يركز محور الرواية على شخص أكاديمي يعيش في موسكو د
اخل بيت للطلبة ، و على هذا الأساس يحتك بالنخبة العاطلة
عن العمل المنتج و التي غرقت لقمة رأسها في استهلاك
الدقائق و الساعات ، أو كما نقول باللغة العامة : في قتل الوقت.
و هذه هي المسألة : كيف نحتال على أنفسنا لتمرير الوقت
الضائع الذي يعتقد أبطال الرواية أنه جوهر و مضمون الإنسان
إن علاقات الأسد الحقيقية مع أخوته ضرورة للنظام و لكنها مرت بمشاكل. فقد اعتمد الأسد على أخوته أمنيا ، و إلى حد ما توجب عليه أن يتفاوض معهم لتقاسم السلطة. و لكن في نفس الوقت تعرض لتحديات هم مصدرها. ففي الأسابيع المضطربة التي أعقبت إصابته بالأزمة القلبية عام 1983 ، كان أخوة الأسد يشعرون بالمعنى القوي للرموز السياسية التي تختصرها أواصر القرابة ، و دفعهم ذلك للإعلان عن نظام قوى جديد. و احتل رفعت أماكن علنية و شعبية في دمشق و صحفها بصوره ، مع عبارة تقول إنه " القائد " ، و إلى جانيه صور أخيه الأكبر جميل
ثم تحدثت إلى الفلاحين كفلاح. وإلى العمال كعامل. وإلى التجار كتاجر. وإلى اليمينيين كيميني. وإلى اليساريين كيساري. وإلى المزايدين كمزايد. وإلى المعتدلين كمعتدل. وإلى العجائز كعجوز. وإلى الأطفال كطفل ... وقلت لهم أن اتفاق شولتز مثله مثل اتفاقيات كامب ديفيد واتفاق سيناء وكل الاتفاقات التي تمت من وراء ظهوركم. فهو مصوغ بدقة متناهية كابتسامة الجوكندا بحث لا أحد يعرف إذا كان يبتسم لنا أم يسخر منا.
في البئر المجنونة هذه تاهت أسئلةٌ, وتلاشى نواحٌ, وذابت شكوى, وضاع صراخ وامتزجت أنّات لحزانى وفي البئر صدى النائحات وطعم الدموع ولون الدماء وشكل الجراح. عند حافة البئر نقرأ "أنا الواقف على بئر الأسئلة..الوصايا تمزّق ستار الوهن والوهم وبقايا النائم فينا من مساء الأبدية. ربما كانت حياتنا فقاعة طافية على مدار الوهم, ونحن سائرون بموجتها إلى أعالي المحال ". ويختم الشاعر الحافة الأخرى بالقول: " لمنْ أمنح دموعي إذن؟؟ للماء كي يُعَكّرَ صفوُ النبعِ؟ للدم كي نولدَ بنصف قلبٍ؟
ا الموقف من الاستبداد ؟.. يفرق جون لوك بين استبداد الملوك و استبداد البرلمان. فيسأل عن استبداد الملوك : " ماذا يحدث إذا كانت السلطة التنفيذية و هي تملك قوة المجتمع تستعمل هذه القوة للحيلولة دون اجتماع الهيئة التشريعية و منعها من العمل ؟. نلاحظ أن السؤال متعلق باستبداد الملك بالتشريع دون الهيئة التشريعية.
فيأتي الجواب ملتويا : " و أجيب على ذلك بأن استعمال القوة ضد الشعب دون سند من السلطة و بما يناقض الثقة التي أودعها السلطة التنفيذية إنما هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الذي يصبح له في هذه الحالة إقامة هيئته التشريعية من جديد لممارسة سلطتها ،
يعتقد أرسطو أن الطغيان هو أسوأ أشكال الحكومات كلها فحكومة الطاغية تجمع مساوئ و انحرافات و عيوب الحكومتين الأوليجاركية والديماجوجية و لهذا كانت أشد منهما ضررا على رعاياها.
