سبقتها : نقد مصادر البحث في الفتنة / الدكتور يوسف العش
ليس بين حوادث تاريخنا حادثة حصل الاختلاف بشأنها كالحادثة التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان، و إلى وقعة الجمل و صفين، بل سميت بالفتنة لما فتنت به الناس، و لما امتحنت به دينهم و أخلاقهم و ثباتهم على المبدأ و العقيدة. و لقد كانت فتنة حقا، فهي قد مزقت الناس شيعا و أحزابا ،
ذكرنا أن الوحدة الوطنیة في حماة كانت من أسباب انتصار ثورتھا، وبعد العدوان الفرنسي كان جو المدينة رائقا صافیا على أحسن ما يرام، وفجأة تذكر الصحف، بعد تألیف وزارة الجابري بیوم واحد "أن زكي الوتار ( 1) الموظف في بلدية حماة اعتدى على محمد الصباغ في محلة العلیلیات فخر صريعا يتضرج بدمه . وقد ھاج أھل الحي على إثر ھذا الاعتداء ورجموا بیت القاتل بالحجارة انتقاما. وقد قبض رجال الشرطة على القاتل. وبعد انتھاء الحادث ذھبت قوة من الدرك والشرطة وألقت القبض على خمسین شخصا
طلب قائد الموقع الفرنسي الاجتماع بمحافظ حماه في محطة القطار. فذھب المحافظ إلى الاجتماع يرافقه قائد الدرك والمیجر داردن البريطاني الذي كان واسطة المفاوضة، فرجا الضابط الفرنسي المحافظ أن يوعز للأھالي بفك الحصار عن ثكنة الشرفة، وأنه يتعھد لقاء ذلك بعدم إطلاق النار على المدينة وعدم احتلال محطة القطار . فلم يتمكن المحافظ من تنفیذ ذلك واستؤنف القتال بجمیع ما يملكه الجیش الفرنسي من أسلحة فاستشھد ثلاثة مجاھدين وجرح عدد من أبناء المدينة
الآن
كل ثلاثاء، أعود، للطاولة اثنين وخمسين، فنجانان من القهوة السادة ،
واحد لي، الآخر لك..نوار.
أقترب..
تختفي،حين تصطحبني إلى حكايتك السرية.
بكبن القرية .. بكبن الساعة.. الكائنات .. النص
ولم تكن ھذه السیاسة لتخدم إلا مصلحة فرنسا. لأن فرض الرقابة على الصحف، والتضییق على الحريات، كانا في الحقیقة لإخماد الثورة التي تتأجج في النفوس ضد تعنت فرنسا بعدم تسلیم الجیش وتشبثھا بامتیازات الإ نتداب تحت ستار سیاسة التعاھد وعقد الاتفاقیات. كما أن ھذا الجو سمح لفرنسا أن تحرك أجھزتھا للتآمر على أمن البلاد وسلامتھا، سالكة ذات الأسالیب التي سلكتھا في الماضي بعد عقد معاھدة عام 1936 ورغم كل الضغوط الشعبیة والبرلمانیة وتحذير الحكومة من أن سیاسة التضییق
ولما كان المجتمع المدني يشترط التداول السلمي للسلطة لذا يشكل العنف تحديا كبيرا لادارة العملية السياسية بشكل سلمي بحيث تتكافأ الفرص لجميع الأطراف، وتحفظ للجميع حقه في المشاركة السياسية والتعبير أن وجهة نظره بالحكم. أي أن العنف سيفضي إلى الاستبداد الذي هو الضد النوعي للديمقراطية، وبالتالي استحالة العملية السياسية السلمية، وإنما استبداد وتسلط وقمع للمعارضة واضطهاد للشعب. كما أن تسلح الاطراف والأحزاب المشاركة في الساحة السياسية،
كما جاء في الكتاب ما يكشف ھواجس روزفلت في موقفه من القضیة الفلسطینة:
وفي 22 كانون الثاني ( يناير ) عام 1945 بحث وايز ورئیس الجمھورية في مختلف نواحي القضیة الفلسطینیة وسأل روزفلت عن إمكانات البلاد الاقتصادية وتحدث عن مخاوف العرب من أنه إذا دفعت فلسطین في أيدي الیھود تسللوا إلى الأقطار العربیة المجاورة، وتساءل عما إذا كان الاتحاد السوفیاتي سیعارض في إقامة دولة يھودية. وقد حاول وايز أن يطمئن بال رئیس الجمھورية بخصوص جمیع ھذه النقاط
لا حاجة للاطالة، فالفرنسیون متعنتون، وقد تعنتوا حتى الآن بتسلیم الجیش، وإنني أقول بصراحة، لا بالتھديد والوعید ولكن بشعوري وشعور الامة، بأن ھذه المرحلة التي تقرر موقفنا من فرنسا الى الأبد ھي التي تثبت بأن عقلیة فرنسا لم تتغیر وأن موقعنا منھا سیتغیر الى الأبد فعلى فرنسا أن تضع الأمرين في المیزان وتتبع إحدى الخطتین. فإما أن نتعاون ونظل أصدقاء وإما أن نیأس منھا ومن عقلیتھا ونبت في كل أمر بیننا وبینھا، لنفرض أن الإفرنسیین لم ولن يسلموا الجیش، فماذا يجب أن يكون موقف الحكومة وموقفنا نحن؟ ... يجب أن نستمر بالمطالبة بتسلیم الجیش ولكن ما ھي الوسائل التنفیذية لاستلامه؟ ھناك وسائل عديدة فاذا امتنع الأجنبي عن تسلیمنا جیشنا فسنأخذه ونستلمه بالقوة لا بالواسطة، وعندھا يذھب دور المفاوضة ويأتي دور القوة
من مذكرات أكرم الحوراني
كان والدي على صلات وثیقة مع العلماء والمثقفین والتجار، ولا سیما الشیخ عبدالقادر عدي . فلقد كان وإياه أخوين لا يفترقان، وقد حدثتني والدتي بأن الشھید علي الأرمنازي ( 2 ) كان يجتمع إلى والدي باستمرار اجتماعات سرية. وأن والدي كان على اتصال بالجمعیات العربیة السرية ( العربیة الفتاة ) وأنه كان يكره الاتحاديین ويرتاب بحسن نواياھم نحو العرب، وكانت تقدر أنه لو لم تعاجله الوفاة لأمر جمال باشا باعتقاله ولكان في عداد من سجنوا أو نفوا أو حكم علیھم بالاعدام