وجبت الإشارة إلى تاريخ كتابة هذه السطور والتأكيد على أنها كُتبت قبل هبوب رياح التغيير على دول الربيع العربي لأنه لا معنى لقراءتها اليوم دون ربط محتواها بالوضع الجديد الذي فرضته الثورات العربية التحررية في المجتمعات التي تتناولها المقالة بالدراسة والنقد. المقالة تطرح سؤال فيما إذا كان الشباب العربي مهزوماً، والإجابة التي تقترحها هي أن معركة الشباب العربي لم تبدأ بعد، والأصح أنها لم تكن قد بدأت منذ ثلاث سنوات، ولكنها بدأت بعد ذلك بقليل وشهدت ساحاتها نضالات مشرفة وتضحيات غير مسبوقة
إن رؤية أسطورة تاريخية ومعرفة أحداثها عن طريق فيلم سينمائي أو توثيقي أو كتاب يشمل هذه الأسطورة بطريقة سردية، لا شكَ في ذلك تختلف من جيلٍ لجيل ومن ثقافة لثقافة، حسب استيعاب القارئ أو المشاهد لهذه الأسطورة في مخيلته، ويلعب التراكم الثقافي لديه أو ضحالته أو عدمه دوراً كبيراً في الإبحار فيها وتصوّرها خارج نطاق رؤية الشخص الذي نقل هذه الأسطورة وقدمها عن طريق كتاب أو فيلم أو ما شابه ذلك كما ذكرنا؛ فهذا الاطلاع يعطي وجهاً آخر لأحداث الأسطورة،
تُطالعُنا هنا صورةُ امرأةٍ لا تفاصيل لها، ولا إحساس ولا كيانٌ مستقلّ، ولا نعرف عنها إلا ما يريد الشاعر أن ينقله إلينا، وما علينا إلا تصديقه. وما الأمثلة القليلة التي يمكن أنْ تشكّل خروجاً على هذا النمط سوى دليل على أنه هو النمط القاعدة، والمتوارثُ من جيل إلى جيلٍ. فهي الجميلة دون أن نعرف كيفيةَ جمالِها، وهي شهيّةٌ دون أن تظهر إلا صدى لشهوة الشاعر، وكأنها أنثى محجّبةٌ مضروبٌ عليها خمارٌ، مع أنها موضوع للحبّ والغزل والجنس كذلك
يمثل " الشرق الأوسط الكبير"تحدياً وفرصة فريدة للمجتمع الدولي؛ وساهمت " النواقص الثلاث التي حددها الكتاب العرب لتقريري الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية للعامين 2002 و 2003 الحرية، المعرفة، وتمكين النساء في خلق الظروف التي تهدد المصالح الوطنية لكل أعضاء مجموعة الــ8، وطالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة، ستشهد زيادة في التطرف والإرهاب والجريمة الدولية غير المشروعة. إن الإحصائيات التي تصف الوضع الحالي في " الشرق الأوسط الكبير" مروعة
كما ذكرنا فيما سلف إن هذا المشروع جاء مترافقاً مع نشوء الحركة الصهيونية، ومنذ نشأتها عام 1897 وإذا كان وعد بلفور قد جاء ابناً حراماً للتواطؤ الذي تم على العرب في سايكس بيكو والتنكر للثورة العربية الكبرى عام 1916.. فإن جميع المشاريع التي جاءت بعد نشوء وزرع إسرائيل في قلب الوطن العربي عام 1948 قد جاء لقبول إسرائيل في نسيج المنطقة وضرب فكرة التوحيد القومي عند العرب. وإذا جاءت لقبول عام 1958 بين سورية مصر قد أصبحت حقيقة وإن لم تطل مدة هذه الوحدة فإن حرب عام 1967 جاء لتضرب ذلك الأمل
ارتباطاً بجمال المرأة، حدّد بدو الصحراء -المشهود لهم بالفحولة التي بزَّت فحولة الإفرنج ودوَّخت صناديدهم، بتعبير أحد الكتاب العرب- مجموعة من المقاييس والمعايير التي يعتبرها عناصر الجمال الأنثوي المتكامل الذي لا يتوفر سوى في امرأة غاية وآية في الجمال تكون 'مَتْفَصْلَ' و'رَشْكَتْهَ زَيْنَ'، بالتعبير الشعبي الحسَّاني. وترتبط هذه العناصر بكافة أعضاء الجسد وتضاريسه الكبيرة والصغيرة مع تحديدها ووصفها بتسميات تخصيصية دالة وإيحائية تستمد مرجعيتها من الثقافة الشعبية الصحراوية.