وإذا كان أرسطو دائم الحديث عن الطغيان في النظام الملكي بل و الربط والمقارنة بينهما فإننا نراه ينبهنا الى أنهما إذا كانا متشابهين فإن بينهما فروقا أساسية و اختلافات مهمة .كأن أن نذكر بعضها على النحو التالي
أ- من حيث ا لمنشأ فإننا نجد أن الملوك قد نشأوا في أسر رفيعة و خرجوا من طبقات عليا و هم مع ذلك يحمون بطبيعتهم الطبقات الشعبية ، ذلك لأنهم يعتمدون في حكمهم على السمو ، السمو الشخصي ، و سمو الأسرة في الخلق و السلوك. :
يتحدث أورتغا في الجزء الثاني من الكتاب« والذي قام بنقله للعربية المترجم علي إبراهيم أشقر.. وصدر عن دار التكوين» عن نظرية الحكم، وكيفية انتقال السلطة للجماهير، ويرى بأن لكل حاكم بدائي طابع مقدس، لأنه حكمه مؤسس على صيغة دينية، ويؤكد على أن الديني هو« الشكل الأوّل الذي يظهر في ظلّه دائماً ما سوف يصبح روحاً وفكرةً ورأياً..» فالكنيسة كانت تعمل باسم« السلطة الروحية» إلا أن التطور الذي حلّ في العالم، أدى إلى هدم الكنيسة عن طريق ظهور الديمقراطيات للواجهة ومطالبة الجماهير بها، ونتج عن ذلك تفعيل نظام الاقتراع عن طريق العملية الانتخابية،
من هنا فالإبستمولوجيا (الحاج حمدية) تقتضي التعايش مع الدولة اليهودية، إذا ما أعطت للفلسطينيين (حقوقهم). فهل حقوقنا أقل من قيام دولتنا على كامل ترابنا؟.
27ـ ويبلغ الإسفاف بالكاتب مداه الأوسع حين يقول: "فالإسرائيليون يعمدون لإخراج أهل الأرض المقدسة من ديارهم. وقد أذن الله للذين يقاتلون ويخرجون من ديارهم بالقتال" (ص145). أي أن الإسرائيليين لو كانوا قبلوا أن نظل في ديارنا، تحت حكم الدولة اليهودية، لما كان في ذلك من بأس ولا قتال!.
28ـ يرى الكاتب أن التدافع في الأرض المقدسة هو "تدافع بين شعبين اصطفاهما الله".
إن ما نشاهده اليوم من مظاهر عنف و احتراب يستدعي العودة إلى الذات لمراجعتها و نقدها ، و الوقوف على مواضع الخلل فيها لتقويمها و معالجتها. ثم الارتكاز إلى قيم جديدة تستبعد الكراهية و الحقد ، و تنفتح على قيم الإنسانية و الدين. و هذا يتطلب الغوص في أعماق الفكر و العقيدة بحثا عن جذور المشكلة. أي ينبغي البحث عن الدوافع الحقيقية وراء ثقافة الموت و الاستهانة بالحياة و تكفير المجتمع. و تقصي المفاهيم المسؤولة عن صياغة البنى الفكرية و المعرفية لعدوانية المرء تجاه الآخر ، أيا كان الآخر داخليا أم خارجيا ، دينيا أم سياسيا.
فرص التعايش بين الأديان و الثقافات
إذن فالدلالة اللغوية لمفهوم التسامح تستبطن المنة و الكرم ، و تشير إلى وجود فارق أخلاقي بين المتسامح ( بالكسر ) و المتسامح معه ( بالفتح ). فليس هناك مساواة بين الطرفين ، و إنما يد عليا واهبة ، و يد سفلى متلقية. و هو مقتضى المنة و الكرم دائما.
إلآ أن المعنى الاصطلاحي للتساهل يأخذ بعدا آخر ، يتضح من تاريخ تبلور هذا المفهوم ضمن بيئته الغربية. ف