فقد كتب تيودور هرتزل مؤسس الدولة الصهيونية عام 1907 قائلاً بوجوب قيام كومنولث شرق أوسطي يكون لدولة اليهود فيه شأن قيادي فاعل ودور اقتصادي قائد، وتكون المركز لجلب الاستثمارات والبحث العلمي والخبرة الفنية . ومنذ ذلك التاريخ بدأت الصهيونية تستعمل مصطلح الشرق الأوسط بديلاً للوطن العربي لكي تضعه بديلاً للوحدة القومية للعرب في وطن يعتبر مهد الحضارة وهبط الديانات التوحيدية الثلاث، ويحتوي ثلثي الاحتياط العالمي للنفط وملتقى للقارات الثلاث ويشرف على أهم الممرات المائية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس ويشرف على مضيق جبل طارق في نقطة التقاء المتوسط والمحيط الأطلسي
وراء هذا الوجه " العلماني والثوري " للعلويين العاملين في الجيش والدولة , والمنخرطين خصوصأ في الأحزاب السياسية المنادية بالتغيير كحزب البعث , توارت بنيتهم الثقافية ذات الأصول الريفية المتخلفة , والكارهة للثقافة المدينية ولطريقة عيش أبناء المدن , ولن تظهر هذه البنية وآثارها الا فيما بعد , في العهد الأسدي الأول , عهد تعميم تلك الثقافة على المجتمع ككل , وحقنها بأخلاق الفساد والنهب . أما قبل ذلك , فقد كانوا مندفعين , تحت تأثير مكاسبهم المتزايدة , في التفاعل ايجابيا مع بقية الشرائح الاجتماعية التي تغلي سياسيا تحت تأثير الحرب الباردة , واسرائيل .
ويمكن القول إن أهمية الكواكبي، لا تعود فقط إلى تعرية ومهاجمة الاستبداد، بل إلى تحليله الاستبداد، سياسياً ودينياً، وتبيان دوافعه وأسبابه إلخ، الأمر الذي دشن بواسطته جملة من الكتابات والأفكار، التي أتت من بعده، وركزت الاهتمام على الاستبداد والمستبدين. لكن الكواكبي أخذ جانب التحليل، النظري والبحثي، ولم يذكر أمثلة على الاستبداد والأنظمة المستبدة في عصره أو عبر التاريخ العربي الإسلامي. ومع ذلك يكفي الكواكبي ما قدمه بكل جرأة ووضوح، والباب مازال مفتوحاً أمام الباحثين والمفكرين كي يغنوا ما بدأه،
السيرة النبوية بين التحريف والتسجيل - قراءة في كتاب المفكر الإسلامي صالح الطائي
يقدم كتاب ( جزئيات في السيرة النبوية) للباحث والمفكر الإسلامي صالح الطائي، والصادر حديثا عن دار ميزوبوتاميا في بغداد، جرد حساب لما فعله المؤرخون والإيديولوجيات الغامضة والخفية التي تقف وراءهم. وذلك من خلال سرد شيق وممتع وتحليل هادئ، ولكن لا ينقصه الدفء وحرارة الإيمان بالمقولات الأساسية للدين ولشخصية الرسول ( ص).